الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

أمين مساعد مجمع البحوث الإسلامية لشئون الواعظات لـ«البوابة نيوز»: كنتُ متخوّفة عند تكليفي بالمنصب وشيخ الأزهر شجّعني.. والجماعات الإرهابية تستخدم النساء لتجنيد الرجال.. وتقدمت ببلاغ ضد «أصحاب ولا أعز»

أمين مساعد مجمع البحوث
أمين مساعد مجمع البحوث للواعظات في حوارها لـ "البوابة نيوز"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

إلهام شاهين: الجماعات الإرهابية تستخدم النساء لتجنيد الرجال

شارَكْنا فى تجديد الخطاب الديني.. ونسعى لتوعية المرأة حتى لا تصبح أداة فى أيدي الإرهابيين

تقدَّمت ببلاغ للنائب العام ضد فيلم «أصحاب ولا أعز».. والشقة من حق الزوجة شرعًا

«الاختيار 3» يُوثِّق الحقائق كما حدثت.. ومن أفضل المسلسلات

أكدت الدكتورة إلهام شاهين، أمين مساعد مجمع البحوث الإسلامية لشئون الواعظات، أن شيخ الأزهر استحدث هذا المنصب؛ لأنه أراد أن يأتي بمتخصِّصة في أمور التعامل مع الواعظات ترعى خصوصيتهن والظروف النسائية التي يمررن بها، لافتةً إلى أنها وضعت خطط عمل؛ لتجنُّب السلبيات التي كانت مِن قبل، وتحسين الإيجابيات التي كانت موجودة لديهن، وتطوير مهاراتهن وقدراتهن، وتسليط الضوء عليهن في ناحية العمل.

وأضافت في حوارها لـ«البوابة نيوز»، الواعظات أسهمن في تجديد الخطاب الديني، باختراقهن الأماكن البعيدة والنائية وتصحيح المفاهيم الخاطئة لديهن وتقديم الواجب الدعوي والتوعوي على كل الإمكانات المتاحة من منصات السوشيال وغيرها، والتأهيل يكون داخل أكاديمية الأزهر العالمية لتدريب الأئمة والوعاظ وباحثي الفتوى.

* أمين مساعد مجمع البحوث للواعظات منصب ومهمة وتكليف يحتاج إلى تفسير للجمهور.. ماذا يعني هذا؟

- بدايةً توجد وَحدة في الأزهر الشريف تحت مُسمّى الأمانة العامة للدعوة والإعلام الديني، وهذه الوحدة تكون تابعة لمجمع البحوث الإسلامية، وتكون مهمتها العمل على نشر الدعوة في كل الأماكن المتاحة، عن طريق خطة عمل تشمل الوعَّاظ والواعظات، ليس فقط الدعوة في المساجد، ويكون لهم خط سير شهري يستهدفون من خلاله الأماكن ذات الحيوية والجمهور المُكثف، وذلك يسبقه اتفاق مع الإدارة والمجمع وقيادات الأماكن المستهدفة والتنسيق معهم، على سبيل المثال عند استهداف النوادي ومراكز الشباب، يتم عمل اتفاقية مع وزارة الشباب والرياضة، ويكون من خلالها النزول إلى هذه الأماكن بتصاريح مُسبقة، وهناك عدد كبير للمناطق الأزهرية على مستوى الجمهورية، كل منطقة تحتوي عددا من الوعاظ والواعظات، يقوم مدير المنطقة بالتنسيق مع الأماكن التي يريد إرسال وُعاظ وواعظات لها، وتختلف المناطق عن بعضها؛ فهناك مناطق يوجد بزمامها نوادٍ ومراكز شباب وأخرى دور مسنين ودور أيتام... إلخ، ويكون هناك تنسيق بين مديري المناطق الأزهرية والأماكن قبلة الوعاظ، ويرسلون لهم واعظًا وواعظة لإعطاء درس أسبوعيًا أو ندوة شهرية، على حسب إمكانية المكان واستقباله.

 * ماذا قال لكِ شيخ الأزهر عند توليك هذه المهمة؟ 

- «إذا لم تخطئي فأنتِ لا تعملين، ويهمني العمل، تصحيح الخطأ مطلوب، وعدم تكراره واجب».. هذا ما قاله لي فضيلة الإمام عندما أسند إليَّ المهمة، وأبلغني أنها مهمة ثقيلة، وأنا كنتُ متخوِّفة جدًا في تلك اللحظات، وقال لي: «خايفة من إيه»؟ رديت قلت: خايفة إني أغلط.. تبسَّم وقال: «اغلطي علشان تعرفي تشتغلي.. لكن الغلط يجب ألا يتكرر، ونتعلم منه».

