الثلاثاء 19 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

نشأة مدارس الأحد في الكنيسة القبطية الكاثوليكية

ارشيفية
ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

 

يقول الأب إسطفانوس دانيال جرجس عبد المسيح عبر صفحته الرسمية علي مواقع التواصل الاجتماعي فيس بوك أصبحت مدارس الأحد اليوم قضية هامة في الوسط الكنسي، فالطفل المسيحيّ هو محور مدارس الأحد، وارتبط الخادم بالمخدوم في كل شيء. فمدرسة الأحد هي الاجتماع الكنسي الذي يعقد يوم الأحد- يوم الرب- (رؤيا1: 10) والذي يضم جميع الأعمار بالكنيسة لدراسة الكتاب المقدس وفقًا لمستوي كل عمر علي حدة. ولذلك ينقسم هذا الاجتماع إلي مستويات (فصول) وفقًا لمستوي العمر والفهم، ولهذا السبب سميت مدرسة. ولأنها تعقد يوم الأحد (أول الأسبوع) (يو20: 1) سميت مدرسة الأحد. ولكن بسبب ظروف بعض الرعايا تم تغيير ميعاد عقد مدارس الأحد من يوم الأحد إلى أحد أيام الأسبوع كالخميس أو الجمعة… وقد يبدو بسبب تغيير ميعاد عقد مدارس الأحد من يوم الأحد تبدل اسمها إلى التربية الدينية.

ويطلق عليها اليوم تسميات أخرى مثل كنيسة الغد، مدرسة التربية المسيحية، التربية الدينية المسيحية… الخ. ولكن هذه الأسماء البديلة ليست لها شهرة الاسم القديم الجديد «مدرسة الأحد».

هناك البعض الذين يقصرون مدرسة الأحد علي تلاميذ المرحلة الابتدائية وما قبلها بحجة أن هناك اجتماعات أخري متخصصة لبقية الأعمار مثل اجتماع شباب إعدادي، شباب ثانوي، جنود مريم، أغصان الكرمة، ….الخ. ولكن يبقي السؤال: هل هذه الاجتماعات المتخصصة الأخرى تدرس الكتاب المقدس بانتظام كمدرسة الأحد؟! أو هل هي تشرح العقائد الكتابية الكنسية وتعطيها الوقت الكافي للشرح والتفسير كمدرسة الأحد؟

وإذا كانت الإجابة بالإيجاب، فهي مدرسة أحد ولكن باسم آخر، ولا مانع في ذلك. أما إذا كانت الإجابة بالسلب، فمعني ذلك أن هذه الأعمار لم تتاح لها فرصة لدراسة الكتاب المقدس كما ينبغي، فأين ومتي سيدرسون الكتاب المقدس الذي هو أساس الحياة المسيحية الصحيحة والعلاقة الجادة مع الله؟!!

وربما يكون الحل هو تشجيع تلاميذ المراحل الأكبر من الابتدائي علي حضور اجتماعهم المتخصص بالإضافة إلي مدرسة الأحد. وفي هذه الحالة يجب أن يكون هناك تنسيق بين الاثنين.  وفي حالة عدم وجود مكان يتسع لجميع الأعمار في وقت واحد، فيمكن تخصيص وقت مستقل لكل مستوى من مستويات الأعمار.

1- مدارس الأحد:

في الديار المصرية أول من اهتم بمدارس الأحد في القري والمدن هم الآباء الرهبان الفرنسيسكان وذلك في السنة 1687، ونمت البذرة عن يد الأب كلود سيكار اليسوعي في إرهاصات القرن الثامن عشر، وأخذت النبتة الصغيرة الجميلة تنمو وتزدهر وفي عهد النائب الرسولي الأنبا أثناسيوس خزام (1855-1865) النائب الرسولي لبطريركية الإسكندرية للأقباط الكاثوليك والأسقف الفخري لـ” مارونيا  ألزم جميع الكهنة أن يهتموا بتلقين حقائق الدين المسيحي للأطفال وأن يفسروها لهم كل يوم أحد (راجع منشوره الرعوي الصادر بتاريخ 21 من شهر أكتوبر لسنة 1863)، وفي الغرب بدأت التجارب الأولي لبرامج مدارس الأحد في القرن السادس عشر، لكن التجربة التي حققت نجاحًا واستمرت للآن هي التي قام بها روبرت رايكس (R.Raikes) إذ افتتح أول مدرسة أحد منظمة في غلوستر بانجلترا في يوليو 1780، وكان هدفه منها هو رعاية الأولاد الفقراء المنبوذين الحفاة المتجولين في شوارع المدينة، وتقديم التربية الأدبية والروحية لهم- والمدرسة الأولي التي افتتحها أقامها بالاشتراك مع القس توما ستوك راعي الأبروشية.  واستغل رايكس جريدته«جورنال غلوستر» للدعاية لمدارس الأحد- وفي 3 نوفمبر 1783م قدم رايكس مشروعًا لتعميم تجربته الناجحة. وعندما زاد عددهم وأصبح حوالي مائة تلميذًا، استعان ببعض المدرسين حيث كان المعلم في ذلك الوقت يتقاضي مرتبًا قدره شلنًا في اليوم. واشتغل ركس في عمله هذا ثلاثة سنوات دون أن يعرف أحدًا شيئًا عنه.وبعد ذلك ابتدأ يكتب في الصحف عن حركته هذه، وسرعان ما استدعاه بعض رعاة الكنائس ليسمعوا منه عن هذا العمل الجديد، وبعد قليل أسسوا في كنائسهم مدارس الأحد، وبدأت الكنيسة الإنجيلية مدار الأحد عن يد المرسل جون هوج سنة 1868، ولكن في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بدأت مدارس الأحد  حوالي سنة 1925 عن يد الأستاذ حبيب جرجس. ونستلهم من ذلك نشأة مدارس الأحد في الديار المصرية كالتالي:

1- في الكنيسة القبطية الكاثوليكية على يد الرهبان الفرنسيسكان سنة 1687.

2- في الكنيسة الإنجيلية على يد جون هوج سنة 1868.

3- في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية على يد حبيب جرجس سنة 1925.

