ينفتح الشعر على التجربة الإنسانية اللانهائية، متحركًا في فضاء الخيال والدهشة، محاولا إعادة بناء الوجود عبر أصواته الحميمية القريبة من روح المتلقي، ويُعد الشعر هو الوسيلة الأكثر فاعلية في التعبير عن الأحلام والانفعالات والهواجس التي تجوب الوعي الإنساني واللاوعي أيضًا، وتتنوع روافد القصيدة من حيث الموضوع والشكل ليستمر العطاء الفني متجددا ودائما كما النهر.
تنشر "البوابة نيوز" عددا من القصائد الشعرية لمجموعة من الشعراء يوميا.
واليوم ننشر قصيدة بعنوان: "قلبي على فقد المحبين ولهان" للشاعر السوري شبلي الأطرش.
قَلبي عَلى فَقد المُحبين وَلهان
وَاحر كَبدي من العُلوم التَوالي
وَهَمي سمك مِن يُوم فرقاي حوران
وَعَيني بديران الرفاقة الخَوالي
دَمعي دفق من مقلة العين غدران
يا ويل من جارت عليه اللَيالي
علمي بهم يُوم أَنا كُنت طربان
يا حيف أَيام الهَنا وَالدَلالي
علمي بهم من نمرة الحيص لمتان
لا دامَت العَليا بركن الشَمالي
من بَرد لاذيبين لشبيح سكان
حَتّى رشياض بلادنا وَالمَفالي
وَأَنا اتحرى العلم وَالقَلب حَزنان
أَرجي الفَرَج من رَب خَلاق عالي
جانا خبر من يم صَلخد وَعرمان
نَعمين يا وُجوه الذِياب المَشالي
عَبدو أَفندي شارب الخَمر سَكران
جاهم يهادر مثل فَحل الجمالي
يَطلُب من سباع البَر بنا وَدخان
وَيريدهم مثل الغجر للحوالي
جوه النَشاما وَبَعد لليوم ما بان
هدوا عليه قُصور شمخ عَوالي
وَللحين تحت الرَدم من غير دفان
مَع مشرف آغا لا جهنم يُوالي
من عقبها صارَت معاريك وَكوان
تَشيب الولد الرَضيع الموالي
وَتضعضعت حوران من كُل الأَركان
عافت لحاها وَالدبش وَالحَلالي
وتولموا للهوش طليقين الإِيمان
وَتعاون الصبيان من كُل جالي
صاحوا عليهم وانطرب كُل سَكران
وَاقفوا مثل غيم حداه الشمالي
الفين من حمر الطَرابيش سقمان
بعيون ذبحوا من القروم العيالي
ضبع الكويرس عاز موضبع حبران
وصار اللحم بعيون مثل التلالي
جرد عيالك وَالثَعالب وويوان
وافلح هداك الله عما يوالي
من فعل ربع ينطحوا الضد بطعان
صلفين يوم الهوش يوم القتالي
ببلاد سُوريا بلا شك فُرسان
من غيرهم إياك تحسب رجالي
اللَه يعز بلادنا بجاه سلمان
وَيفكنا من اشوار شقا وَسالي
