السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

على حافة الزلزال

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

وهذا زمامنا زمن المعلبات.. كل شيء يقدم إلينا معلبًا.. واليوم يحاولون تعليب التاريخ نفسه.. هل يمكن؟ لا أظن أن هذا بالأمر الممكن...
والذين يحاولون تعليب التاريخ سوف يعلبهم التاريخ نفسه في لحظة زمان.
فكما طوى التاريخ قوم عاد الأولى التي أكثرت في الأرض الفساد..فلسوف يطوي التاريخ ذاته عاد الثانية وهي أمريكا اليوم لتلحق بآثار عاد الأولى...ذهاب بلا رجعة.
ولنمسك بأنفاسنا لأن عصا الكون بيد قائد واحد ألا وهو الله سبحانه وتعالى وليس بأحلامنا ورغباتنا.
هكذا تحدث الراحل الدكتور مصطفى محمودرحمه الله في كتابه الكبير:(على حافة الزلزال) عن أمريكا وما تفعله وما ستواجهه من مصير محتوم.
إن رائحة الكراهية باتت تفوه اليوم من الشارع العربي ضد أمريكا وعملائها جراء بطشهم وأجنداتهم المغرضة التي دمرت العراق وأخواتها وأشعلت فتيل  الحرب في المنطقة باحتضانهم التنظيمات الإرهابية كمعول هدم وقتل وتخريب وتشريد!
فلم تك أمريكا في يوم من الأيام ذات موقف عادل أو حتى محايد بل ظنت أنها من داخل البيت الأبيض ستكون لها الغلبة على الدوامحتى وإن نجحت بعض الشئ في تنفيذ مخططاتها إلا أن هذا النجاح صاحبه سقوطا مدويا في حفرة اللاثقة وانعدام الشرف واللعنة التي ستظل تطاردها حتى يأذن الله سبحانه وتعالى بزوالها إلى الأبد...ومن ثم إلى مزبلة التاريخوهكذا تسير بنا نواميس الله في كونه..فماذا لو أراد الله وأرادت أمريكا..وهل فوق إرادة رب العالمين إرادة؟ 
إن ما يشهده العالم اليوم من صراعات متسارعة ومتلاحقة لا يكاد ينتهي صراع منها حتى ينشب آخر لهو مؤشر بأن موازين القوى في العالم في طريقها نحو التغير المحتوم.
_مثلما نراه اليوم على الساحة من احتدام الصراع نتيجة جعل أوكرانيا بؤرة نزاع متقدم مع روسيا، بانضمامها إلى حلف شمال الأطلسي وجعلها قاعدة له، لإقامة قواعد للدروع الصاروخية في أراضيها، وهذا ما تجد فيه روسيا تهديدًا لها.
لذلك، تشكّل أوكرانيا أرض كباش بين مصالح روسيا ومصالح الغرب!
فما نريد أن نشير إليه: أنه إذا كانت موازين القوى في العالم لم تعد تعتمد على الثقل المسلح والسباق العسكري والنفوذ الجيوسياسى.
إلا أنه أصبح للتواجد الاقتصادى الأثر الأول الفعال في موازين القوى العالمية
وبقراءة متأنية في مضبطة  التاريخ نرى أنه قد تبدلت موازين القوى الدولية والإقليمية، ليس فقط لاعتبارات القوة والهيمنة العسكرية وإنما أيضا لاعتبارات المصالح والتوازنات 
وبالرجوع للخلف شيئا قليلا نرى أنه:ما إن وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها حتى تبدلت موازين القوى فى العالم لصالح عالم جديد( ثنائى القطب)...
ثم اختلت عجلة ميزان القوى العالمى لصالح القطب الواحد ــ الولايات المتحدة ــ إثر الحرب الباردة وسقوط الاتحاد السوفيتى عقب ذلك.
وهو الشئ الذي فتح آفاقا واسعة أمام الصين والهند، واليابان، والاتحاد الأوروبى، للظهور بقوة فى الساحة الدولية ولعب أدوارا فاعلة فى النظام الدولى.
إلى أن احتلت الصين جراء ذلك مكانة متميزة على الساحة الدولية، وبات صعود المارد الصيني أمرا واقعيا، رجحت كفته في تواجده الكبير والذي فرض نفسه  وبشدة.