2- انبثاق المناولة الاحتفالية من مدارس الأحد:

أضيف لاحقا لمدار س الأحد منهج المناولة الاحتفالية أيّ بعد انعقاد مجمع اللاتران المسكوني المنعقد في سنة 1215 بدأت الكنيسة الكاثوليكية تعطي المناولة تحت شكليّ الخبز والخمر للأولاد عند بلوغهم 14 سنة وللبنات 12 سنة، وفي القرن التاسع عشر أصبحت المناولة الاحتفالية عيدًا أُسرِيًّا كبيرًا. وفي حبرية البابا بيوس العاشر قال: تعطي المناولة تحت شكليّ الخبز والخمر للأولاد وللبنات من سن السابعة،  فأصدر في 8 أغسطس 1910 منشورًا في شأن تناول الصغار؛ وإننا نعرض بعض القرارات الجوهرية به:

البند 1- إن سن الرشد للاعتراف كما للتناول هي السنّ التي يبدأ فيها الولد استعمال العقل، أيّ نحو السنة السابعة بل قبلها. منذئذ يبدأ الإلزام بحفظ فريضتي الاعتراف والتناول.

البند 2- متابعة تلقين التعليم المسيحي الكامل، بحسب إمكاناته الذهنية، وإن معرفة الديانة المطلوبة من الولد، لكي يتهيّأ كما ينبغي للتناول، هي إدراكه، بحسب إمكاناته، لأسرار الإيمان  الضرورية التي هي وسائل، وأن يميز القربان المقدس عن الخبز العادي والجسدي، حتى يدنو من الإفخارستيا الجزيلة القداسة بالعبادة التي يدركها حسب سنّه.

البند 3- الوالدان والكاهن مُعرِّف الولد، وأساتذته مسؤولون عن عدم تناوله، بعد بلوغه سن التمييز.

البند 4- على من هم مسؤولون عن الأولاد أن يُعنوا جهدهم بجعلهم يدنون من المائدة المقدسة بعد تناولهم الأول، وكلّ يوم إذا أمكن ذلك، بحسب رغبة يسوع المسيح وأمّنا الكنيسة، وأن يفعلوا ذلك بالعبادة التي تفهما سنُّهم.

البند 4- يجب أن تُرذَل تمامًا عادة عدم القبول للاعتراف، أو عدم منح الحلّ على الإطلاق، للأولاد الذين بلغوا سن الرشد.

3- المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني ومدارس الأحد:

تسطر لنا وثائق المجمع الفاتيكاني الثاني المسكوني في بيانه المشهور «التربية المسيحية»:

أ- الفقرة 2 (التربية المسيحيَّة)  ينص الآتي:«إن لجميع المسيحيِّين الحقّ في تربية مسيحيِّة، وقد صاروا بميلادهم الثاني بالماء والروح القدس خليقة جديدة وأبناء الله حقيقة. على التربية المسيحية لا تهدف فقط إلى تأمين نضج الشخص البشريّ السالف وصفه، بل تهدف خصوصًا إلى جعل المعمَّدين الذين ادخلوا تدريجيًّا في معرفة سر الخلاص، يزدادون كلّ يوم وعيًّا بهبة الإيمان هذه التي نالوها، ويتعلّمون كيف يعبدون الله الآب بالروح والحق (يوحنّا 4: 23) وبخاصة العبادات الطقسية، ويتحولون بحيث يوجهون حياتهم الشخصية بحسب الإنسان الجديد، والبر وقداسة الحق(أفسس 4: 22-24). وهكذا، إذا ما بلغوا إلى مستوى الإنسان الكامل، إلى ملء قامة المسيح (أفسس 4: 13) يساهمون في نمو الجسد السريّ.

ثم إنهم بوعيهم لدعوتهم، ” مستعدون لأن يردوا على من يطلب إليهم دليل ما هم عليه من الرجاء” (بطرس الأولى 3: 15)، مساهمين في تطوير العالم تطويرًا مسيحيًّا، الأمر الذي يجعل القيم الطبيعيَّة، بعودتها إلى الاندماج في الآفاق الكاملة للإنسان المفتدي بالمسيح، تساهم في تحقيق خير المجتمع بأسره. لذلك يذكِّر المجمع رعاة النفوس بواجبهم الخطير في أن يعملوا كلّ ما في وسعهم، ليستفيد المؤمنون جميعًا من هذه التربية المسيحيِّة، لا سيَّما الشبَّان هم أمل الكنيسة».

ب- الفقرة 4 ( الوسائل المتنوعة في خدمة التربية المسيحيَّة) ينص الآتي:« إن الكنيسة إذ تقوم برسالتها التربويَّة، تهتم باستخدام كلّ الوسائل المناسبة لا سيَّما الوسائل الخاصة بها. وأهمَّها التربية الدينية، التي تُنير الإيمان وتُقوِّيه، وتُغذِّي الحياة بحسب روح المسيح، وتقود إلى الاشتراك الفعليّ الواعي في سرّ الليتورجيا وتحثّ على العمل الرسوليّ.

غير أن الكنيسة تُقدِّر أيضًا تقديرًا كبيرًا الوسائل التربويّة الأخرى التي هي جزء من تراث الإنسانية المشترك، والتي تستطيع الكثير في تثقيف العقول وتكوين البشر. فالكنيسة تحاول أن تطبعها بروحها وأن ترفع من شأنها. وأهمّها وسائل الإعلام الاجتماعيّة والمنظمات الكثيرة التي تهتم بالتربية البدنية والعقلية، وحركات الشبيبيّة ولا سيَّما المدارس.

4- دليل الراعي  من أعمال المجمع الإسكندري الثاني ومدارس الأحد:

فقرة التكوين الديني

138- عملًا بوصية السيد المسيح لرسله القديسين، بأن يذهبوا ويتلمذوا جميع الأمم (متي 28: 19)، علي الكنيسة واجب جسيم في إعطاء التعليم المسيحي للمؤمنين، لكي يبلغوا به نضج الإيمان، ويتكونوا كتلاميذ للمسيح، بمعرفة تعاليمه معرفة أعمق وأوفق، بالاتحاد الوثيق بشخصه يومًا فيومًا. (قانون 617).

139- وبالتالي علي الراعي أن يبذل كل جهده، في ‘ إلقاء التعليم المسيحي علي جميع أبناء رعيته، أيًا كان سنهم وأوضاعهم.( قانون624، البند1).

