الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

مشروعات مصرية في قلب القارة السمراء.. استثمارات ضخمة للوصول إلى أسواق 22 دولة.. تحقيق التكامل الاقتصادي الإقليمي بعد تفعيل اتفاقية التجارة الحرة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

منذ اللحظة الأولي لتولي الرئيس عبد الفتاح السيسي أدرك أهمية القارة الأفريقية والتواجد المصري بالقارة السمراء، وهو الوجود الذي فقدته مصر منذ 2011 وحتى عام 2014. وقد بذل السيسي جهوداً كبيرة لإعادة الدور المصري في القارة السمراء، وهو ما ساهم في عودة مصر بقوة، وذلك من خلال الأنشطة والمشروعات الدولية التي قربت المسافة بين أبناء القارة الواحدة، بالإضافة إلى ترأس مصر بعض الكيانات الأفريقية، أهمها تسلم رئاسة الاتحاد الأفريقي بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، علاوة علي اختيار مدينة أسوان عاصمة للشباب الأفريقي.

الرئيس عبد الفتاح السيسي

المشروعات الضخمة لم تكن غائبة عن عقل الرئيس باعتبارها القوة الناعمة التي تساهم في ربط القاهرة بالقارة الأفريقية.

وتواصل مصر استعادة دورها ومكانتها الأفريقية خلال الفترة الحالية بتوقيع المزيد من اتفاقيات التعاون التجاري والاقتصادي والزراعي مع الدول الأفريقية.

وتقوم الإدارة المصرية في الآونة الأخيرة بتعزيز العلاقات مع الدول الأفريقية بعد غياب عنها طال لعدة سنوات، حيث قام الرئيس عبد الفتاح السيسي بعدة زيارات لدول أفريقية مؤخرًا، واستقبل عدد من الرؤساء والزعماء، فيما وقعت مصر اتفاقيات عدة مع تلك الدول لتعميق علاقاتها مع القارة السمراء، وتقديم يد التعاون مع تلك الدول بنقل الخبرات المصرية إليها للمساعدة في خطط التنمية والنمو.

وتسعي مصر جاهدة إلى تعزيز تواجدها في أفريقيا، من خلال تنفيذ مشروعات ضخمة في دول القارة، بهدف الوصول لأسواق 22 دولة في وسط وغرب أفريقيا، انطلقت الحكومة المصرية بحثا عن فرص جديدة للاستثمار والمشروعات المشتركة وتعزيز التبادل التجاري مع دول القارة السمراء.

وكثفت الحكومة المصرية تحركاتها في أفريقيا، وترى الحكومة أن القارة الأفريقية على أعتاب مرحلة جديدة من التكامل الاقتصادي الإقليمي بعد تفعيل اتفاقية التجارة الحرة الأفريقية في يناير الماضي.

وأشاد الخبراء بهذا التوجه المصري، كونه يحافظ على الأمن القومي للبلاد ومصالحها الاقتصادية، وتوقعوا تواجد أكبر لمصر وبمعدلات سريعة داخل القارة السمراء خلال السنوات القليلة القادمة.

ونفذت مصر مشروعات ضخمة في أفريقيا للمرة الأولى في تاريخ العلاقات بين الجانبين، في مقدمتها سد ومحطة "جوليوس نيريرى" الكهرومائية في تنزانيا.

ويحظى هذا المشروع، الذي تفقده وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، باهتمام الرئيس عبدالفتاح السيسي شخصيًا، وتنفذه شركتان مصريتان بتكلفة 2.9 مليار دولار.

ويهدف هذا المشروع للسيطرة على فيضان نهر روفيجي من خلال إنشاء سد على النهر بسعة تخزينية نحو 34 مليار متر مكعب، ومحطة لتوليد الطاقة الكهرومائية بقدرة 2115 ميجاوات، وستكون الأكبر في تنزانيا.

وفي غانا، وقعت شركة مصر للطيران وحكومة غانا في أواخر أكتوبر الماضي على مذكرة تفاهم لتأسيس شركة طيران وطنية غانية باستثمار مصري غاني مشترك.

وفي السودان، بدأت الحكومة المصرية بالفعل تشغيل خط الربط الكهربائي مع الخرطوم، لإمدادها بـ 70 ميجاوات، على أن تزداد مستقبلا إلى 300 ميجاوات، كما يوجد بالفعل ربط كهربائي بين مصر وليبيا.

كما وقعت مصر أخيرًا على وثيقة التعاون المشترك مع السودان في مجال الربط السككي، والذي سيمتد في مرحلته الأولى من مدينة أسوان المصرية حتى جنوب وادي حلفا السودانية.

وتدرس مصر، تنفيذ طريق بري يربطها بتشاد مرورا بالسودان، ليكون بوابة للتجارة بين الدول الثلاث ودول غرب أفريقيا، إلى جانب تنفيذ طريق القاهرة - السودان - كيب تاون، الذي يمر بتسع دول أفريقية.

الدكتور وليد جاب الله

ويرى الدكتور وليد جاب الله، خبير اقتصادي، أن مصر لم تغب عن أفريقيا في أي وقت وارتفعت الطموحات الاقتصادية لمصر بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة.

وقال جاب الله، إن هناك الكثير من الإجراءات التي تقوم بها مصر للتقارب مع الدول الأفريقية، وتحاول تعزيز التعاون من خلال الكثير من المشروعات، مثل مشروعات الربط الكهربائي والسكك الحديدية، كما لديها خطة لنشر المناطق اللوجستية في أفريقيا لتسهيل عملية التبادل التجاري.

وأكد الخبير الاقتصادي، أن زيادة التعاون مع الدول الأفريقية خيار استراتيجي لمصر التي تسير بخطوات ومشروعات محددة في هذا الإطار، بعضها تم تنفيذه والبعض الآخر ننتظر تنفيذه.