الخميس 16 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

نبيل عبد الفتاح: ثورة الرقمنة أدت إلى سقوط عصر "النجوم اللامعة"

نبيل عبد الفتاح في
نبيل عبد الفتاح في الندوة مع محمود الشربيني
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

استضاف ملتقى الشربيني الثقافي بشبين القناطر الكاتب والمفكر نبيل عبد الفتاح ، بحضور الكتاب والمبدعين ،من داخل محافظة القليوبية وخارجها .

تناولت الندوة الحديث حول العديد من الأسئلة  حول الثقافة والفكر والدين والمراة وأين نحن مصريًا وعربيًا من  التحول والتغير الذي يجتاح العالم في العصر الذي يسميه نبيل عبد الفتاح "عصر العاديين الرقمي".

وقال الكاتب الصحفي محمود الشربيني إن الملتقى يسعى دائمًا  إلى استضافة كتاب ومبدعين ومفكرين من العيار الثقيل ، ليصافحوا وجوه  الناس في القري والنجوع والأرياف، ويتحدثوا اليهم ،واسعدنا ان يلبي نبيل عبد الفتاح الدعوة ، وأن يقدم لنا هذه المحاضرة  بعنوان "تحولات الثقافة والمثقف فى عصر الذكاء الصناعى ومابعد الانسان" .

فى بداية حديثة ركز  نبيل عبد الفتاح على تأثيرات الاختلالات البئية والاحتباس الحراري على الثقافة الإنسانية والتحول المذهل الى عصر "الأناسة الروبوتيه " وقال انه بعد انهيار كل  نظريات مابعد الحداثة .. وظهور ما أسميته  عصر المابعديات والسيولة الذي يجمع بين الماسبق المستمر، والجديد الذي مايزال سائدا في القيم والأخلاقيات والصداقة والحب  والزواج والعلاقات الموازية ،  تثور عدة أسئلة أولهاحول الوضعية الانسانية فى تحولاتها وفي وجودها وطبيعتها وفعلها في الحياة  وأنماط تفاعلاتها ،ومادور المثقف ورجل الدين والمؤسسات الدينية في هذه التحولات ، منوها بأن هناك الكثير من  الاسئلة لايزال مسكوتًا عنها من قبلها .

وأضاف أن التغيرات المناخية وظاهرة الاحتباس الحراري كشفت عن اختلالات خطرة على الحياة الانسانية ، وأثرت على مسارات الثقافة الأنسانية .

وبين أن  الطبيعة  ردت على هذا التوحش الإنساني و الاستغلال المفرط للبيئة ،بانتاج  فيروسات متحورة ،وهناك مخاطر محتملة من ظهور جوائح فيروسية أخري لاتزال غامضة.

وأوضح أن هذه المخاطر سوف تؤثر في مسارات تطور الثقافات الانسانية على نحو قد يؤدي إلى زوال مناطق بأكملها فى جغرافية العالم ، واحداث تغييرات مذهله  في العقل الإنساني،حتى أن الإنسان لن يعود مركز الوجود في الفلسفة وفى الفكر ،ولاشك أن هذا سوف يؤثر على الحالة الدينية بكل مكوناتها  وخاصة مع التحول الى  عصر الأناسه الروبوتية ومابعدها.

وتطرق عبد الفتاح إلى اشكال آخري من اشكال التأثير الثقافي للعصر الرقمى ، والتي  ظهرت في ثقافة الغذاء والدين والتدين الشعبي والتدين الاستعراضي .

وفي ثقافة الغذاء تحدث عن الافراط  في استخدام الحيوانات والطيور والاسماك وغيرها  دون النظر لمخاطر اختلال التوازن البيئي في هذه البلدان كثيفة السكان ، حيث ادخلت  مكونات ونكهات واصناف جديدة على الاطعمة ،من دون الاهتمام بتأثيراتها المرضية ، فظهرت أمراض جديدة .

