الثلاثاء 14 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

كوميديانات الزمن الجميل| شويكار.. سيدة المسرح الكوميدى

شويكار
شويكار
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

الكوميديا نوع من أنواع التشخيص الجميل ذات طابع خاص، يجسد فيه الممثل شخوصا معينة فى صور وقوالب مرحة من صنع المفارقات، ينتج عنها عروض تُكتب بقصد التسلية فى فصول سهلة تنهض على المفارقة والإفيهات الخالدة لصنع حالة من البهجة والسعادة لدى الجمهور. 

وتحت قبة المسرح تجتمع كافة أشكال الفنون، وخلال رحلته الطويلة وقف على خشبته مبكرا؛ مجموعة من الرائدات منذ مراحله الأولى وصولا اللحظة الحالية، قدمن تراثًا خالدًا سيبقى على مر الزمان. 

واختص المؤرخ المسرحى د. عمرو دوارة «البوابة» بفصول لم تنشر بعد من موسوعته الجديدة غير المسبوقة، التى تحمل عنوان «سيدات المسرح المصرى»، ولم يستقر على دار نشر لطباعتها حتى الآن، حيث تضم هذه الموسوعة السيرة الذاتية والمسيرة المسرحية لـ150 رائدة، منذ بدايات المسرح الحديثة 1870 حتى 2020، والمصحوبة بصور نادرة سواء شخصية أو لعروضهن المسرحية، وقد نجحن فى المساهمة بإبداعهن فى إثراء مسيرة المسرح المصرى. وخلال أيام الشهر المبارك نستكمل نشر 30 حلقة للسيرة الذاتية لرائدات برعن فى أداء الأدوار الكوميدية.

تنتمى ابنة مدينة الإسكندرية الفنانة شويكار إبراهيم طوب صقال، لأصول تركية، ولم تكمل تعليمها العالى واكتفت بالحصول على مؤهل فرنسى متوسط فقط، وتزوجت فى بداية حياتها من المحاسب حسن نافع الجواهرجى، والذى توفى بعد عامين فقط من هذا الزواج، وبعدما أنجبت منه ابنتها الوحيدة «منة الله»، فقررت بعد وفاة زوجها شغل وقت فراغها بالعمل، وبدأت حياتها العملية كسكرتيرة بشركة شل للبترول، وذلك حتى تم اكتشافها فنيا بنادى «سبورتينج» بالإسكندرية.
انضمت فى بدايتها الفنية عام 1960 لفرقة «أنصار التمثيل والسينما»، وشاركت فى بطولة مسرحيتين، ومن المفارقات أنها لم تتجه للأدوار الكوميدية فى بداية حياتها الفنية، بل عملت فى عدة أدوار تراجيدية حتى اكتشف موهبتها الكوميدية المخرج السينمائى فطين عبدالوهاب، هكذا أشار المؤرخ المسرحى الدكتور عمرو دوارة، مضيفا أنها انضمت بعد ذلك إلى فرق «مسارح التليفزيون» وقد دفع جمالها وخفة ظلها بعض المخرجين لتقديمها فى أدوار البطولة النسائية فى بعض المسرحيات، وحققت نجاحًا كبيرًا بدءًا من مسرحية «أنا وهو وهي»، فأصبحت منذ مطلع ستينيات القرن العشرين من أكثر الفنانات جماهيرية، خاصة بعدما نجحت فى تكوين ثنائى فنى ناجح مع الفنان الراحل فؤاد المهندس، وأصبح من أبرز الثنائيات فى تاريخ الفن المصرى والعربى.
وكان من نتائج نجاحهما ارتباطهما معا بالزواج، ومشاركتهما معا فى تقديم عدد كبير من الأعمال الشهيرة فى كل من المسرح، والإذاعة، والسينما، واستمر ارتباطهما لأكثر من ١٨ عاما، ورغم انتهاء علاقتهما الزوجية بالطلاق إلا أن التعاون الفنى استمر بينهما من خلال مشاركتهما معا فى بطولة بعض الأعمال. وشارك شقيقها الفنان أحمد شكرى عضو فرقة «مسرح الطليعة» معها بدور صغير بمسرحية «سيدتى الجميلة». 
وتتميز شويكار بأنها واحدة من الممثلات القلائل اللاتى يستطعن تحمل البطولات الكوميدية، خاصة بعدما أثبتت خلال مسيرتها الفنية قدرتها على العمل بمختلف القنوات الفنية سواء فى المسرح، والسينما، والإذاعة، والتليفزيون، وبتجسيد مختلف الشخصيات الدرامية، فلم تقتصر على أداء الأدوار الكوميدية فقط - وخاصة فى السينما والتلفزيون - بل قامت بأداء مجموعة من الأدوار المتنوعة بين الكوميديا، والتراجيديا، والإغراء، والاستعراض؛ أما فى المسرح فقد تخصصت وتفوقت فى الأداء الكوميدى من خلال الثنائى مع الفنان فؤاد المهندس، وهى بخلاف خفة روحها وتميزها فى أداء أدوار الفتاة الدلوعة «ومهارتها فى توظيف دلالها بفن الإلقاء وفى عكس وتغيير الحروف ببعض الكلمات أو مط وقلب بعض الكلمات الأخرى» فأجادت الغناء والرقص مما أهلها لتقديم بعض الاستعراضات الناجحة. 


