رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

«صوت أمريكا»: الحرب الأوكرانية تسلط الضوء على الانقسامات الداخلية فى الشرق الأوسط

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

قال موقع «صوت أمريكا» إن الحرب الروسية الأوكرانية سلطت الضوء على الانقسامات فى دول الشرق الأوسط، خاصة العربية، ففى أحد أحياء العاصمة العراقية ظهرت لافتة عملاقة للرئيس الروسى فلاديمير بوتين كتب عليه «نحن ندعم روسيا» لبضع ساعات قبل وصول قوة أمنية وإسقاطها على عجل.

 وفى لبنان، انتقدت ميليشيا «حزب الله» إدانة الحكومة للهجوم الروسى على أوكرانيا، داعية إلى الوقوف على الحياد.

يُظهر مثل هذا الجدل الانقسامات العميقة بشأن حرب أوكرانيا فى الشرق الأوسط، حيث رسخت موسكو نفسها كلاعب رئيسى فى السنوات الأخيرة، مما أدى إلى تكوين صداقات قوية بين الجهات الفاعلة الحكومية وغير الحكومية بينما تضاءل نفوذ أمريكا.

تشعر النخب السياسية المتحالفة بشكل وثيق مع الغرب بالقلق من كسب عداء روسيا أو الولايات المتحدة وأوروبا. لكن القوات الأخرى من فصائل الميليشيات الشيعية فى العراق، إلى جماعة حزب الله اللبنانية والمتمردين الحوثيين فى اليمن تدعم جهارًا روسيا ضد أوكرانيا.

حصل «بوتين» على دعمهم إلى حد كبير بسبب علاقاته الوثيقة مع طهران وتدخله العسكرى فى الحرب الأهلية السورية لدعم الرئيس بشار الأسد. إنهم يرون بوتين كشريك ثابت وموثوق به، على عكس الأمريكيين، لا يتخلى عن حلفائه. فى دوائرهم، لديهم حتى لقب شعبى لـ«بوتين» وهو «أبوعلى» وهو اسم شائع بين المسلمين الشيعة ويدل على شعبية الرجل بين هذه المجموعات.

وقال المحلل السياسى إحسان الشمري، رئيس مركز الفكر السياسى فى بغداد، إن العراق ضد الحرب لكنه لم يدينها ولم ينحاز إلى جانب»، مضيفًا أن العراق بحاجة إلى البقاء على الحياد لأنه يشارك فى المصالح مع كل من روسيا والغرب.

وقال إن حلفاء إيران فى المنطقة يتحدثون بصراحة مع روسيا لأنهم معادون لأمريكا ومعادون للغرب ويعتقدون أن روسيا هى حليفهم.

قال «إلبروس كوتراشيف» سفير موسكو، لوكالة الأنباء الكردية العراقية فى مقابلة أجريت معه مؤخرًا، إن روسيا استثمرت نحو ١٤ مليار دولار فى العراق والمنطقة التى يديرها الأكراد فى الشمال، مع التركيز بشكل أساسى على قطاع الطاقة. ومن بين شركات النفط الكبرى العاملة فى البلاد شركة «لوك أويل» الروسية و«جازبروم نفت» و«روسنفت».

ويحافظ العراق أيضًا على علاقات وثيقة مع الولايات المتحدة، لكن الشركات الغربية كانت تخطط بشكل مطرد للخروج من قطاع النفط العراقي.

وجاء أقوى تحرك للعراق حتى الآن بعد أن نصح بنكه المركزى رئيس الوزراء بعدم توقيع عقود جديدة مع شركات روسية أو مدفوعات فى ظل العقوبات الأمريكية. وقال مسئولو الصناعة الروس إن القرار سيؤثر على الاستثمارات الروسية الجديدة فى البلاد.

استغل حزب الله اللبنانى الذى أرسل أيضًا آلاف المقاتلين إلى سوريا المجاورة لدعم قوات الأسد، الغزو الروسى لأوكرانيا لتصويره على أنه نتيجة حتمية للاستفزازات الأمريكية وخيانة أخرى من قبل الولايات المتحدة لحلفائها.. فى هذه الحالة يقصد بها أوكرانيا.

فى سوريا، حيث تحتفظ روسيا بآلاف القوات، ظهرت لافتات إعلانية تعلن «النصر لروسيا» فى مناطق بدمشق هذا الأسبوع، وفى المناطق التى تسيطر عليها المعارضة، والتى لا تزال تتعرض للضربات الجوية الروسية، يأمل السكان فى تخفيف الضغط عليهم إذا تورطت روسيا فى القتال فى أوكرانيا.

فى العراق، تسلط الحرب الأوكرانية الضوء على الانقسامات فى مشهد متصدع بالفعل خلال الجهود المتوقفة لتشكيل حكومة جديدة، بعد خمسة أشهر من إجراء الانتخابات البرلمانية.

ويرى العديد من العراقيين فى الغزو الروسى لأوكرانيا أصداء غزو صدام حسين للكويت المجاورة والعقوبات الاقتصادية التى استمرت لسنوات طويلة على العراق. قبل أيام قليلة فقط انتهى العراق من دفع تعويضات للكويت بلغت قيمتها الإجمالية أكثر من ٥٢ مليار دولار.