ثم انتقل  للحديث عن تأثير ذلك على الدين كمكون ثقافى فرصد انه مع بروز ازمة المناخ انتبه بعض رجال المؤسسات الدينية إلى اهمية مواجهة مشكلة تغير المناخ ، وذلك بعدما أصبحت جزءا من اهتمامات النظام العالمى ،و رغم هذا الانتباه الا أن الأسئلة التى يطرحها التغير المناخي والاحتباس الحراري والفيروسات المتحورة  "لم تزل مسكوتًا عنها" من قبل المؤسسات الدينية الكبري والوطنية .

ومن بين الاسئلة ما يتعلق ب الثورة الجينية والاستنساخ البشري والحيواني ومألاته المستقبلية، وثمة سؤال ثالث  يتعلق بماذا كانت الروبوتات بوصفها آلات ذكية تفكر وتعمل من خلال التنظيم الانساني في مراحلهاالاساسية ثم تحولاتها إلى التفكير الذاتي دونما مدخلات معلومات بشرية

وتساءل :مادور رجل الدين والمؤسسات الدينية في ظل أداء الروبوتات لهذه الوظيفة بكفاءة؟ ثم ماهو مستقبل هذه المؤسسات الوظيفية

نهاية رجل الدين التقليدي

وواصل نبيل تحليله للواقع الثقافى الديني فتحدث عن العصر الرقمي الذي نعيشة ، والذي في ظله تزايدت عمليات التحول من الاعتقاد إلى الالحاد ( في مجتمعات عربية مسلمة واقليات مسيحية) وشدد عبد الفتاح على إن الأفكار الدينية لاتزال تعيد انتاج ذاتها وايمانها المطلق بسردياتها وخطاباتها الوصفية التاريخية النقلية .

وتوقع عبد الفتاح ان تؤدي صدمة عالم الرقمنة إلى حركة ما في اللاهوت والفقة ، بل و"نهاية رجل الدين التقليدي النقلى "، متوقعا حدوث مخاضات عنيفة في الأفكار ورفضها .

وواصل عبد الفتاح طرح اسئلته الصادمة فقال : اين نحن مصريًا وعربيًا من هذه التحولات؟

وأكد عبد الفتاح أن حالنا الديني الثقافى في وضعية مأزومة ، وشرح ماحدث من تداخل بين أنماط التدين الرسمي والسلفيين والاخوان وتدين الراديكاليات الاسلامية الاخري، مع التدين الشعبي ، وأشار إلى تشكل نمط من التدين العنيف، الشكلاني الطقوس،الاستعراضي الأسلوب،  واقنعته وتجاوزه  للتدين الفردي الأكثر عمقًا ..وتداخلت المرويات مع الأساطير والثقافة الشعبية وبرديات الاصول الدينية التأسيسية والتاريخية ، في خلطة أدت إلى  التغير في أنماط التدين الشعبي، وان كان لايزال هناك بعض الاعتدال الديني.

ثقافة الاستعراض الديني

ويضيف :"أصبح الاستعراض الديني الرقمي والفعلي قناعا يخفي  الإزدواجية  حول الذات الحقيقية وسلوكياتها الخفية، وفى نظام الزي للمرأة واللحى وتديين اللغة اليومية" .

وأكد عبد الفتاح أن ثورة الوسائط الاجتماعية الاتصالية أدت إلى تغير في بعض عناصر المكونة  للإدراك الجمعى حول المرأة وادوارها والثقافة المجتمعية على عديد من المستويات، منوهاً بإن معايير  الجمال اختلفت .. فالجمال العادي حل محل الايقوني والسبب التريند و اللايكات و الأموال. 

وقال إن ثورة الرقمنة أدت الى سقوط عصر النجوم اللامعة ( بتعبير هيكل) بمعني سقوط عصر الأيقونات في السياسة والجمال الأنثوي وملكات الجمال ، فقد تحول الجمال إلى سلعة وموضة جمالية ، وهذا التوجه لم يعد قاصرا على الأثرياء وانما امتد للطبقة الوسطى.