السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

المخرج عصام السيد في حواره لـ«البوابة نيوز»: قدمنا الكوميديا السياسية على خشبة الدولة.. لجنة المسرح تضع «استراتيجية المدارس» و«تقرير حال» كمشاريع قومية لـ«الأعلى للثقافة»..حسن عبدالسلام قدمنى لأول مرة

المسرح الجامعى ظل البداية الأولى لكل المواهب الحقيقية.. ونصيحتى لشباب المخرجين «كن نفسك ولا تكن لصًا»

المخرج المسرحي عصام
المخرج المسرحي عصام السيد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

«أهلا يا بكوات» و«زكى فى الوزارة» و«فى بيتنا شبح» و«حلو الكلام» و«تكسب يا خيشة» مسرحيات احتلت مكانة كبيرة في قلوب الناس، بل وظلت حاضرة فى أذهانهم حتى وقتنا هذا، وبدورها جعلته شاهدًا على أزهى عصور المسرح المصري، إنه المخرج المسرحي عصام السيد، الذي اختارته وزارة الثقافة مقررًا للجنة المسرح بالمجلس الأعلى للثقافة لهذا العام 2022، نظرًا لثقل خبراته العلمية والإبداعية فى مجاله، كما كرمه مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي في دورته الـ28 التي أسدل ستارها في نهاية 2021، والذى يعتبره الأكثر تميزًا في مسيرته الإبداعية.

حصل «السيد»، على جائزة الدولة للتفوق فى الفنون العام 2013، وميدالية القوات المسلحة، إلى جانب العديد من الجوائز والتكريمات؛ شارك في إخراج العديد من الاحتفالات الوطنية منها: «حفل التلفزيون الثامن والتاسع في العامين 2002، 2003، واحتفال وزارة الإعلام بعيدها الخمسين لثورة يوليو الذى اعتمد على الإبهار البصري، وأكتوبر 2006، 2007، 2008، 2009»، وغيرها، مثلت أعماله مصر في عدة مهرجانات عربية وعالمية بمصر، وسوريا، وتونس، والعراق، والكويت، وفرنسا، في حين قدمت مسرحياته في لبنان، وقطر، وبريطانيا، وكندا. 
التقت «البوابة نيوز» المخرج عصام السيد؛ للتعرف على مهام لجنة المسرح بالمجلس الأعلى للثقافة خلال الفترة الجارية، وتجربته الإبداعية، والمواقف التي جمعت بينه وبين المخرج الراحل حسن عبدالسلام، ومسرح الستينيات، وأسباب اختفاء المسرح الخاص، وإلى نص الحوار..

احتفال أكتوبر 2008

* اختارتك وزارة الثقافة مقررًا لـ«لجنة المسرح» فى المجلس الأعلى للثقافة، فما هى الخطة المتبعة لمهام اللجنة خلال الفترة المقبلة؟
- لجنة المسرح ككل لجان المجلس رأيها استشاري وغير ملزم، وبعض اللجان في زمن ما تعاملت مع الجهات التنفيذية وكأنها تملك الوصاية عليها، ولذا صارت هناك حساسية بين بعض اللجان فى بعض الأوقات والإدارات التنفيذية في الوزارة، وبحثًا عن حل وليس بحثًا عن دور طلب الدكتور هشام عزمي، الآمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، أن تقوم كل لجنة بطرح مشروعين قوميين خلال الدورة على أن تقوم اللجان بدور المجالس القومية المتخصصة فى اجراء الدراسات عن المشكلات.واختارت لجنة المسرح أن يكون مشروعيها هما: وضع استراتيجية للمسرح المدرسي بكافة درجاته «ابتدائى، وإعدادى، وثانوى» بعد دراسة واقعه ومشاكله وآفاق مستقبله، أما الثاني: فيتضمن اصدار تقرير حال عن المسرح المصري، ترصد فيه مشاكل ومعوقات الإنتاج بالتعاون مع الجهات الإنتاجية في القطاع العام، والمستقل، والجامعي، والعمالي، وبناء على موائد مستديرة ستعقد لسماع كافة الآراء.

أما على مستوى النشاط فإن اللجنة لديها خطة كبيرة من الأنشطة في النشر والترجمة بالاشتراك مع المجلس الأعلى للثقافة، والمركز القومي للترجمة، والهيئة المصرية العامة للكتاب، كما نسعى لاصدار مجلة إلكترونية لنشر الموضوعات المسرحية والدراسات ونشاط اللجنة واللجان السابقة وأحدث الاصدارات المسرحية، وتم الاتفاق مع المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية من أجل تخصيص ملزمة في كل عدد من أعداد مجلة "المسرح" لنشر ما يخص اللجنة، بالإضافة إلى استمرار ما أقرته اللجنة السابقة من مسابقات في النصوص المسرحية، والدراسات النقدية، وستخصص اللجنة جلسات لمناقشة لوائح المهرجان القومي، والتجريبي والاستماع للمعوقات التي تواجه اداراتها.