140- وعلي جميع الذين يؤدون خدمة التعليم المسيحي، أن لا ينسوا أنهم يمثلون الكنيسة، وأنهم مرسلون لتبليغ كلمة الله الموحي بها، لا كلمتهم هم، لذلك عليهم أن يقدموا عقيدة الكنيسة الكاثوليكية الصحيحة، بطريقة تناسب سن وثقافة المستمعين. (قانون626).

توجيهات عملية

141-أ)- مسئولية الكاهن الراعي

1- الكاهن هو المسئول عن التكوين الديني لكل أبناء رعيته، بكل أعمارهم وفئاتهم… وليس له أن يتخلي عن هذه المسئولية، بأن يسندها إلي الراهبات، وأمين الخدمة أو الخدام، أو جنود مريم أو الشباب، أو غيرهم…. فهؤلاء جميعًا يساعدون الكاهن، ولكنهم لا يحلون محله في المسئولية.

2- فعلي الكاهن الراعي أن يهتم أكبر اهتمام برسالة التكوين الديني، وأن يوفر لها كافة الإمكانيات اللازمة، قبل اهتمامه بزينة الكنيسة وبغيرها من المشاريع.

3- وعلي الرعية أن توفر كل ما يلزم لتكوين أبنائها الديني، من بنوك وكراسي، وفانوس سحري، ولوحات وبرية، وكتب صلوات وترانيم، وملازم الدروس، وأشرطة التسجيل، وغيرها

142- ب)- تنظيم الخدمة

1- يجب الالتزام بالأنظمة التي تقررها الإيبارشية، وفقًا للائحة الخاصة بخدمة التكوين الديني.

2- أمناء الخدمة: يختار الراعي أمينًا لخدمة التكوين الديني، وأمينًا مساعدًا.. ويلزم أن يسترا في هذه المهمة مدة كافية، لا تقل عن سنة كاملة بأي حال.

143-ج)- الخدام وقادة الأنشطة

- يلزم أن يكون أمناء الخدمة وخدام التكوين الديني، وكذلك كل قادة الأنشطة، من الكاثوليك 100%… لأن التكوين الديني هو غرس الإيمان، وممارسة الأسرار المقدسة، وفقًا لعقيدة محددة وثابتة، يعيشها المسيحي في عبادته وممارساته الدينية، وفي سلوكه وحياته العملية.

- وإنما لا مانع أبدًا أن يشترك أي مسيحي في مراسيمنا الدينية، وأن يستفيد من الخدمات المتنوعة التي نقدمها، بشرط أن يلتزم التزامًا كاملًا بالأنظمة الموضوعة… ولكن لا يمكنه أن يكون خادمًا للتكوين الديني، أو قائدً للأنشطة.

- يلزم أن يكون خدام التكوين الديني وقادة الأنشطة، قد تابعوا كل برنامج التكوين، الذي تقرره الإيبارشة، أو على الأقل أن يكونوا قد بدأوه ويواصلون متابعته.

144-د)- الاستمرارية

يلزم أن يستمر الخادم أو قائد النشاط في خدمة نفس المجموعة لمدة كافية، لا تقل عن عام كامل بأي حال.

 

5- الشرع الخاص للكنيسة الإسكندرية للأقباط الكاثوليك ومدارس الأحد:

فقرة سلطان التعليم الكنسيّ:

المادة 66 (ق614&4) عظة القداس محفوظة للكاهن، أو للشماس الإنجيلي بتكليف من الراعي، وفقًا لتوجيهات الأسقف الإيبارشي.

المادة 67 (ق621&1):

عملًا بوصية السيد المسيح لرسله القديسين، بأن يذهبوا ويتلمذوا جميع الأمم (مت28: 19)، علي الكنيسة واجب جسيم في إعطاء التعليم المسيحي للمؤمنين، لكي يبلغوا به نضج الإيمان، ويتكونوا كتلاميذ للمسيح، بمعرفة تعاليمه معرفة أعمق وأوفق، بالاتحاد الوثيق بشخصه يومًا فيومًا.

وبالتالي علي الراعي أن يبذل كل جهده في إلقاء التعليم المسيحي علي جميع أبناء رعيته، أيًّا كان سنهم وأوضاعهم.

وعلي جميع الذين يؤدون خدمة التعليم المسيحيّ، ألا ينسوا أنهم يمثلون الكنيسة وأنهم مرسلون لتبليغ كلمة الله الموحي بها، لا كلمتهم هم، لذلك عليهم أن يقدموا عقيدة الكنيسة الكاثوليكية الصحيحة، بطريقة تناسب سنّ وثقافة المستمعين.

مسئوليّة الكاهن الراعي:

الكاهن هو المسئول عن التكوين الديني لكل أبناء رعيته، بكل أعمارهم وفئاتهم. وليس له أن يتخلي عن هذه المسئوليّة، بأن يسندها إلي الراهبات، أو أمين الخدمة أو الخدام، أو جنود مريم أو الشباب، أو غيرهم. فهؤلاء جميعًا يساعدون الكاهن، ولكنهم لا يحلّون محله في المسئولية.

فعلي الكاهن الراعي أن يهتم أكبر اهتمام برسالة التكوين الديني، وأن يوفر لها كافة الإمكانيات اللازمة، قبل اهتمامه بزينة الكنيسة وبغيرها من المشاريع.

ج- وعلي الرعية أن توفر كل ما يلزم لتكوين أبنائها الديني، من أدوات او أثاث او وسائل إيضاح متنوعة وحديثة

5- تنظيم الخدمة:

أ- يجب الالتزام بالأنظمة التي يقررها الأسقف الإيبارشي، وفقًا للائحة الخاصة بخدمة التكوين الديني.

ب- أمناء الخدمة: يختار الراعي أمينًا لخدمة التكوين الديني، وأمينًا مساعدًا. ويلزم أن يستمرا في هذه المهمة مدة كافية، لا تقل عن سنة كاملة بأي حال.

المادة  68(ق622&1): لجنة التعليم المسيحي في كنيستنا القبطية الكاثوليكية هي التي أسسها مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك بمصر تحت اسم” لجنة التعليم المسيحي للكنائس الكاثوليكية بمصر”.