مسرح شويكار
نجحت «شويكار» من خلال المسرح فى تقديم مجموعة من الشخصيات التى حفظت بالذاكرة منها بفرق مسارح الدولة: «نادية» المرأة المدللة اللعوب التى ورطت معها «حمدي» المحامى «فؤاد المهندس» فى عدة مواقف محرجة، حتى تتزوجه فى النهاية بمسرحية «أنا وهو وهي»، سيدة الأعمال «عزيزة» التى ترتبط فى النهاية بمدير أعمالها ياقوت عبدالمتجلى «فؤاد المهندس» فى مسرحية «السكرتير الفني»، الفتاة المدللة «سوسن متولى الضبع» التى تريد الزواج من رجل له تجارب عاطفية، فيضطر رجب «فؤاد المهندس» شريك والدها فى العمل ادعاء ذلك فى مسرحية «حالة حب». 
وأيضا بفرق القطاع الخاص قدمت مجموعة الشخصيات التالية: «شاهستة» وصيفة الأميرة ماهيناز التى تنتحل شخصيتها وتقع فى قصة حب مع عمر «فؤاد المهندس» ياوران الباشا تيمور حليم سنجقلى فى مسرحية «أنا وهو وسموه»، و«فكرية» الزوجة المتوفاة التى يظهر شبحها لزوجها الكاتب سامى الباجورى «فؤاد المهندس» فى مسرحية «حواء الساعة ١٢»، والنشالة المتشردة والفتاة السوقية «صدفة» التى نجح كمال بك الطاروطى «فؤاد المهندس» بتحويلها لسيدة أرستقراطية بمسرحية «سيدتى الجميلة»، و«الراقصة «أوسة» التى ارتبطت بقصة حب وزواج مع المهندس الملتزم أبوالفضل «فؤاد المهندس» فى مسرحية «إنها حقا عائلة محترمة»، و«المرأة العجوز» الثرية المنتقمة من حبيبها الأول «محمود ياسين» فى مسرحية «الزيارة انتهت».
قدمت مع فرقة «المسرح الكوميدي» عروض: «أنا وهو وهى، والسكرتير الفني» عام ١٩٦٣، و«أنا فين وأنت فين» في ١٩٦٤، و«حالة حب» عام ١٩٦٥؛ ومع فرقة «الفنانين المتحدين» مسرحيات: «أنا وهو وسموه» عام ١٩٦٦، و«حواء الساعة ١٢» فى ١٩٦٨، و«سيدتى الجميلة» عام ١٩٦٩، و«الزيارة انتهت» فى ١٩٨٤؛ ومع فرقة «الكوميدى المصرية» مسرحيات: «قسمتي» عام ١٩٧١، و«نجمة الفاتنة، وهاللو دوللي» فى ١٩٧٢، و«يا ما كان فى نفسي» عام ١٩٧٤، و«ليه ليه؟ فى ١٩٧٦، و«إنها حقا عائلة محترمة» عام ١٩٧٧، و«سك على بناتك» فى ١٩٨٠؛ ومع فرقة «عصام إمام» مسرحية «روحية اتخطفت» عام ١٩٩٠؛ ومع فرقة «النيل المسرحية» عرض «مراتى تقريبا» عام ١٩٩١؛ بالإضافة إلى مسرحية «الوصية» التى قدمت فى احتفالات ثورة يوليو بحضور الزعيم الراحل جمال عبد الناصر.
تعاونت «شويكار» من خلال مسرحياتها السابقة مع نخبة من المخرجين الذين يمثلون أكثر من جيل ومن بينهم الأساتذة: «عبدالمنعم مدبولى، وحسن عبدالسلام، وجلال الشرقاوى، وفؤاد المهندس، وسمير العصفورى، ومحمد أبو داود، وعصام السيد».

في السينما والدراما
وإذا كانت فترة بداية الستينيات القرن الماضى شهدت تألق الفنانة شويكار مسرحيًا، فإن فترة السبعينيات شهدت أيضا تركيز مشاركاتها أكثر فى المجال السينمائى، فقدمت خلالها عشرات الأفلام المهمة من بينها: «الكرنك، والكداب، والسقا مات، وفيفا زلاطا، وطائر الليل الحزين، والشحات، والكداب، ودائرة الانتقام، والإخوة الأعداء، والنداهة"؛ فى حين شهدت فترة الثمانينيات بداية اهتمامها بالمشاركة بالدراما التليفزيونية، التى قدمت من خلالها العديد من الأعمال التى تنوعت ما بين الكوميديا، والتراجيديا ومن بينها: «امرأة من زمن الحب، وهوانم جاردن سيتى، وبنت من شبرا، وكلام رجالة».