الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

من هى المرأة التى عينها ماكرون رئيسا لوزراء فرنسا ؟.. إليكم تفاصيل وخلفيات لسيرة ذاتية

رئيس الوزراء الفرنسية
رئيس الوزراء الفرنسية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

قبل رئيس الجمهورية الفرنسية المنتخب حديثا إيمانويل ماكرون، استقالة جان كاستكس رئيس وزراء فرنسا مساء اليوم، بعد حكم دام 22 شهرًا.  وقد انتظر الرئيس الفرنسي ثلاثة أيام ليعلن عن تعيين وزيرة العمل إليزابيت بورن رئيسة للحكومة لتصبح ثاني امرأة في تاريخ الجمهورية الخامسة تتولى رئاسة الوزارء بعد إيديث كريسون الذي فاجأ الرئيس ميتران بها الفرنسيون عام ( 1991).

وبهذا سيكون على بورن أن تشكل، بالاتفاق مع رئيس الدولة، فريق السلطة التنفيذية حتى الانتخابات التشريعية في يونيو المقبل. وقد وفى ماكرون  وعده الذي قطعه على نفسه خلال الحملة الانتخابية حيث وضع شروط قال يجب ان تتوفر في رئيس الحكومة الجديد، ليجسد عهده الجديد، أولا أن تكون امرأة لكونه من انصار تمكين المرأة ليكون أول من ساوى بينها وبين الرجال في تشكيل الحكومة في ولايته الأولى  (في العدد والمرتبات).

كما أراد أن تكون يسارية الانتماء فقد تم اتهامه كثيرا بانه يساري وسطي يجنح لليمين وانه جاحد لليسار بعدما عين رئيسين لحكومته من اليمين الديجولي بينما تم اكتشافه سياسيا من قبل معسكر اليسار وقدمه الرئيسي الاشتراكي فرانسوا هولاند الى عالم السياسية من هذا المعسكر لكنه تركه واستمال الديجوليين وترك سفينة اليسار تغرق.

أما الشرط الأخر الذي وضعه أن تهتم بالبيئة لتقود إصلاحات بيئية قوية ولاستمالة نواب الخضر والموجة الخضراء القوية التي ظهرت في الانتخابات التشريعية في ولايته الأولى. وهو وعد خلال حملته الانتخابية معسكر اليسار وأكد ماكرون أن الرئيسة الجديدة لقصر ماتينيون (مقر رئاسة الحكومة) "منتجة" وتتمتع بملف "اجتماعي" و"بيئي".

 

-"ميدانية وخبيرة"-


يُنظر إلى إليزابيث بورن على أنها تقنية عالية وعنيدة، تُعتبر مخلصة لماكرون، وقد أثبتت نفسها للحكومة طوال السنوات الخمس الماضية، حيث تبوأت مناصب وزارية أبرزها النقل والعمل والبيئة.

إضافة إلى ميزة كونها امرأة، فإنها كانت رئيسة الأركان السابقة لوزيرة البيئة الاشتراكية سيجولين رويال وتتمتع أيضًا بميزة الانتماء إلى الجناح الوسطي اليساري لماكروني، وضعت "العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص" في قلب معاركها وهذا ما يتفق مع برنامج الرئيس، لكن طرح تعيينها كان ينظر إليها بحذر من قبل بعض مساعدي ماكرون لكونها "ليست سياسيًة بدرجة كافية".

 إذ يتوجب أن تواجه الاقتراع العام لأول مرة خلال الانتخابات التشريعية القادمة لتحافظ على الأغلبية البرلمانية وتحتفظ برئاستها للحكومة وتقطع الطريق على المعارضين الشرسين وعلى رأسهما مارين لوبن رئيسة حزب التجمع الوطني أقصى اليمين وجان لوك ميلوةنشون رئيس حزب فرنسا الابية اقصى اليسار.

يقول صديق مقرب لإيمانويل ماكرون لمندوب البوابة نيوز: "إنها تجسد معظم التحولات الكبرى في فترة الخمس سنوات أفضل من أي شخص آخر.


-"من هي رئيسة الحكومة الفرنسية الجديدة؟"-

ولدت إليزابيث بورن، في 18 أبريل 1961، في الحي الخامس عشر بباريس من زواج جوزيف بورن من مارجريت ليسيسن، وهي صيدلانية من كالفادوس. والدها يهودي من أصل روسي من عائلة لجأت إلى فرنسا عام 1939، وقاومت النازية في الحرب العالمية الثانية  ، وتم ترحيلها في عام 1942. يدير جوزيف ومارجريت بورن مختبرًا للأدوية.

في 30 يونيو 1989، تزوجت من أوليفييه أليكس، وهو باحث جامعي. انتج هذا الزواج ولد الابن. ولكن تم الطلاق.

درست إليزابيث بورن في كلية الفنون التطبيقية (دفعة 1981)، وهي مهندسة تخرجت من المدرسة الوطنية عام 1986، حاصلة على درجة الماجستير في إدارة الأعمال من كلية الهندسة دفعة عام 1987

عملت كمهندسة مدنية  ثم تولت منصب محافظ لمنطقة بواتو شارونت عام 2013 ثم تولت عام 2015 منصب مديرة مكتب وزيرة البيئة سيجولين روايال ثم أصبحت فيما بعد رئيسة هيئة النقل العام.

كانت قريبة لفترة طويلة من الحزب الاشتراكي الفرنسي ولكنها تركته والتحقت بحزب ماكرون عام 2016 وأصبحت وزيرة النقل عام 2017 في أول حكومة مشكلة بعد نجاحه في الانتخابات الرئاسية ثم أصبحت وزيرة البيئة والتضامن ثم أصبحت وزيرة العمل والتشغيل والاندماج في حكومة كاستكس الذي خلفته اليوم. قامت خلال توليها مناصبها الوزارية المتنوعة بسن قوانين كما كانت شديدة النشاط في البرلمان وعرف عنها الكفاءة العالية والحزم كما لديها عدة مؤلفات وحاصلة على عدة اوسمة خلال حياتها العملية.

بحث الرئيس إيمانويل ماكرون طويلا عن امرأة لتحل محل جان كاستكس في قصر ماتينيون، كان الرئيس يميل مرة أخرى إلى اليمين.  بعد إدوارد فيليب، وجان كاستكس، جاء كلاهما من حزب الجمهوريون( LR).  وقد طرح اسم كاثرين فوترين بإصرار وهي عضو البرلمان  ونائبة رئيس الجمعية الوطنية حتى يونيو 2017، وهي حاليًا رئيسة منطقة ريمس الكبرى.

وقد استقبلها في شقته الخاصة في قصر الإليزيه، تناول معها الغذاء يوم الخميس 12 مايو وعرض عليها منصب رئيس وزرائه القادم واستمع منها ودون ملاحظاته.  كان الرئيس يفاضل بين كريستين لاجارد ( أقوى المرشحات لكنها رفضت الاستقالة) فهي رئيسة البنك الأوروبي وكانت رئيسة صندوق النقد الدولي وضمن ألمع وزراء المالية في تاريخ فرنسا الحديث وتقلدت عدة مناصب وزارية، كما فكر الرئيس في أندريه ازوليه مديرة عامة منظمة اليونسكو المنتخبة حديثا لولادة ثانية وكان من الصعب قبول المنصب والاستفادة من منظمة الأمم المتحدة التي تقودها باقتدار.
ولكن جاء ترشيح إليزابيث بورن وفق رغبة الرئيس وطموحاته.