 

6- أهمية فصول الأطفال الصغار فيها:

تعد فصول الأطفال في مدرسة الأحد من أهم الفصول التي يجب التركيز عليها وذلك للأسباب الآتية:

1- أثبتت الإحصائيات أن 75% من الذين يؤمنون بالمسيح يؤمنون به قبل سن 14سنة، ومعظم هؤلاء يأتون من مدارس الأحد.

2- أثبتت الإحصائيات أيضًا أن 99% من المرسلين الذين تركوا أوطانهم وذهبوا إلي بلاد العالم للكرازة قد كانوا في بداية حياتهم أطفالًا منتظمين في مدرسة الأحد.

3- اكتساب طفل لملكوت الله أكثر إثمارًا في مجال الخدمة المسيحية من اكتساب رجل، وذلك للأسباب الآتية:

(أ)- الطفل يكون باستطاعته أن يقدم للرب أضعاف ما يستطيع الرجل أن يقدمه. وقد عبر أحدهم عن هذه الحقيقة عندما قال 10+50 أكبر من 50+10 وفسر قوله بأن الذي يتجدد وسنه 10سنوات سيعطي للرب 50سنة خدمة، بينما الرجل الذي يتجدد وسنه50 سنة سيعطي للرب 10 سنوات فقط، وبالتالي ما سيقدمه الطفل للرب في حياته سيكون أكبر بكثير مما سيقدمه الرجل (افترضنا أن متوسط العمر هو60 سنة).

(ب)- سنوات الشباب والقوة لازالت موجودة لدى الطفل وهى السنوات التى يستطيع أن يقدم فيها للرب خدمة أفضل، ومجهودًا أكثر، بخلاف الرجل الذي أفني شبابه في الخطيئة وقدم نفاية حياته للرب. وهذا ما جعل كاتب سفر الجامعة يقول

«اذكر خالقك في أيام شبابك قبل أن تأتي أيام الشر أو تجئ السنون إذ تقول ليس لي فيها سرور» (جا12: 1).

(ج)- الطفل يتمتع بذاكرة ذهبية حيث لا توجد حدود لما يستطيع أن يحفظه في هذه الفترة، بعكس الرجل الذي أصبحت قدرته علي الحفظ أقل كثيرًا بسب تقدم سنه ومشغوليات حياته.

(د)- الطفل قابل للتعليم والتشكيل، بعكس الرجل الذي اعتاد علي بعض السلوكيات التي يصعب عليه التخلص منها.

4- ربح ولد للمسيح أسهل من ربح رجل، فالخطيئة لم تتمكن بعد من ربطه بسلاسلها القرية، فقوة العادة لم تسيطر عليه بعد، ولم يصبح له بعد أصدقاء أشرار يعطلونه أو يقفون حائلًا ضد قبوله للمسيح مخلصًا لحياته. ولكن ليس معني ذلك أن الروح القدس لا يقدر علي تجديد أشر الخطاة في أي مرحلة من مراحل العمر.

وخلاصة القول فإن أطفال اليوم هم قادة الغد، ومحصول الغد يعتمد علي بذار اليوم. فالكنيسة التي لا تهتم بالأطفال اليوم ولا تعضد فصولهم في مدرسة الأحد بالوسائط اللازمة، فهي تهمل أعظم فرصة لها للعمل علي نجاحها وتقدمها.

قال أحدهم: «إن أسهل طريقة لإغلاق كنيسة هي أن تمنع الأطفال عنها». وهذا قول صادق؟.

 

7- رسالة مدارس الأحد:

الرسالة الأساسية لمدرسة الأحد هي تعليم كلمة الله للأعمار المختلفة، والتعليم يعني التغيير، ومن ثم يمكن القول إن مدارس الأحد هدفها الأساسي هو حدوث تغيير في حياة الأفراد لتكون حياتهم متفقة مع كلمة الله، وتعاليم الكنيسة الكاثوليكية وهذا التغيير يشمل:

1-تغيير الحياة:

بدون كلمة الله لا يمكن للحياة أن تتغير، فهي البذار الوحيدة المعينة من قبل الله لإحداث التغيير في حياة الناس ويمكن الرجوع إلي الشواهد الآتية (إش55: 10-11) (متي13: 1-23) (1كو3: 7).

2-تغيير المفاهيم وتصحيح التعاليم الخاطئة:

عن طريق كلمة الله يمكن أن تتغير مفاهيمنا الخاطئة. وقد قدم الرب يسوع من خلال تعاليمه مفاهيم صحيحة للناس، ومن أمثلة ذلك:

أ-مفهوم الخطيئة: فالخطيئة ليست هي الفعل نفسه، ولكنها أعمق من ذلك حيث تشمل الدوافع الداخلية التي لا يراها الناس كالنظرة الخاطئة، والشهوة الخاطئة، والأفكار الشريرة….الخ.

ب-مفهوم القريب: من خلال مثل السامري الصالح استطاع الرب يسوع أن يجعل مفهوم القريب هو كل إنسان يحتاج إلي مساعدتنا، وليس فقط أولئك الأقرباء لنا بالجسد أو الذين يتفقون معنا في الجنس أو الدين.

جـ- مفهوم العظمة الحقيقة: حيث قال إن العظمة الحقيقية هي في التواضع وتقديم التضحيات من أجل الآخرين ” من أراد أن يكون فيكم عظيمًا فليكن لكم خادمًا”(مت20: 26).

د-مفهوم الحرية الحقيقية: فالحرية من الخطيئة هي الحرية الحقيقية وليست الحرية لعمل الخطيئة «إن حرركم الابن فبالحقيقية تكونون أحرارًا”(يو8: 36) لأن” كل من يعمل الخطيئة هو عبد للخطيئة”(يو8: 34).

هـ- مفهوم الخدمة: فالخدمة لا تقتصر علي الوعظ فقط، بل تشمل مساعدة الآخرين وخاصة الأخوة الأصاغر. وعندما تتغير مفاهيمنا تتغير حياتنا وفقًا لهذه المفاهيم وتكون النتيجة:

(أ) حدوث نهضة روحية في حياة الناس. فلا توجد نهضة روحية في العهدين القديم والجديد إلا وتأسست علي التغيير الذي تجريه كلمة الله في مفاهيم الناس وحياتهم.

