الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

البابا فرنسيس يستقبل مراسلات مريم سلطانة الحبل بلا دنس.. ويتحدث عن دور المعاهد العلمانية

البابا فرنسيس
البابا فرنسيس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

استقبل قداسة البابا فرنسيس، اليوم السبت، رهبنة مرسلات مريم سلطانة الحبل بلا دنس،  وأعرب في بداية حديثه إليهن عن سعادته للقائهن مع الاحتفال بمرور ٧٠ سنة على تأسيس هذا المعهد و٢٠ سنة على الموافقة الحبرية. 

وذكَّر البابا فرنسيس  بمؤسس المعهد الأب غايتانو ليوتسو الذي نقل إليهن كاريزما القديس اوجين دي مازينو مؤسس مرسلي مريم سلطانة الحبل بلا دنس، وهكذا فإن المرسلات أصبحن مدعوات إلى استقبال رسالة الكرازة وجسارة القديس دي مازينو في إعلان المسيح المخلص ومحبته الشغوفة له وللكنيسة ولكل أخ وأخت. 

وتابع البابا أنهن مدعوات إلى عيش هذه الكاريزما في العلمانية، غائصات في العالم بقلب منغمس في الله، وأكد أن كونهن مكرسات في معهد علماني لا يعني الكون في أرض في الوسط، بل يعني مقاسمة كاملة مثل يسوع لأوضاع الأشخاص العاديين والحياة اليومية، في العمل والبيت وعلاقات الجوار، وذلك في نور الإيمان ودفء المحبة وأفق الرجاء. 

وواصل البابا فرنسيس حديثه، مشيرا إلى أن تميز مرسلات مريم سلطانة الحبل بلا دنس يكمن في منح قداسة للنشاطات العلمانية لتلخيص كل شيء في يسوع.

وتحدث قداسته عن العيش مثل الآخرين وبينهم، عيش أعمالهم ومصاعبهم، ولكن في اتحاد قوي مع الله يمنح القداسة للمشاريع والأفعال.

 وأضاف البابا أن يسوع هو النموذج، فحتى أعماله التقليدية كانت لها قيمة إلهية انطلاقا من شخصه ومن الاتحاد مع الآب ومن هدف الفداء الذي تجسد من أجله. 

ثم أشار قداسته إلى كون التكريس العلماني يتلاءم مع الأماكن والأوضاع الصعبة، حيث يمكن لأعضاء المعاهد العلمانية أن يقدموا بتواضع وشجاعة إسهامهم في تاريخ الخلاص حيثما يعاني الأشخاص من الاستبعاد والتهميش وتهان كرامتهم. وقال البابا إن العلاقات اليومية في العائلة والجماعة المسيحية والعمل والمدارس، وفي الأوضاع النفسية والاجتماعية المختلفة، وفي المقام الأول تقاسم الإيمان والالتزام الرسولي، هي النسيج الذي يحكن فيه ثراء موهبتهن، وشدد البابا بالتالي على أهمية بل ضرورة العلاقات.

ثم عاد البابا فرنسيس  إلى القديس اوجين دي مازينو، مذكرا بدعوته المكرسات إلى أن يكن قديسات، وتوقف البابا عند ثلاثة تصرفات للاستجابة إلى هذه الدعوة إلى القداسة، التصرف الأول هو الاستعداد، فقد قال يسوع "لِتَكُنْ أَوساطُكُم مَشدودة، ولْتَكُنْ سُرُجُكُم مُوقَدَ".

 ويعني هذا حسب ما واصل قداسة البابا عيش الحاضر بشكل كامل وأن نلمس فيه وعد الأبدية، فنحن نسعى إلى الحياة الأبدية وعلينا أن نكون مستعدين لها، ويحدث هذا حين نهب أنفسنا بالكامل لله وللأخوة. 

 

وتحدث قداسته عن الكون في العالم في الحقيقة وفي حرية أبناء الله وفي علاقة أخوية مع الآخرين، وهذا يتغذى بالصلاة.

التصرف الثاني هو الخدمة، وقال البابا في هذا السياق إن هبة الذات بالكامل للمسيح تعني انتماءً حصريا وسخيا بدون تحفظ،  وتابع أن من الضروري تثبيت النظر على المسيح وعلى نعمة عطيته، فهو الخادم وفيه أنتن خادمات، قال قداسته.

 وذكَّر بأن المسيح جاء ليخدم وقد أوضح لنا بموته على الصليب ما هي الحياة، إنها محبة تتطلب محبة ونعمة تتطلب مجانية وقد أظهر هذا على الصليب، طريق ليس بالمريح أو البسيط لكنه طريق السلام والفرح.

أما التصرف الثالث فهو الثقة في الله مثل مريم ومحاكاتها في الإصغاء إلى مشيئة الله وتقبُّلها، وذلك كي تصير كلمته جسدا فينا أيضا. هذا هو الطريق وهو ما أشار إليه مؤسس المعهد حين تحدث عن المحبة باعتبارها دعوتهن وشريعتهن ودواءهن، محبة محورها المسيح، محبة للثالوث، إرسالية وجامعة، في تجسيد لمحبة الأم مريم.

ثم ختم البابا فرنسيس كلمته راجيا لضيفاته أن يتمكنّ من فعل كل شيء بتكريس الذات بفرح مثل مريم، وشجعهن على مواصلة السير بشجاعة وجرأة. ثم بارك قداسته مرسلات مريم سلطانة الحبل بلا دنس وجميع المتعاونين معهن مؤكدا صلاته من أجلهن، سائلا إياهن الصلاة من أجله.