وفضيلة الإمام الأكبر، شيخ الأزهر، كونه شخصية محبة للعمل، ويتقبل الخطأ، لكن يكره تكراره، ويكره أيضًا عدم التجديد في العمل، أراد أن يأتي بمتخصِّصة في أمور التعامل مع الواعظات ترعى خصوصيتهن والظروف النسائية التي يمررن بها، وكذلك للقدرة على توجيههن التوجيه السليم وإبراز دورهم، حيث إنه كان هناك بعض العقبات التي تصادفهن في أثناء العمل، مثل عدم التنسيق مع الأماكن المستهدفة، وكان هناك بعض السلبيات أيضًا أمامهن في العمل، مثل مراعاة الظروف المنزلية مع ظروف العمل، فكان مديرو الإدارات ذكورا، ومعاملاتهم كانت بمنطق واحد، ولم يفرقوا في التعامل مع الواعظات، وكانوا على غير دراية بظروف المرأة، مع تصدير أن الواعظات لا يُرِدْن العمل، ويمتنعن عنه، ويرفضن الذهاب إلى بعض الأماكن، وهذا غير صحيح مع عدم وضوح الصورة، ومن منطلق أن دور المرأة مهم، والتركيز عليه مهم، ووجودها في أماكن كثيرة مهم أيضًا، الأمر الذي دعا شيخ الأزهر للحاجة إلى شخصية متخصصة في هذا القبيل، حتى يقوم بعمل تأهيل للمرأة وتمشيط خاص في هذا الأمر، وكذلك تطوير للمهارات والقدرات الخاصة بها. 

* ماذا أضفتِ للواعظات بعد توليكِ المنصب؟ 

- منذ اختياري للمنصب، وتم استحداث هذا المنصب، حيث إنه كان غير موجود من قبل، ومن تلك الساعة بدأت أشتغل مع الواعظات، ووضعنا خططَ عمل لتجنب السلبيات التي كانت من قبل، وتحسين الإيجابيات التي كانت موجودة لديهن من قبل، وأيضًا تطوير مهارات وقدرات الواعظات، وتسليط الضوء عليهن في ناحية العمل، وعملنا على استخدامهن في أماكن أخرى غير الأماكن التي كُنَّ يذهبن إليها من قبل، وكذلك توظيف مهاراتهن بطرق مختلفة بخلاف التي اعتدن عليها، مثل اختراقهن عالم الإعلام بكتابتهن المقالات، وقدرتهن على عمل برامج تليفزيونية ومواجهة الكاميرا والجمهور والدمج بين المجال الإعلامي والجانب الدعوي الميداني لهن، إضافة إلى ذلك تدريبهن على السوشيال ميديا وتنمية مهاراتهن بها، وكل ذلك كان بتدريبات مُسبَقة على أعلى مستويات، ومن ثَمَّ أصبحن متمكنات من التواصل مع الجمهور على وسائل التواصل كافة، ودشَّنا صفحة خاصة على موقع «فيسبوك»، تحمل عنوان واعظات الأزهر.

* هل كل الواعظات من خريجات الأزهر الشريف أو هناك خريجات لجامعات أخرى ينضممن لهن؟ 

- كل الواعظات من خريجات جامعة الأزهر قولًا واحدًا، ولا توجد بينهن خريجات جامعات أخرى، حيث إننا نراعي التخصصية في المجالات، على سبيل المثال لا يصح أن يمارس مهنة الطب ومداواة الناس غير الطبيب خريج كلية الطب، فكذلك الذي يعمل في المجال الديني ويعمل على توصيل المعلومة الدينية لا بد أن يكون متخصصا في ذلك المجال حتى يبلي بلاءً حسنًا فيما يُسند إليه، مع العلم أنه ليس بالضرورة أن يكن من خريجات الكليات الشرعية، فنحن لدينا مجموعة من كليات اللغات والترجمة، يتم استخدامهن على نطاق واسع في المطارات وكذلك تكون هناك وفود مع الحجاج والمعتمرين، وكذلك السياحة في الجامع الأزهر، هذه المجموعة تستهدف الأماكن التي بها تفاعل مع جمهور غير ناطق بالعربية أو احتمالية ذلك خصوصًا في الندوات أو المؤتمرات العلمية، ويستهدفن اللقاءات وجلسات العمل التي تتم في بيت العائلة، حيث تتضمن أشخاصا من الخارج، فهذا يُشعر المتلقي بالقرب أكثر ويجعل توصيل المعلومة بلا مترجم أو وسيط. 