(ب) تحصين الحياة الروحية ضد الضلالات والهرطقات والتعاليم الخاطئة.

 

8- الهدف من مدرسة الأحد:

يجب أن يكون الهدف الأساسي للعمل في مدرسة الأحد هو:

1-غرس القيم والمبادئ المسيحية للمخدومين الصغار(كـإشارة الصليب، الصلاة الربانية، السلام الملائكي، الأمانة، الصدق، ممارسة الأسرار، قراءة كلمة الله يوميًّا، حضور القداسات والأعياد الكنسية، الصلاة اليومية، فحص الضمير، الاشتراك في الأنشطة الرعوية كجنود مريم وأغصان الكرمة…)    

2-إدراك حقيقة الله ومعرفته كأبيهم السماوي ليتمتعوا بالعشرة والشركة معه يومًا بعد يوم.

3-النمو في نعمة الأسرار يوما بعد يوم وخاصة في أسرار التنشئة(المعمودية والميرون والإفخارستيا) أيّ يجب تذكر المخدومين بنعمة هذه الأسرار أنهم انتموا لعائلة الثالوث الأقدس(أعمدك يا(…) باسم الآب والابن والروح القدس)، وأصبحوا هياكل للروح القدس بتدشينهم بسر الميرون المقدس فيجب أعمالهم وسلوكهم وأقوالهم تظهر فيها رائحة المسيح الزكية، أما سر المناولة فيجب أن ندرب المخدوم على كيفية ممارسته بطريقة لائقة فمثلا حين نسمع أو نري المخدوم  يتلفظ بشتائم أو لاحظنا بعض السلوكيات الغير لائقة ننذره أنه لا يستحق أن يتقدم للمناولة ومن هنا يعيش في السير نحو الكمال.

4- أن يعرف يسوع المسيح يوما بعد يوم من خلال الأسرار والموضوعات الكتابية والعقائدية والأعياد الكنسية وسير الشهداء والقديسين وأيضًا من خلال الصلوات اليومية أو حضوره للقداسات….

5-تنمية المواهب كالرسم والصوت والأشغال اليدوية…

 

9- التعليم المسيحي(هذا الجزء مأخوذ حرفيا من كتاب الأنبا يؤانس زكريا، «الخدمة الرعوية في ضوء التعليم الإنجيلي والإرشاد الكنسي»، القاهرة، 2002، ص94-108):

يُعرف كتاب “التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية” التعليم المسيحي بأنه نقل وإعلان لكلمة الله وكرازة بها، وهو: “تربية للإيمان عند الأطفال، والشبان، والكهول، تتضمن على وجهٍ خاص درسًا للعقيدة المسيحية، يلقي عمومًا بطريقة عضوية وتنسيقية في سبيل  التعريف بملء الحياة المسيحية”[1].

في البنود التالية، نرى هدف وأهمية وأبعاد وتجديد خدمة ورسالة التعليم المسيحي.

1. هدف رسالة التعليم المسيحي

تهدف رسالة التعليم المسيحي إلى تقديم عرضٍ شاملٍ لمضمون العقيدة الكاثوليكية الجوهرية والأساسية في مادتي الإيمان والأخلاق، وذلك على ضوء التعليم والتقليد الكنسييّن. مصادر هذا التعليم والتقليد هي الكتاب المقدس، وأقوال أباء الكنيسة، والنصوص الليتورجية، والوثائق المجمعية والإرشادات الرسولية والرسائل الرعوية التي تعلنها سلطة الكنيسة التعليمية. تقوم رسالة التعليم المسيحي في توفير وتأمين دروس التربية الدينية للصغار والكبار، وتلقينهم وتعليمهم مبادئ الإيمان الأساسية، والعقيدة السليمة، تعليمًا راسخًا ومنتظمًا، ومساعدتهم على النمو في معرفة السيد المسيح، والتقدم في الحياة الروحية، وحثهم على السلوك والحياة بموجب الإيمان المسيحي القويم.

يوضح قداسة البابا بولس السادس أن التعليم المسيحي هو أحد الطرق الأساسية للبشارة بكلمة الله، خاصة بالنسبة للصغار والشبيبة، ويدعو إلى الاهتمام بإعداد معلمين أكفاء لإلقائه، كما يوصي، بشدة، بضرورة توفيره لكل أبناء الكنيسة، لما له من فوائد روحية كثيرة:  ”وهناك طريق آخر ينبغي عدم إغفاله في البشارة الإنجيلية، طريق التعليم المسيحي. إن الفهم، وبخاصة عند الصغار والمراهقين، يجعلهم في حاجة إلى أن يلقَنَوا بواسطة تعليم ديني نظامي، المعطيات الأساسية، والمضمون الحي للحقيقة التي أراد الله أن يبلغها لنا، والتي سعت الكنيسة إلى التعبير عنها بأسلوب أكثر وضوحًا، على مدى تاريخها الطويل. وما من أحد يخالفنا في ضرورة توفير هذا التعليم، بحيث يؤدي إلى تهذيب العادات الخاصة بالحياة المسيحية، ولا يظل على مستوى فكري فقط …ويجب خاصة إعداد معلمين أكفاء للتعليم المسيحي  -من قائمين على التربية المسيحية في الخورنات، مدرسين، ووالدين-، يكونون ساهرين على أن يتقنوا هذا الفن الرفيع في التعليم الديني، الذي لا غني عنه والذي يفرض مطالب مشددة.  وعلى كل حال مع عدم إغفال تثقيف الأطفال في أية ناحية، يلاحظ أن الأوضاع الراهنة تدعو بإلحاح شديد يومًا بعد يوم إلى توفير التعليم الديني، على غرار إعداد الموعوظين، بالنسبة للكثيرين من الشباب والكبار ممن تمسهم النعمة، فيكتشفون شيئًا فشيئًا وجه المسيح، ويشعرون بالحاجة إلى أن يهبوا ذواتهم إليه”[2].

