الثلاثاء 14 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

بسام الشماع: كيف نُعيد تمثال ديليسبس إلى بورسعيد؟!

تمثال ديلسيبس
تمثال ديلسيبس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

قال المورخ والمرشد السياحي بسام الشماع، عضو الجمعية المصرية للدراسات التاريخية، إنه يتعجب من وجود أصوات مصرية حول عودة تمثال ديلسيبس إلى بور سعيد ووضعه على قاعدته بمدخل قناة السويس، وذلك بعد أن تم نقله من مخازن هيئة قناة السويس بالمحافظة إلى الإسماعيلية.
وكانت حالة من الجدل قد اثيرت فى محافظة بورسعيد حول عودة تمثال ديلسيبس إلى المحافظة، ووضعه على قاعدته بمدخل قناة السويس، وذلك بعد أن تم نقله من مخازن هيئة قناة السويس بالمحافظة إلى الإسماعيلية.

وأشار الشماع في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز"، أنه منذ 1985 وحتى الآن عمل كمرشد سياحي ما بين القاهرة وبورسعيد في الكثير من الرحلات ، وأنه ينطلق بالسياح إلى ميناء بورسعيد، كما يقيموا رحلات العودة السريعة من القاهرة لبور سعيد ورحلات أخرى من أنواع السياحة.

وأضاف: لم يأتي سياح خصيصاً لبورسعيد لمشاهدة قاعدة تمثال ديلسيبس، كما يعتقد البعض. وأكد الشماع وأنه في السياحة ، وأنها اكاذيب ليست بحقيقة قط بأن الكثير يأتي خصيصاً لزيارة تمثال ديلسيبس في قاعدته.
وأشار الشماع أنه بحكم عمله على مراكب نقل السياح لبورسعيد ونقل السياح من البحر الأحمر والبحر المتوسط وعبور قناة السويس أنه لم يستمع لأحد من السياح أنه يأتي خصيصاً لقاعدة ديلسيبس، أنها ليست مركز لجذب السياح لبور سعيد تعد تلك اكذوبة. 
ولفت إلى أن كيفية رجوع تمثال ديلسيبس لبور سعيد للرجل الذي جاء بالسخرة وأخذ حق الامتياز من سعيد باشا وفتح الاكتتاب لاسهم شركة في 5 نوفمبر 1858م، وبدأت تدشين حفر القناة من لبورسعيد في 25 أبريل 1859.

واستكمل :طبقًا لدار الوثائق القومية ودار الكتب ووفقا لكتاب "وثائق الحلم المصري لقناة السويس" الموجود بدار الوثائق القومية أن استطاع المصريون في عهد سنوسرت الثالث عام 1850 قبل الميلاد وصل البحرين بطريق غير مباشر بحفر قناة تربط النيل بالبحر الأحمر وعرفت بالتاريخ بقناة سيزوستريس إطلاقاً على الملك المصري حينذاك سنوسرت الثالث.
وأكد الشماع أن فكرة القناة مصرية، وأن تلك القناة حققت نهضة اقتصادية  طوال عهد المصريين القدماء لدى الدولة الوسطى.
وأشار أن عند دخول عمرو بن العاص مصر تم إعادة فكرة حفر القناة من الفسطاط الي البحر الأحمر عام 642م، وأطلق عليها اسم قناة أمير المؤمنين، ونظراً لدراسة التاريخ أن يوجد جزء من القناة الواقع تجاه البحر الأحمر تم ردمها في عهد الخليفة العباسي أبي جعفر المنصور لتضييق المعارضين له في الحجاز ويأتي لهم إمدادات من مصر .
وأوضح أن خلال الحملة الفرنسية على مصر سخر علماء الحملة كل مجهوداتهم لفكرة إنشاء القناة، وسافر نابليون بونابرت قائد الحملة إلى السويس مع مجموعة المهندسين، وقام مهندس فرنسي يدعى لوبير بإقناع نابليون أن يتوقف عن مشروع القناة نظرا لنظرته الخاطئة أن مستوى البحر الأحمر أعلى من مستوى البحر الأبيض وذلك يتسبب في غرق مصر اذ تم حفر القناة.

وتابع: في عهد محمد علي تقابل بمجموعة مهندسين فرنسيين وأخذوا منه تصريح دخول القناة وعمل دراسات عليها، وأكدوا أن لوبير ذو نظرة خاطئة ويمكن حفر القناة، ووافق محمد علي بشروط وهي :الأول تضمن القوى العظمى في العالم حيادية القناة وبالتالي استقلال مصر لمخاوفه من احتلال مصر بحجة قناة السويس وأهميتها وأنها جاذبة للاحتلال والأطماع والآخر أن يتم تمويل القناة من الخزانة المصرية ولم يؤخذ بالشروط لأنها ضد أفكار الغرب  الاستعمارية.
وأشار إلى أنه في عهد سعيد باشا، نجح ديلسيبس في وضع امتياز شركة قناة السويس، وتقابل ذلك بالمعارضة من  القوى العظمى وبريطانيا ودول أخرى، وبالرغم من ذلك قام ديلسيبس بمجهوداته حتى تم تدشين قناة السويس من بورسعيد. 
وأكد الشماع أن الذين يطلبوا بعودة تمثال ديلسيبس "يقوموا بعودة المحتل القاتل صاحب السخرة، الذي قابل المصريين القدماء بالإهانات، وأن رجوعه وعودته كتمثال ضخم بقاعدته ليراها العالم بأكمله" .
وطالب الشماع بوضع تمثال للشهداء المصريين العظماء في شق القناة على قاعدة التمثال بدلا من تمثال ديليسبس، ويكون تمثال لفلاح مصري عظيم لذكرى الفلاحين اللذين تم اقتيادهم من القرى وإلقائهم في السخرة والعبودية.
كما قال الشماع أن ديلسيبس يعد خائن  محتل وذلك تبعاً بحركة خيانته مع احمد عرابي حيث إنه كان يريد ردم القناة ووقف حركة السفن الإنجليز للقناة ، وأن ديلسيبس تمت محاكمته بعد عودته لأوروبا نظرًا لجرائمه وكان يعتبر القناة حيادية نظرًا للقوانين الدولية، وبعد ذلك خان أحمد عرابي وكانت تعد سبباً في هزيمة عرابي آنذاك.