* الوعاظ على المنابر.. أين إذن الواعظات؟

- الوعاظ ليسوا على المنابر فقط، ومن ثَمَّ الواعظات كذلك، فهن ليسن تابعات لوزارة الأوقاف، وهناك فرق بين إمام المسجد التابع لوزارة الأوقاف والواعظ، الأول يكون مرتبطا فقط بالمسجد، سواء بالإمامة أو الخطبة على المنبر، أما الوعاظ يكون نطاق عملهم أوسع ويتميز بالشمولية داخليًا وخارجيًا في كل الأماكن وليسوا مقيدين بمكان فحسب.

وأما عن الفرق بين الوعاظ والواعظات؛ فلا يوجد فرق بينهم، فهم يؤدون نفس العمل وبنفس الكفاءة، فإذا كان يتاح للواعظ صعود المنبر يوم الجمعة في المقابل يتاح للواعظة درس الجمعة في اليوم نفسه بعد الخطبة حسب الوقت المتاح في المسجد لدى السيدات، هناك مَن يفضلن أن يكون وقت الدرس بعد صلاة الجمعة مباشرة، وهناك من يحبذن أن يكون بعد صلاة العصر أو العشاء.

* كيف يُدرَّب الوعاظ والواعظات؟ 

- لدينا أكاديمية تسمى «أكاديمية الأزهر العالمية لتدريب الأئمة والوعاظ وباحثي الفتوى»، وهي جهة متخصصة في تدريب الأئمة والوعاظ والباحثين على الدعوة وكل متطلباتها، القائمون عليها أكاديميون ومؤهلون على أعلى المستويات الدعوية والتأهيلية، وهي تابعة لمجمع البحوث الإسلامية.

الدراسة بها عبارة عن دورات تدريبية متخصصة ومتنوعة كل دورة يكون لها عدة ساعات معينة تُدرس يوميًا، كل يوم 6 ساعة، هناك دورات تكون 18 ساعة و36 ساعة وهناك 72 ساعة وهناك ما هو أكثر، بعد انتهاء عدد ساعات الدورة يتم اختبار المتدرب، وكذلك تقديم مشروع تخرج سواء مشروع فردي أو مشروع جماعي، وهذا يكون علي حسب كل دورة ومتطلباتها، ويكون أيضًا هناك بحث يتم تقديمه، وأثناء الدورة يكون هناك تكليفات وورش عمل يتم تنفيذها من قبل المتدربين تحت إشراف القائمين على العملية التدريبية، أما عن محتوى الدراسة كل دورة تكون متخصصة في مجال معين من المجالات، علي سبيل المثال تم إعطاء الواعظات دورة في المونتاج، حتى تعتمد على نفسها في عمل الفيديو وتكون معها كل إمكانياتها ولديها القدرة علي تنفيذ ما تريده بنفسها دون الحاجة الخارجية.

* البقاء لله في وفاة والدتِك، نحن لا نريد أن نُقلّب الأحزان.. ولكن حدِّثينا عن دور الأم في حياتك؟

- رغم أن أمي رحمة الله عليها كانت أمية لا تقرأ ولا تكتب، إلا أنها هي الأساس والمصدر الذي كنت أستمد منه القوة والمعرفة وحب العلم وخدمة المجتمع والدعوة، كانت حريصة أن تجعلني محبة للقراءة منذ الصغر، إضافًة إلى مساعدتها وتشجيعها لي في هذا القبيل، فهي رأت لي رؤية أني «راكبة على سيارة مملوءة بالكتب والمجلدات» كما قالت لي إنك سوف تكونين من أهل العلم، مع حرصها الدائم على تحقيق الرؤية، أتذكر في طفولتي أنه  كان هناك تاجر الصحف الورقية والمجلات يعطينا الجريدة أو المجلة لقراءتها مقابل مبلغ مالي بسيط جدًا على سبيل الاستعارة ثم يستردها مرة ثانية ليقرأها غيرنا، وفي بعض الأحيان كان التاجر يقر عمل جوائز وهدايا عبارة عن كتب وقصص صغير لمن يتم القراءة لمجلة ما أو كتاب ما نحتفظ بها في مكتباتنا، كنوع من التحفيز والتشجيع، وهذا بفضل أمي التي كانت دائما ما ترغبني في العلم الديني وطلبة والقراءة والاطلاع والتثقيف في كل المجالات.