أيضًا، يوضح قداسة البابا يوحنا بولس الثاني أن هدف رسالة التعليم المسيحي هو تعزيز وتنمية الإيمان الناشئ في قلوب المؤمنين، وتعميق معرفتهم وعلاقتهم بالسيد المسيح، والاقتداء به: “غاية التعليم الخاصة هي السعي بعون الله، إلى دفع الإيمان الناشئ إلى التقدم وتسيير الحياة المسيحية، لدى المؤمنين، من كل الأعمار، على طريق الكمال وتعهدها بالغذاء اليومي. فالقضية إذن هي قضية العمل، سواء أكان عن طريق المعرفة أم الممارسة، على تنمية بذار الإيمان التي يبذرها الروح القدس مع أول إعلان للإنجيل والتي نقلها العماد بطريقة فعالة.  فالتعليم المسيحي يرمي إذن إلى تعميق فهم سر المسيح، على ضوء الكلمة التي يستضئ الإنسان كله بنورها، حتى إذا جلبته النعمة وأصبح خليقة جديدة، ابتدأ يتبع المسيح ويتعلم في الكنيسة، يومًا بعد يوم، كيف يفكر مثله ويحكم مثله ويسير بمقتضى وصاياه ويأمل على نحو ما يدعونا هو إلى الأمل. ونعلن بعبارة أدق أن التعليم المسيحي يسعى، ضمن إطار العمل على التبشير بالإنجيل، إلى أن يكون  مرحلة تثقيف وإنضاج، أعني فترة من الزمن يسعى المسيحي فيها، بعد أن تقبل السيد المسيح واعترف به ربًا أوحد وعزم على اتباعه عزمًا صادقًا صادرًا عن قلب اهتدى بإخلاص، إلى تعميق معرفته بيسوع هذا الذي استسلم له: أي معرفة سره وملكوت الله الذي يعلن عنه والمتطلبات والمواعيد التي تنطوي عليها بشارته الإنجيلية، والطرق التي يرشد إليها جميع الذين يريدون اتّباعه”[3].

2. أهمية التعليم المسيحي

يذكرنا قداسة البابا يوحنا بولس الثاني بأن خدمة التعليم المسيحي هي وصية إلهية (مت 20:28) ينبغي أن يلتزم بها الآباء الرعاة والخدام في خدمتهم الرعوية، وهي رسالة مقدسة، لا يمكن التخلي عنها، أو تركها، أو إهمالها، وأن كل إنسان معمد له الحق في أن ينال التربية المسيحية اللازمة له، وأن يتعلم ويتثقف وينمو في إيمانه وحياته المسيحية: “ومما لا يحتاج إلى برهان أن التعليم المسيحي كان دائمًا بالنسبة إلى الكنيسة واجبًا مقدسًا وحقًا ثابتًا لا يمكنها أن تتخلى عنه. فهو من جهة واجبٌ ناشئ عن وصية الرب ويلزم على الأخص الذين قبلوا الدعوة إلى خدمة الرعاة، ويمكننا من جهة ثانية أن نتحدث عنه كحق، فإذا نظرنا إليه نظرة لاهوتية تبيّن لنا أن لكل معمد، بحكم عماده، الحق في ثقافة وتربية تساعدانه على بلوغ حياة مسيحية حقيقية حقّ”[4].

يواصل قداسة البابا الحديث عن أهمية التعليم المسيحي، وضرورة توفيره وتأمينه لكل فئات شعب الله المؤمن، وخاصة فئتي الصغار والشباب، ويشير إلى أنه يعاون الشبيبة على فهم مواضيع الإيمان ويشجعهم للقيام بواجباتهم الدينية، كما أنه يساعد على نضوج الدعوات الكهنوتية والرهبانية: “وهكذا يتخذ التعليم المسيحي أهمية كبرى، لأنه الزمن الذي يتيسر فيه عرض الإنجيل وتفهمه واقتباله بحيث يعطي الحياة معناها ويلهم من المشاعر والمواقف ما يستحيل بدونه شرحه من مثل: بذل الذات والتجرد والحلم والعدالة والالتزام والمصالحة ومعنى المطلق وغير المنظور وما شابه. وهذه كلها خصائص تتيح لهذا الشاب أن يتميّز عن أقرانه بوصفه تلميذ يسوع المسيح. ويعدّ التعليم المسيحي أيضًا للقيام بالواجبات المسيحية الخطيرة في سن البلوغ. وإذا نظرنا مثلًا إلى الدعوات الكهنوتية والرهبانية، فمما لا شك فيه أنّا نرى أن الكثير منها قد نشأ بوحي من التعليم المسيحي الملقّن في سن الطفولة والمراهقة. وهكذا نرى أن التعليم المسيحي يصبح، من سن الطفولة حتى عتبة البلوغ، مدرسة دائمة، فيتابع مراحل الحياة كمصباح ينير طريق الطفل والمراهق والشاب”[5].

كما توضح “مجموعة قوانين الكنائس الشرقية الكاثوليكية” أن إلقاء التعليم المسيحي هو واجب جسيم وضروري يقع على عاتق كل كنيسة وكل أسقف وكل راعي وخادم، وذلك لأهمية هذا التعليم في نضوج الإيمان المسيحي، وتثبيت المعرفة الراسخة والاتحاد الوثيق بالسيد المسيح: “قانون 617: على كل كنيسة متمتعة بحكم ذاتي، ولا سيما على أساقفتها، واجب جسيم في أن يلقي التعليم المسيحي، لكي يبلغ به الإيمان نضوجه ويتكوّن تلميذ المسيح بمعرفة تعاليم المسيح معرفة أعمق وأوفق، والاتحاد بشخصه يومًا فيومًا”[6].

بجانب نص هذا القانون، يضيف قداسة البابا يوحنا بولس الثاني، أن لجميع أبناء الكنيسة الحق في تلقي خدمة التعليم المسيحي، كما أن عليهم واجب المشاركة في تأدية هذه الرسالة، وخاصة فئة الشباب من الشمامسة والرهبان والعلمانيين: “وإنّا لنجرؤ على القول أخيرًا إن ما من أحد في كنيسة يسوع المسيح باستطاعته أن يعتبر نفسه معفي من واجب تلقن التعليم المسيحي. ونفكر هنا أيضًا بالطلاب الإكليريكيين الشبان وأعضاء الرهبانيات الشبان وبجميع الذين يجري إعدادهم للقيام بوظيفة رعاة ومعلمي التعليم المسيحي. وانهم ليحسنون القيام بهذه الوظيفة على قدر ما يضعون أنفسهم بتواضع في مدرسة الكنيسة التي هي، في وقت معًا، خير من علّم وتعلّم التعليم المسيحي”[7].

