الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

رموز مصر القديمة| آتوم.. ملك الكون وسيد التل الأزلي

آتوم
آتوم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

من معالم عظمة مصر وتقدمها، أنها عرفت الإله الواحد، وقدّسته بل وتقرّبت له وقدمت له القرابين، واتخذت مقدسًا من نبات أو طير أو حيوان واعتبرته رمزًا للخير الذى فاض به الرب على شعب مصر، بل ورفعت هذا المُقدس وأعلت من شأنه وبنت له المعابد ونقشت رموزه على جدران المعابد وأطلقت عليه لقب الإله. لم يكن لقب الإله الذى أطلق على هذه المقدسات مقصود به الإله الأكبر خالق الكون، وإنما إله خاص بشأن معين من شئون الحياة، كالزراعة والخصوبة، والنيل، والهواء، كنوع من أنواع العرفان والشكر لهذا المُقدس وفق المعتقد المصرى القديم. خلال الشهر الفضيل تصحبكم «البوابة» فى رحلة للتعرف على أشهر مقدسات مصر القديمة.

الإله «آتوم» واحد من أعظم الآلهة المحلية التى كانت تعبد فى الدلتا وتم توحيده مع الإله «رع» وسمى «آتوم رع» ملك الكون، وكان «آتوم» ملك الأرباب، والمظهر الأول لرب الشمس فى «هليوبوليس» «عين شمس»، ويعتبر «آتوم» من أقدم المعبودات المصرية، حيث كان يُنظر إليه على أنه الإله الأزلى الأكبر والأقدم، وذلك وفقـاً لنظرية «عيـن شمس» فى خلق الكون.

اسم«آتوم» يعنى الكامل أو التام، وقد اعتقد المصريون القدماء أنه خلق نفسه من نفسه على قمة التل الأزلى، ومن ثم فهو خالق العالم، وقد اندمج مع الإله رع وعرف باسم آتوم رع، ومقر عبادته كانت فى عين شمس فى المقاطعة الثالثة عشرة.

يُجسد «آتوم» التل الأزلى نفسه، والذى خرج من المحيط الأزلى المسمى «نـون»، معلنًا بدء الوجود والخليقة، وقد تمثل ذلك فى حجر يسمى «بن بن»، والذى كان مقدسًا فى عين شمس منذ بداية العصور التاريخية، ثم تطور بعد ذلك إلى هيئة المسلات.

وقد ظهر «آتوم» فوق التل الأزلى فى صورة المعبود «رع» بهيئة الطائر الأسطورى المسمى «بنـو»، وهو طائر العنقـاء، وتشير النصوص المتأخرة إلى أن «آتوم» جسَّد التلَّ الأزلى نفسه.

كان «آتوم» يمثَّل فى الهيئة الآدمية جالسًا فوق عرشه، ويضع على رأسه التاج المزدوج، وأحيانًا كان يُصوّر فى هيئة الثعبان استنادًا إلى طبيعته الأزلية كرب خالق، أو قد يصوَّر فى هيئة أسد، أو ثور، أو فى هيئة السحلية، كماظهر فى هيئة الثعبان، يحمل رب الشمس الطفل داخل القرص، ولارتباطه بالشمس ورب الشمس، فإنه قد صوّر فى صورة جعران.

يعتبر المعبود «آتوم» - وفق المعتقد المصرى القديم - الرب الخالق للكون والوجود وفقًا لمذهب هليوبوليس، وتؤكد النصوص على أنه قد خلق نفسه بنفسه، وأنه الأول والتام الذى أوجد نفسه من العدم.

لعب «آتـوم» دورًا بارزًا فى جميع مذاهب الخلق، فيذكر مذهب «منف» أنه قد تم خلق المعبودات عن طريق فم «آتـوم»، ومذهب «هرموبوليس» يُشير إلى «آتوم» كخالق للثامون الأزلى، بينما رأى أصحاب مذهب «هليوبوليس» أنه هو الرب الخالق الذى خلق الزوج الأول من الأرباب «شـو، تفنوت».