أما والدي فكان له دور كبير جدًا في حياتي العلمية، أخضع لي مكتبته في القراءة وطلب العلم، حيث أنه كان عالمًا من علماء الأزهر الشريف، وكانت دراستي في التعليم عام منذ البداية، ولكن حرصت على دخول الأزهر حتي تكتمل دراستي به رغم اعتراضات كثيرة من والدي علي خلفية أن مناهج الأزهر كثيرة ومتعددة ويمكن أن تصعب عليّ، علاوةً على ذلك عدم وجود معاهد أزهر خاص بالفتيات بالقرب من مسكننا وهو ما قد يضطرني أن أذهب إلى مكان بعيد مع مشقة المواصلات، إلا أن أمي هي التي دفعتني وشجعتني لذلك وعملت على إقناع والدي لهذا الأمر، بالإضافة إلى إصراري، ودخلت الأزهر وحصلت على درجة الدكتوراه في كلية الدراسات الإسلامية، قسم العقيدة والفلسفة، إلى أن وقع عليَّ الاختيار في المنصب الحالي.

* ما هو أغرب سؤال وُجِّه إليك؟ وما هو أصعب موقف وهل واجهت انتقادات؟

- في الحقيقة لم توجه لي أسئلة غريبة، ولكن هناك مواقف غريبة حدث معي خلال نزولنا معرض القاهرة الدولي للكتاب أو الإسكندرية  للكتاب، حرصنا على عمل «ركن الفتوي» بهذه المعارض وإن كانت موجودة من قبل، ولكن عملنا على تطويرها وتحديثها من خلال مشاركة والواعظات بها، ومن أغرب الأمور التي حدثت معنا بالمعارض أن هناك أشخاص يدخلون للسؤال على ثمن الفتوة على خلفية أن كل الأشياء داخل المعارض تباع، وكذلك أحد الأشخاص يسأل.. أرغب في أن أسأل أكثر من سؤال هل لهم سعر محدد أم كل سؤال له سعر خاص يختلف عن الآخر وأين مكان الدفع!

كنت أجيب عليهم بأنها خدمة مجانية بدون مقابل مادي، وهناك مواقف أخرى غريبة حدثت معنا أثناء المعارض مثل مجيء أشخاص مسيحيين إلينا في ركن الفتوى بهدف السؤال عن أمر معين أو فتوى معينة في الدين الإسلامي، وذلك لتصحيح المفاهيم المغلوطة لديهم والعمل على تصحيحها، وورد سؤال من أحدهم  يقول فيه: هل يجب على المسلمين الصائمين في شهر رمضان أن يأكلوا لحوما؟ وكان هناك بعض الأجانب من خارج مصر الحريصين على المعرفة في الدين الإسلامي.

* كيف أسهمت في تجديد الخطاب الديني؟ وإلى أي مدى نجح الأمر؟   

- أعتقد أن معظم الناس كانوا لا يعرفون مَن هن الواعظات أو طبيعة عملهن، ولكن اختراقنا أماكن بعيدة ووصول الواعظات للجماهير وتحدثهن مع كل الفئات بالأسلوب والطريقة واللغة التي يتفهمونها، كذلك وجودنا على صفحات التواصل الاجتماعي والصحافة والقنوات التليفزيونية ووجودنا مع الناس في كل مكان وكل وقت، أنشأنا قناة علي موقع «يوتيوب» للأطفال الصغار تسمي «حكايات ماما إلهام» كل القائمين عليها من الواعظات اللاتي تم تدريبهن على المونتاج وعمل الفيديوهات وتركيب الأصوات وبدأنا عمل أفلام خاصة بالأطفال وقصص حتى نكون استهدفنا الأطفال منذ الصغر لتنشئتهم تنشئة سليمة وواعية، ويتم عمل لقاء مباشر لهم عن طريق «الزوم» يتم من خلالها عمل مسابقة وهداية معنوية لهم، على سبيل المثال الطفل الفائز أو المتفوق يتم عمل أغنية لهه باسمه وصورته ويتم عرض لمدة نصف دقيقة على القناة، كذلك الأسلوب السهل البسيط بعيدًا عن التقعر والألفاظ الصعبة، ووجود داعية باللغات الأجنبية، وتصحيح المفاهيم المغلوطة أولا بأول حتى لا تتراكم في الأذهان فتترسخ وتثبت هذا كله من عوامل تجديد في الخطاب الديني.

