الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

ماذا يعني استبعاد موسكو من نظام SWIFT؟.. بيان أمريكي أوروبي يعلن منع البنوك الروسية من الوصول لنظام "سويفت".. اقتصاديون: العقوبات ستضر بالدول الأوروبية المتعاملة مع روسيا

ستاندر تقارير، صور
ستاندر تقارير، صور
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

في ظل اشتعال الحرب الروسية الأوكرانية، اكتفى حلفاء أوكرانيا بسلاح العقوبات على الدب الروسي في خطوة نحو تقويض القدرات المالية بهدف وقف الحرب على المدن الأوكرانية، الأمر الذي يطرح تساؤلا رئيسيا وهو هل تستطيع العقوبات وقف الحرب؟

ولعل العقوبات التي انطلقت من أوروبا ووصلت إلى أمريكا يصفها جميع المحللون بـ"القاسية" إلا أن هذا لم يجبر بوتين حتى الآن على إيقاف خطة بوتين للسيطرة على أوكرانيا.

وفي آخر هذه العقوبات اتفقت الولايات المتحدة والحلفاء الأوروبيون وكندا، في وقت متأخر من مساء السبت على منع قدرة بعض البنوك الروسية من الوصول لنظام الرسائل بين البنوك "سويفت"، حيث أصدرت القوى العالمية في بيان مشترك أعلنت فيه عن الإجراء الكبير أن “هذا سيضمن فصل هذه البنوك عن النظام المالي الدولي ويضر بقدرتها على العمل على مستوى العالم”.

وأعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، فرض عقوبات اقتصادية جديدة على موسكو، كما أقرّ قيودًا على التصدير إلى روسيا، حيث تشمل عقوبات على 4 بنوك روسية كبرى، وحرمان روسيا من أكثر من نصف وارداتها من المنتجات التكنولوجية المتطورة، واعتبر "بايدن" أنّ هذا سيكبّد الاقتصاد الروسي تكاليف باهظة، على الفور وعلى المدى البعيد في آن واحد.

الاتحاد الأوروبي

عقوبات الاتحاد الأوروبي

كما أعلن  الاتحاد الأوروبي، فرض عقوبات على العديد من المسؤولين الروس رفيعي المستوى، بينهم وزير الدفاع سيرغي شويغو، حيث نشر الموقع الرسمي للاتحاد أسماء شخصيات مقربة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مدرجة على لائحة العقوبات، كان أبرزهم وزير الدفاع "شويغو"، ورئيس مكتب بوتين أنطون فاينو ونائبي رئيس الوزراء مارات خوسنولين ويوريفيتش غريغورينكو ووزير الاقتصاد والتنمية ماكسيم غيناديفيتش.

رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون


عقوبات بريطانية

أعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الخميس 24/2/2022 عن فرض عقوبات على أكثر من 100 فرد وكيان روسي بعد أن اندلاع الحرب بين روسيا وأوكرانيا.

وقال جونسون أمام البرلمان "بشكل عام، سوف نجمد أصول أكثر من 100 كيان وشخصية أخرى بالإضافة إلى مئات الكيانات والشخصيات التي تم الإعلان عنها".

نظام SWIFT

ماذا يعني استبعاد موسكو من نظام SWIFT ؟

وسويفت هو نظام مدفوعات عالمي يعتمد عليه أكثر من 200 دولة، وتعد روسيا هي ثاني أكبر دولة في العالم بعد الولايات المتحدة استخداما لهذا النظام الذي يرمز لجمعية الاتصالات المالية العالمية بين البنوك "سويفت"، وهذا يعني أن البنوك الروسية لا يمكنها التواصل بشكل آمن مع البنوك خارج حدودها، حيث أن "SWIFT  " هي مؤسسة مستقلة مقرها بلجيكا وتعمل كنظام مراسلة داخلي بين أكثر من 11000 بنك ومؤسسة مالية في أكثر من 200 دولة وإقليم، ولعل أكبر المتضررين من نظام سويفت هي دولة إيران ففي 2014 تمت إزالة إيران من نظامSWIFT  بعد التطورات في برنامج طهران النووي.

وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت يوم الجمعة، إلى جانب المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي، فرض عقوبات مذهلة على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، بالإضافة إلى وزير الدفاع وعدد من الشخصيات البارزة في روسيا.

