السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

حسام علوان: الكتابة عملية صعبة.. ونواجه مشكلات في السينما

خلال حضوره «صالون الجزويت» ..

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

استقبل صالون الجزويت الثقافي لشهر نوفمبر، المنتج السينمائي والكاتب حسام علوان، في لقاء مفتوح مع جمهور الصالون الذي يقدمه الكاتب هشام أصلان،  في مقر جمعية النهضة العلمية والثقافية «جزويت القاهرة».

استهل أصلان كلامه "تلك هي الليلة الأولى لصالون الجزويت، بعد الحادث المؤسف  الذي تعرض له مسرح ناصيبيان.. تعودنا دائما ان نقيم الصالون بالمسرح، ولكننا رأينا بدلا من ان نتوقف تمام عن عقد الصالون الثقافي الشهري، أننا نبدأ في استئناف الانعقاد في القاعة التي تتلقي فيها طلاب سينما الجزوييت محاضرتهم".

وأضاف:  "في البداية، أهم ما يميز ضيفنا اليوم السيناريست حسام علون، هو قدرته على صنع ونسج حكايات نستطيع ان نطلق عليها (حكاية حلوة)، ومصطلح (الحكاية الحلوة) لا يقتصر فقط على سرد ما يحدث، ولكن أن يستطيع بأسلوب مدهش سرد ماتراه عينه برؤية ونظرة مختلفة للأحداث"، مشيرا إلى أن علوان استطاع بنجاح أن يتبع هذا الأسلوب في كتاب "شنطة سفر وحيدة" الصادر عن دار الكرمة.

وأشار أصلان إلى أن الكتاب عبارة عن مجموعة من الحكايات التي تم سردها باللغة العامية، مضيفا "الكتاب ملهم حيث استطاع نسج حكايات مميزة ومختلفة"، كما أن حسام علوان، يهتم بصناعة السينما، جميع الأفلام التي شارك في إنتاجها تعد أفلام مهمة وأفلام حصدت على جوائز هامة، مشيرا إلى جانب آخر من شخصية السيناريست حسام علوان وهو انه يهوى جمع التحف والأنتيكات، وينسج عنها حكايات ممتلئة بالمتعة والمعلومات التي يشارك بها أصدقائه ومتابعيه.

وجه أصلان سؤالا إلى الكاتب والسيناريست حسام علون، عن أوضاع صناعة السينما المستقلة، فأجاب: السينما المستقلة مسألة هامة وكبيرة، فالسينما مرت بفترات مختلفة سواء في العصر الملكي في الأربعينيات، ثم ثورة 1952، وأفلام مهمة ليوسف شاهين وصلاح أبو سيف، ثم جاءت مرحلة انتشر فيها ظاهرة سفر المخرجين الى لبنان وتركيا.

وأضاف: " جاءت فترة الدكتور ثروت عكاشة وزير الثقافة الأسبق،ورغم أنه كان ينتهج فكر مختلف، إلا أنه كانت هناك أيضا بعض المشكلات والعوائق التي تواجه صناعة السينما المستقلة تتمثل في عدم تلقي الدعم الكافي من الدولة، و بالتالي لا يتم انتاج مشروعات كبيرة"، قائلا: " جميع الأفلام المستقلة في تونس تحصل على دعم  من وزارة الثقافة التونسية على سبيل المثال".

واستطرد: "نواجه بالفعل مشكلات كبيرة في صناعة السينما المستقلة"، الرقابة في بعض الأحيان تكون ضمن هذه المشكلات حيث لابد أن ترجع لها السيناريو لمراجعته ومن الممكن ان توافق او ترفض، وبالتالي ينعكس على عدد الأفلام التي تنتج سنويا، مضيفا" الكثير من دول العالم الآن ليس بها رقابة على الأفلام، ولكنها تتبع أسلوب حديث وهو التصنيف العمري، ما يمثل حلا للكثير من المشكلات".

وعن كتاب "شنطة سفر وحيدة"، قال علوان، " البداية كان عندما تلقيت اتصالا من سيف سلماوي مؤسس دار الكرمة للنشر والتوزيع، ليبلغني بضرورة العمل على رواية، ولكني أخبرته بالنصوص التي أنشرها على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك"، مضيفا: بالفعل بدأت العمل على تجميعها، وتم نشرها في كتاب " شنطة سفر وحيدة".