* سبق وقلتِ فى تصريح لكِ إن الجماعات الإرهابية تستغل النساء لتجنيدهن، كيف يحدث ذلك؟ وكيف تصديتن له؟

- لدينا في الأزهر الشريف مركز رصد يقوم برصد الأعمال والأفكار الخاصة بالفكر المتطرف ويقوم بالرد عليها بكل اللغات، ومن خلال هذا المركز رصدنا أسلوب جديد من أساليب الجماعات الإرهابية وهو قيامهم بتجنيد النساء، مع استخدامهم النساء أيضًا في تجنيد الرجال، كان مركز الرصد له الفضل في تفهمنا ووصولنا لأساليب الجماعات في التجنيد ووصلنا لكيفية دخولها في هذا الوسط، وتجنيد كل فتاة علي حسب نوع شخصيتها، فالشخصية المتسلطة التي تحب الشأن العالي والمكانة يتم إعطاءها ذلك عن طريق التفخيم والطمع في حصولها علي هذا المراد الذي ترغبه، وهناك شخصية انقيادية لابد من قائد لها حتى يشعر بالأمان ويوجهه ويكون أمامه دائمًا، وهناك الشخصية المتحررة التي ترغب في التحرر من القيود والخروج علي المجتمع فيعطونها مرادها أيضًا من أجل استقطابها... إلخ، تفهمنا ذلك كلها وبدأنا نبحث عن الأساسيات التي يفعلها الجماعات من أجل الدخول للشخصيات بعد دراسة تحليلية لكل منها ويعطونها ما تحتاجه الشخصية من أجل استقطابها واستهداف عقلها حتى تصبح أداة في أيديهم يحركونها كيفما شاءوا.

وعن دور الواعظات في هذا القبيل هو عمل حملات توعية للسيدات بالأساليب المختلفة التي تتبعها الجماعات الإرهابية في تجنيدهن، مع توضيح الحقائق التي سوف يرونها مستقبلًا من الواقع، مثل الوعود الوردية والجنة التي يوعدون بها، وهذا من خلال الأشخاص الذين عاشوا بينهم، ونعمل علي إزالة الغشاوة من علي أعينهم والعمل على تصحيح المفاهيم المغلوطة لديهم أن الدين ليس كما يفعلون أو الرسول لم يفعل هذا ولكن فعل هذا، من خلال القرآن والسنة وسيرة الصحابة والتابعين.

* قلتِ: لا يوجد في الإسلام مسمى بيت الطاعة برجاء التوضيح؟

- نعم، لا يوجد في الإسلام ما يسمي بيت الطاعة، البيت يكون بيت المرأة، وإذا حدث انفصال لا تخرج المرأة من البيت، ولكن الخروج يكون للرجل كما حدد الشرع، وإذا خرجت المرأة لا تجبر على أنها ترجع في مكان غير آدمي ولا يليق بها، وفي حال الطلاق الرجعي قبل الطلقة الثالثة يكون هناك فترة عدة هي ثلاثة أشهر يجب على الزوجين عدم الخروج من البيت خلالها وتكون حالة الزوجية قائمة، وجُعلت فترة العدة حتى يراجع الأزواج بعضهم البعص ويعودوا للحياة الزوجية، وإذا انتهت فترة العدة بدون رجوع يكون هناك اتفاق بين الطرفيين على الذي يخرج من البيت وتكون الأولوية بالبيت للقائم على أمور الأولاد وحاجاتهم.

* ما رأيك في تجسيد المرأة في دراما رمضان؟

- رغم عادتي أنني أمتنع عن رؤية دراما أو مسلسلات في شهر رمضان وأعمل على تأجيلها إلى أن ينتهي الشهر للتفرغ للاجتهاد في العبادة والطاعة، إلا أنني هذا العام أشاهد مسلسل «الاختيار 3»، وهذا المسلسل من أروع ما شاهدت في حياتي، حيث إنه عند اللقطات أو الأحداث المهمة به يتم عرض المشهد الحقيقي الذي حدث في الواقع وهذا توثيق للحقائق حتى يرى كل من كان يعتقد اعتقادا خاطئا الحقيقة واضحة وضوح الشمس دون أن يسردها أحد أو ينقلها له.

* تداول البعض أنكِ تقدمتِ ببلاغ ضد منى زكي عن فيلم أصحاب ولا أعز... لماذا هذا الفيلم مع أن الدراما ممتلئة بمشاهد كثيرة جريئة؟

- لم أتقدم ببلاغ ضد منى زكي، ولكن تقدمت ببلاغ للنائب العام ضد الفيلم نفسه، وقصدت هذا الفيلم دون غيره، حيث إنه يُكرِّس لفكرة الرضا بالمعصية والشذوذ والتعايش معه، وكذلك الرضا بالانحراف والتعايش معه، وهذا ما يريد الفيلم أن يقوم بتوصيله للجمهور، ومن غير المعقول أن يكون هناك أحد الشواذ ونتعامل معه ونتقبّله وهو يَجهر بالمعصية التي يرتكبها، فمثل هؤلاء يكون مكانهم المستشفى باعتبارهم مرضى.