وبحسب صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية فإن سويفت هو نظام مراسلة آمن تستخدمه آلاف البنوك حول العالم في بورصاتها من أجل إجراء تحويلات بسيطة لتسوية معاملات عملائها أو تبادل الأوراق المالية أو الأسهم أو السندات.

ومن الناحية الرسمية، يعتبر سويفت جمعية تعاونية بموجب القانون البلجيكي، تأسست في السبعينيات، ويتيح هذا النظام إمكانية تأمين وأتمتة عمليات التبادل، وبالتالي توفير وقت كبير مقارنة بأجهزة الفاكس القديمة.

وقالت الصحيفة إن هناك نحو 11 ألف عضو في نظام سويفت، بما في ذلك قرابة 300 بنك روسي، فإذا تم فصل البنوك الروسية بقرار من الاتحاد الأوروبي أو الولايات المتحدة عن رسائل سويفت فسيتعين عليها تنفيذ معاملاتها مع شركائها الأجانب بالطريقة القديمة، أي عن طريق الفاكس، وهو أمر يستغرق وقتا طويلا للغاية.

وإيران لا تتمتع بالمكانة المالية نفسها التي تتمتع بها روسيا، وقد طور البنك المركزي الروسي برنامج خدمة رسائل مالية "إس بي إف إس" (SPFS) منذ عام 2014 ودخل الخدمة عام 2019.

"وعلى الرغم من ذلك إلا أن هناك حوالي 400 مؤسسة مالية وبنك روسي مشتركة فيه و8 بنوك أجنبية فقط"، مما يعني أن البديل المحلي لسويفت لن يسمح بالتبادلات السلسة والآمنة مع الدول الأجنبية، فروسيا تعتمد بشكل كبير على سويفت بسبب صادراتها الهيدروكربونية التي تبلغ مليارات الدولارات"، وفقا للصحيفة

وأكدت "لوفيغارو" أن فصل البنوك الروسية عن نظام "سويفت" سيقلص حجم المعاملات الدولية، وسيؤدي إلى تقلبات أسعار العملات، وهروب رؤوس أموال هائلة إلى الخارج.

المحلل الاقتصادي، محمد عبد الوهاب

هل تتأثر روسيا بالخروج من "سويفت"؟

وفي هذا السياق، يقول المحلل الاقتصادي، محمد عبد الوهاب، إنه بلا شك ستتأثر روسيا بشدة إذا عزلت عن نظام سويفت، نظرا لانه أصبح نظام التشفير الأول في العالم الذي يربط البنوك في معظم دول العالم، بل ويمثل العمود الفقري للنظام المالي العالمي.

وأوضح "عبد الوهاب" في تصريحاته لـ"البوابة نيوز" أن نظام سويفت بدأ العمل به بشكل رسمي بداية من عام 1977، ويقدر عدد المستخدمين يوميا للنظام نحو 42 مليون مستخدم، من خلال أكثر من  11000 الف مؤسسة مالية حول العالم، وهذا يعني أن حرمان روسيا من الوصول لنظام "سويفت" تعني الحرمان من آلية التداول العالمية للأموال، وتوقف المعاملات المالية بمختلف أنواعها بين روسيا وبلدان العالم. 

وعلى صعيد متصل، أكد أديب السيد، أستاذ العلاقات الدولية المتخصص في الشؤون الروسية، أن العقوبات المتتالية على موسكو لن تؤسر على روسيا فقط بل سيمتد أثرها على الدول المتعاملة معها وبخاصة دول أوروبا التي تعتمد بشكل رئيسي على الغاز الروسي في حياتها اليومية وعلى رأس هذه الدول إيطاليا وألمانيا.

وأضاف "أديب" في تصريحاته لـ"البوابة نيوز" أنه في أعقاب العقوبات الأوروبية والأمريكية على روسيا ارتفعت أسعار الغاز والذهب والعديد من السلع الاقتصادية، حيث سجل الغاز 2500 يورو لكل ألف كم3 من الغاز، وفي حال ارتفاع أسعاره أكثر من ذلك ستتضرر الدول الأوروبية بشدة، ومن هنا نقول إن العقوبات الاقتصادية والمالية لن تضر روسيا وحدها بل ستضر بكل المتعاملين مع موسكو.