"كتاب (شنطة سفر وحيدة)، مكتوب باللغة العامية.. كتب العامية الجيدة قليلة جدا، ومشكلات الكتابة بالعامية كثيرة، ليس من المفترض أن توجه للجمهورالمحلي فقط، لذلك الكتابة باللغة العربية الفصحى تسهل عملية الترجمة إلى لغات أخرى".. هكذا اوضح هشام أصلان موجها سؤالا لضيفه: هل وضعت ذلك في حسبانك عند الانحياز للكتابة بالعامية خلال صفحات الكتاب، ليرد علوان قائلا: "موضوع العامية والفصحى مهم جدا، ويثار بكثرة حاليا"، " المشكلة ترجع إلى أننا نتحدث بطريقة ونكتب بطريقة أخرى"، مشيرا إلى أن ذلك يصنع حالة من الازدواجية.

وأوضح أن اللغة دائما لابد أن يكون لها مصدر محدد، مضيفا: اللغة الإيطالية الحديثة اعتمدت مفرادتها من خلال رواية الكوميديا الالهية"، واستطرد: " وهكذا اللغة الألمانية تطورت بعدما استخدم جوتة اللغة المحلية لأهالي بلغاريا"، مؤكدا انه على ضرورة التواصل.

وأوضح علوان ان رواية "مزاج" للكاتب ربوير سوليه، تعتبر من الروايات التي جذبت انتباهه ونجحت في ان تجعله ينتهي منها وهو في حالة من السعادة والنتباه لكافة التفاصيل، مضيفا لابد أن تكون القصة والحكاية تثير انتباه القارئ، ولا تعتمد فقط على جودة اللغة وقوتها

وأشار في معرض حديثه عن اهمية اللغة، إلى أن الكاتب إبراهيم أصلان، من أوائل المؤمنين بموهبته، وكان يرى أن نوعية الكتابة التي انتهجها لها جمهور، لأنها تحتوي على قصص وحكايات جيدة.

عن حكايات كتاب " شنطة سفر وحيدة"، قال علوان، "طول الوقت أحاول الكتابة.. الكتابة عملية صعبة"، مؤكدا من الصعب أن تجد ما يلفت انتباهك لتنسجه منه حكاية، مشيرا إلى أن ذلك يستغرق وقتا، فعملية التجهيز للكتابة ومراحلها أهم من فكرة الكتابة نفسها.

ولفت إلى أنه لاحظ أن شعر العامية حقق شوطا كبيرا خلال العشر سنوات الماضية كبيرة، في مباشرته والوصول للناس بشكل أيسر، بعكس ما كان سائدا في الخمسينات.

أضاف علوان: "اتخذت في أسلوب الكتابة طريقة جديدة، لا تتأثر بالطرق التقليدية القديمة، وبالأدباء في الماضي"، مشيرا إلى ضرورة الخروج عن دوائر تأثير الماضي خلال كتابتنا، وأن ننجح في التعبير بشكل أقرب للواقعية، قائلا" لو بدأنا نعمل سينما تعتمد على ممثلين غير محترفين، ونعتمد على أماكن حقيقة للتصوير، سننجح في نخلق سينما مهمة جدا"، مؤكدا ان المواهب الصمرية متوفرة وموجودة بكثرة.

وأضاف علوان: أهتتمت أيضا بالجوانب التاريخية لمصري، ومن هنا تولد شغفي بالفوتوغرافيا، والكيفية التي يمكن من خلالها ان توثق الحياة الاجتماعية في مصر، فتلك الحياة الاجتماعية تعرضت لتغيرات عديدة، وهو الأمر الذي أرصد من خلاله تحولات وقعت على البيئة في الريف والمدينة، وعلى طبيعة الإنسان نفسه.

وعن أصحاب التأثير في شخصية علوان، قال: أنا شخصيا من المغرمين بكتابات بول أوستر، ورواية على الطريق لجاك كيروك، وباقي الاعمال التي تعتمد على التجارب الشخصية، أنا دائم التأثر بسير الشخصيات الهامشية والغير موثرة.

حسام علوان، مواليد 1972، تخرج من المعهد العالي للسينما، وحصل على ماجستير في دراسات السينما من جامعة سان فرانسيسكو بالولايات المتحدة، كما درس الإنتاج السينمائي في مؤسسة الرواد السمع بصريين الأوروبيين ومقرها لوكسمبورج، كتب القصة والنقد السينمائي في بدايات حياته، وحاز جائزة الدولة للإبداع سنة 1998، تنقل بين دول ومدن عدة خلال حياته بحكم عمله في مجال السينما، وعمل باحثًا في مجال الأفلام التسجيلية، كما ساهم في إنتاج عدد من الأفلام المصرية والعربية. ويُعد هذا الكتاب أول كتبه المنشورة.

WhatsApp Image 2021-12-01 at 8.47.39 AM (1)
WhatsApp Image 2021-12-01 at 8.47.39 AM (1)
WhatsApp Image 2021-12-01 at 8.47.39 AM
WhatsApp Image 2021-12-01 at 8.47.39 AM