تُعتبر مهمة تلقين التعليم المسيحي، وخاصة بالنسبة للصغار والناشئين، من بين المهام الأساسية التي تهتم بها الكنيسة، وتبذل أقصى ما في وسعها للقيام بها خير قيام، كما توليها الأولوية في التخطيط الرعوي، وتفضلها على ما سواها من أعمال ومشاريع كنسية.

في هذا المجال، يبيّن قداسة البابا يوحنا بولس الثاني العلاقة بين الاهتمام برسالة التعليم المسيحي وحيوية وتجدّد الكنيسة المحلية والجامعة على السواء. ويرى قداسة البابا في هذه الرسالة ما يدعم وينعش حياة الكنيسة داخليًا، وما يعزز نشاطها الإرسالي خارجيًا، لذلك يطالب بالعمل الجاد وبذل كل الجهد من أجل تنظيم وتطوير هذه الخدمة: “وبقدر ما تظهر الكنيسة المحلية والجامعة بأنها تولي التعليم المسيحي الأولوية وتفضله على ما سواه من أعمال ومشاريع قد تكون دانية الثمار، فإنها تجد بالقدر عينه في التعليم المسيحي ما يوطد حياتها الداخلية بوصفها جماعة مؤمنين، ويركز نشاطها الخارجي بوصفها إرسالية. في بداية هذا القرن الحادي والعشرين، يدعو الله الكنيسة، كما تدعوها الأحداث التي هي نداءات صادرة عنه، إلى تجديد اهتمامها بالنشاط المبذول في التعليم المسيحي بما أنه يشكل جانبًا هامًا من مهمتها. والكنيسة مدعوة إلى تكريس خير ما عندها من قوى، بشرًا وإمكانات، للتعليم المسيحي غير مدخرة وسعًا ولا جهدًا ولا طاقات مادية بغية تنظيمه وتهيئة أناس أكفاء يتولون تلقينه. وليس هذا حسابًا بشريًا، لكنه موقف إيمان، وتشد إلى موقف الإيمان هذا دائمًا أمانةٌ لله الذي ما تغاضى يومًا عن الجواب”[8].

ونظرًا لأهمية رسالة التعليم المسيحي في الكنيسة، يكرر قداسة البابا تعليمه عن ميزة وضرورة هذه الرسالة، وعن خدمة معلمي التعليم المسيحي ودورهم في تقوية وإحياء الجماعات المسيحية: “وبالرغم من تعدد الخدمات الكنسيّة داخل وخارج الكنيسة، فإن خدمة معلمي التعليم المسيحي تبقى دائمًا ضرورة لها ميزتها الخاصة: إن معلمي التعليم المسيحي عناصر متخصصة وشهود مباشرون بالإنجيل لا غنى عنهم، يمثلون القوة الأساسية للجماعات المسيحية وبخاصة للكنائس الفتية”[9].

3. أبعاد رسالة التعليم المسيحي

تتضمن رسالة التعليم المسيحي أبعادًا رعوية متنوعة، ينبغي أن تنال الانتباه اللازم، والاهتمام اللائق بها، وتوضح الملاحظات التالية بعضًا من هذه الأبعاد:  

نلاحظ أن مناهج تعليم الدين المسيحي في المراحل الدراسية المختلفة، في بلاد الشرق الأوسط، التي يتم تدريسها في المدارس، العامة والخاصة والأهلية والنظامية، هي مناهج غير متكاملة، وينقصها الكثير من التعاليم الدينية والحقائق الإيمانية، وخاصة في ما يتعلق بالأسرار المقدسة وطقوس العبادة المسيحية وتاريخ الكنيسة الجامعة. كما نلمس حشو هذه المناهج بكم هائل من المواد الإعلامية والتيارات الفكرية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وللأسف فإن بعضًا من هذا الحشو الإعلامي والفكري لا يتوافق مع حقائق الإيمان المسيحي القويم. مما يجعلنا نشعر بالاحتياج الملح إلى ضرورة اهتمام الكنيسة والرعية بمهمة تعليم أبنائها وبناتها، خاصة طلاب المدارس العامة والأهلية والنظامية، والعمل على استكمال تربيتهم المسيحية والاعتناء بتلقين ما ينقصهم من تعاليم وحقائق إيمانية، وتعليمهم كل ما يتعلق بالأسرار المقدسة والطقوس الدينية والتاريخ الكنسي وأمور ديننا وخصائص إيماننا وكنيستنا.

نلاحظ أيضًا، أن خدمة التعليم المسيحي في كنائسنا ورعايانا تكاد تكون قاصرة ومنحصرة على فئة أطفال المرحلة الابتدائية، من خلال فصول التربية الكنسيّة أو مدارس الأحد، وللأسف ففي الكثير من الأماكن، لا يتابع هذه الخدمة جميع صغار وأطفال الرعية. هذا يجعلنا ننادي بضرورة أن تمتد رسالة التعليم المسيحي لتشمل كل فئات المؤمنين بالرعية، وخاصة فئات الشباب والشابات والكبار، رجالًا وسيدات، والاهتمام بمواصلة تكوينهم الإيماني والديني، وتعليمهم كل ما يخص آداب الحياة والسلوك المسيحي. كما نرى ضرورة التجديد والتطوير المستمر لخدمة مدارس الأحد، وذلك  بتكوين  المعلمين الأكفاء للقيام بهذه الرسالة، وبإعداد المناهج الحديثة وتوفير وسائل الإيضاح المناسبة لها، والاهتمام بحصر وتعداد ومعرفة أسماء كل الأطفال بالرعية، والعمل على توفير وتأمين هذه الخدمة لهم جميعًا.

لهذا يدعو المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني الآباء الرعاة والخدام إلى بذل كل جهدهم في تقديم دروس التعليم المسيحي لكل فئات المؤمنين، صغارًا وكبارًا، وخاصة للشبيبة: “لذلك يذكّر المجمع رعاة النفوس بواجبهم الخطير في أن يعملوا كل ما في وسعهم ليستفيد المؤمنين جميعًا بهذه التربية المسيحية، ولا سيما الشباب الذين هم أمل الكنيسة”[10].