تكريم المخرج عصام السيد من مهرجان المسرح التجريبي

* ماذا يمثل تكريم مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي بالنسبة لك؟
- التكريم – بشكل عام – يمثل للفنان فرحة، لأنه اعتراف بجهده وبنجاح مسيرته، وبالطبع إذا كان هذا التكريم من جهة معترفا بها ولها قيمتها – فقد شهدت تكريمات من أماكن لا يعلم بها إلا الله – وعندما يأتى التكريم من أقدم وأعرق مهرجان دولى يُقام فى مصر فهو بمثابة شهادة على تميز مسيرتى الإبداعية، ورغم حصولي على تكريمات عدة فإن تكريم المهرجان التجريبى يظل مميزًا فى مسيرتى وخاصة أنه تم فى دورة تحمل اسم أستاذى الدكتور فوزى فهمى، لذا هو شرف وتقدير.

* يعد المسرح الجامعي بمثابة البيت الذي تربيت فيه بل وشاهدًا على تجربتك الإبداعية كيف ترى ذلك؟
- المسرح الجامعى كان وما زال شاهدا لميلاد العديد من المواهب، فعلى سبيل المثال الثلاثة الفائزين بجائزة عصام السيد فى الإخراج هذا العام طلاب فى الجامعة منهم اثنان من جامعة عين شمس، وكثير من العروض نشاهدها سواء فى مهرجان إبداع أو المهرجان القومى تتميز بمواهب متفجرة.

* يحتل المخرج حسن عبدالسلام مساحة خاصة في ذاكرة المخرج عصام السيد الإبداعية، فماذا عنها؟

- أستاذى حسن عبدالسلام لم يكن لي أستاذًا فقط، وإنما أب أيضًا، وكان التعامل بيننا بالفعل وكأنى ابنه، فتعلمت الكثير منه فنيًا وإنسانيًا.

* هناك مواقف طريفة جمعت بينكما حدثنا عن أبرزها؟
- هناك العديد من المواقف، لكن هناك موقف لم يحدث من قبل بين مخرج ومساعده، فلقد سألته فى بداية عملى معه: «كيف سيكتب اسمى؟» فكان جوابه: «مفيش اسم حد يتكتب جنبى أو قبلى أو بعدى. فهل تقبل العمل معى؟»، وبما أن هذا السؤال لم يكن من عندياتى وإنما نصيحة من صديق فقد أجبته قائلًا: «بالطبع أقبل ذلك»! وبعدها بسنوات قليلة كُتب اسمى «مخرجًا منفذًا» ولم تكن هذه التسمية موجودة بالوسط المسرحى، فأصبحت أول من كُتب اسمه تحت هذا المسمى، فأصر على كتابة اسمى مخرجًا على عرض «أهلا يا دكتور»، ورفضت أن يجاور اسمى اسمه أو يسبقه تحت هذا المسمى، ولكنه أصر على ذلك ليحمل الأفيش اسمى تحت لقب «مخرج» واسمه هو تحت لقب «إخراج»، وبسبب اعتزازى وحبى لأستاذى ظللت مساعدًا له حتى بعد أن تفردت بأعمال تحمل اسمى وحدى.

مسرحية درب عسكر

* ما المحطة الفارقة التى كانت بمثابة البذرة الأولى فى نبتة المخرج عصام السيد الإبداعية؟
- هناك العديد من المحطات وليست محطة واحدة، فكانت «درب عسكر» هي أولى المحطات التى عرفت الوسط المسرحى أن هناك مخرج جديد، و«أهلا يا بكوات» كانت المحطة التى عرفت الجمهور العريض أن هناك مخرج جديد، أما «عجبى» فكانت أولى أعمالى بالمسرح القومى ومنها تعرفت على مسرحيى الوطن العربى.

* قامات فنية كبيرة بدورها كانت سببًا في تشكيل حياتك الإبداعية؟ فمن هم؟
- تعلمت من كثيرين، فلا يوجد مخرج مصرى من الرعيل الأول لم أتعلم منه وخاصة الأستاذ كرم مطاوع، لكن هناك شخصيات وقفت بجانبى أحمل لها كل التقدير والعرفان من بينها: الفنان الكبير جورج سيدهم الذى أعطانى فرصة الإخراج فى القطاع الخاص، وأيضًا سيدة المسرح العربى التى أعطتنى الفرصة للإخراج فى المسرح القومى، والأستاذ فرج أبوالفرج الذى أعطانى فرصًا كثيرة فى قطاع الإنتاج، والأستاذ لينين الرملى الذى اختارنى لإخراج «أهلا يا بكوات».

مسرحية أهلا يا بكوات

*أهلا يا بكوات" حالة فنية لها خصوصيتها، حاضرة في أذهاننا حتى وقتنا هذا، حدثنا عن هذه التجربة؟
- كانت «أهلا يا بكوات» محطة مهمة فى حياتى، فلقد سألت أستاذنا الناقد الكبير فاروق عبدالقادر لماذا لم تكتب عن عروضى وأنت تخرج منها راضيًا ومشيدًا بى؟ فقال: «عندما تُقدم عرضًا به ستار يفتح ويغلق». يقصد بهذا عندما أقدم عرضًا تقليديًا، فكل عروضى كانت غير أرسطية ولا تتبع منهجًا إخراجيًا محددًا، بل كان خليطًا مقصودًا من عدة مناهج، ولذا تعمدت فى «أهلا يا بكوات» أن أقدم طريقة تقليدية فى الإخراج تتبع القواعد ولكنى صنعتها بطريقتى أيضًا.
* تتخذ من الارتجال منهجًا في بعض عروضك المسرحية، فما هي حدود توظيفها؟
- قدمت عروضًا قائمة على نصوص لم أتدخل بها، فالارتجال موهبة كما التمثيل وهناك ممثلون عظام لا يستطيعون الارتجال، فله طرقه وقواعده.
*لك تجربة مثيرة فى المسرح الكوميدى، حينها كانت البلاد تواجه موجة إرهابية انتصرنا عليها، حدثنى عن هذه المرحلة فى حياتك؟
- فى البداية قدمت للأستاذ سامى خشبة رئيس البيت الفنى، الذى اختارنى مشروعًا لتحويل المسرح الكوميدى لمنارة ثقافية وليس دارًا للعروض المسرحية فقط، وعلى هذا فنشاط المسرح الكوميدى فى فترتى ضم: أمسيات شعرية، ومعارض لفن الكاريكاتير، وندوات معظمها حول الكوميديا، وطباعة كتب لم يطبعها أحد من قبل، مثل مسرحيات «أمين صدقى» و«بيرم التونسى»، بالإضافة إلى استضافة فرق مستقلة لتقدم عروضها الكوميدية، إلى جانب ورش للشباب فى التمثيل.
أما بالنسبة للعروض، فلأن المسرح ينافس القطاع الخاص وكل مسارح الدولة في ذلك الوقت اتجهت للكوميديا، فقد قدمنا مجموعة متنوعة من العروض لكل الأجيال، ومن كل الاتجاهات ولكن معظمها كان فى الكوميديا السياسية.

المخرج عصام السيد

* ساهمت في اكتشاف العديد من المواهب الفنية والإخراجية، فأصبحوا نجوم الصف الأول سواء في السينما والمسرح والتلفزيون؟ من هم؟
- فى الحقيقة إنهم كثيرون، منهم: أحمد آدم، وطلعت زكريا لعب معى أدوار بطولة لأول مرة، وكذلك أشرف عبدالباقى، وعبلة كامل فى أول بطولة مطلقة، وقدمت محمد سعد فى أول عرض احترافى له، كما قدمت فرصا للعديدين منهم: بيومى فؤاد، ومحمد ممدوح وغيرهم.

* لماذا يظل التجريب في المسرح مجرد احتفال سنوى يأتي من عام لآخر ثم يتوقف؟ وما هو مقترحك بشأن استمراريته؟
- التجريب لا يتوقف، ولكن بعض المسرحيين يتعاملون معه على أنه موسم التجريبى، فيبدأون فى تشمير أكمامهم لإنتاج عروض تجريبية.
* مسرح الستينيات كان للمؤلف فقط، إنما حاليًا المخرجون يقودون العملية المسرحية بشكل أكبر، صرح بذلك رئيس البيت الفنى للمسرح، ما ردك على هذا؟

- مسرح الستينيات لم يكن مسرح مؤلف فقط، ففيه كان رواد الإخراج المسرحى والآباء الأوائل لفن الإخراج أيضًا، وأعتقد أن المقصود بالمقولة هذه أن بعض المخرجين يتجهون الآن للعروض المرتجلة أو التى يعدونها بأنفسهم بعيدًا عن المؤلفين.

* هل توجد أزمة حقيقية في المسرح المصري الآن؟
- لا توجد أزمة طوال الوقت، بل هى مشاكل تواجه المسرح من فترة إلى أخرى، فالمسرح يتبع حركة المجتمع، وهو يصعد بصعوده ويهبط بهبوطه، وبالتالى لو أن المسرح فى أزمة فالمجتمع هو المأزوم، وانعكس على حال المسرح.
* أين تكمن أزمة اختفاء المسرح الخاص في الوقت الراهن؟
- اختفى القطاع الخاص أو كاد لارتفاع أسعار التذاكر، التى ارتفعت نتاج ارتفاع تكاليف الإنتاج، والمغالاة فى إيجارات المسارح، فى حين أن الأجيال الجديدة اخترعت لنفسها صيغة إنتاجية خاصة، فمعظم عروض الجامعة يُعاد عرضها على مسارح خاصة ويتم تسويقها للطلاب والشباب ومعظمها يغطى تكاليفه، وهناك فرق ظهرت تقدم مسرحًا مختلفًا مثل فرقة 1980 وغيرها، أليست هذه فرق خاصة؟

* ما الرسالة التي توجهها لشباب المخرجين؟
- كن نفسك، لا تقلد غيرك ولا تنقل عن النت أو السينما عروضك، بل الأفضل أن تُقدم صُنع يديك حتى لو كان مستواه أقل، هكذا تستمر وتكون محترمًا بدلا من أن تكون لصًا.