كما خصصت “مجموعة قوانين الكنائس الشرقية الكاثوليكية”، القوانين من رقم 614 إلى رقم 624، المادة الثانية من الباب الخامس عشر “سلطان التعليم الكنسي”، من أجل تنظيم خدمة وممارسة التعليم المسيحي. من بين هذه القوانين، نشير إلى القانون رقم 624، البند1، الذي يرجو من الأب الراعي أن يبذل أقصي جهده في خدمة رسالة التعليم المسيحي، وأن يعمل على توفيرها وتقديمها لكل أبناء رعيته. كما نشيـر إلى القانون رقم 626، الذي يطالب جميع المهتمين بخدمة التعليم المسيحي بأن يكونوا أمناء في تعليمهم، وأن يقوموا به بكل إخلاص، وبطريقة مفهومة ومناسبة لتلاميذهم: “قانون 624، البند1: على الراعي، مع أخذ القواعد التي تقررها السلطة المختصة بعين الاعتبار، أن يبذل قصارى جهده لإلقاء التعليم المسيحي على جميع الموكّلين إلى عنايته الرعوية، أيا كان سنهم وأوضاعهم”[11]

” قانون 626: لا ينسى جميع الذين يؤدون الخدمة بإلقاء التعليم المسيحي أنهم يمثلون الكنيسة وأنهم أرسلوا إلى تبليغ كلمة الله الموحى بها لا كلمتهم هم، لذلك عليهم أن يقدموا عقيدة الكنيسة المستقيمة، وإن بطريقة مناسبة لتلاميذهم ومتفقة مع ما تقتضيه ثقافتهم”[12].

أيضًا، يدعو مجمع الإكليروس الآباء الرعاة والخدام للاعتناء بأن تنال رسالة التعليم المسيحي دورًا هامًا في الأوساط العائلية والجمعيات الرسولية، ويضمنوا تقديمها إلى كل فئات المؤمنين، ويعملوا على توفير كل الوسائل التربوية والإعلامية، الممكنة والمتاحة، للمساعدة في تقديم هذه الرسالة بطريقة واضحة وجذّابة، ويهتموا بشرحها بأسلوب جيد يتناسب مع ظروف أبناء الرعية، ويستعينوا بكتاب “التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية”، كمرجع أساسي في فهم واستيعاب التعليم الكنسي بصورة صحيحة: “على الكاهن بصفته معلمًا ومثقفًا للإيمان، أن يُعني بأن يحتل التعليم المسيحي مكانًا مميزًا في التربية المسيحية، ضمن العائلة، وفي التعليم الديني وفي الحركات الرسولية… وليهتم أيضًا بأن يصل التعليم المسيحي مستعينًا بكل الوسائل التربوية، والوسائل الإعلامية التي تمكن المؤمنين، بطريقة تتناسب مع ميزاتهم وطاقاتهم وسنهم وظروف حياتهم، من أن يتلقنوا العقيدة المسيحية بوجه أكمل ويعكسوها في حياتهم بوجه أنسب. لهذا الغرض، لن يفوّت الكاهن على نفسه أن يتخذ من كتاب “التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية” مرجعًا رئيسًا، يجد في مضمونه قاعدة مكفولة وصحيحة لما تعلمه الكنيسة”[13].

4. تجديد رسالة التعليم المسيحي

نظرًا لأهمية رسالة التعليم المسيحي، يجب العمل على تجديدها وتطويرها المستمر، والاهتمام بالإعداد والتكوين الجيد لخدام وخادمات التربية الكنسيّة أو مدارس الأحد، ووضع المناهج والبرامج الدينية بطريقة تربوية عصرية وملائمة، وابتكار الأساليب الشيّقة والجذابة، والوسائل التوضيحية المناسبة، واستخدام ما تقدمه التقنية العلمية المتطورة من وسائل اجتماعية حديثة للإعلام والاتصال مثل: الكتب، المجلات، النشرات، الصحافة، المسرح، الإذاعة، السينما، التليفزيون، الفيديو، الانترنيت … الخ. وعن ضرورة التجديد المستمر لرسالة التعليم المسيحي، واستعمال وسائل الاتصال الحديثة في إعلان كلمة الله، يتحدث قداسة البابا يوحنا بولس الثاني قائلًا: “ويحتاج التعليم المسيحي أخيرًا إلى تجديد مستمر يتناول توسيع مفهومه على نحو ما، وطريقة تعليمه، والعمل على الاهتداء إلى لغة ملائمة له، واستعمال الوسائل الحديثة لنقل البشارة استعمالًا مثمرًا مجديًا”[14].

يواصل قداسة البابا الحديث عن ضرورة تجديد رسالة التعليم المسيحي، ويوّجه نداء حارًا إلى الآباء الرعاة والخدام، يشجعهم فيه على بذل أقصى جهدهم من أجل تنظيم ممارسة رسالة التعليم المسيحي في الرعية، كما يناشدهم، بكل محبة، بعدم ترك أو إهمال هذه الخدمة، وعدم حرمان أحد من أبناء الرعية منها:  ”أما أنتم، أيها الكهنة، فهوذا أمامكم حقل، أنتم فيه أقرب المعاونين لأساقفتكم. لقد دعاكم المجمع “مربي الإيمان”. أفلا تكوّنونهم، على أفضل وجه، إذا بذلتم أقصي الجهد للعمل على تنمية جماعاتكم في الإيمان؟ إن الكنيسة لترغب في ألا تدخروا وسعًا في سبيل تنظيم التعليم المسيحي أحسن تنظيم وتوجيهه أحسن توجيه، سواء أكنتم تخدمون رعية، أم كنتم مرشدين روحيين في  المدارس، أو المعاهد، أو الجامعات، أم كنتم تعنون بالشؤون الرعوية على أي مستوى كان، أم كنتم مسؤولين عن جماعات صغيرة أو كبيرة، ولا سيما فئات الشبان منها.  وان الشمامسة أو من سواهم من الخَدَمة، إذا تأتّى لكم أن يكون عندكم منهم، هم، بطبيعة الحال، معاونوكم في هذا المجال. ذلك أن لجميع المؤمنين الحق في تلقّن التعليم المسيحي، وعلى جميع الرعاة واجب تأمينه لهم. وإنّا نسأل الحكام المدنيين دائمًا أن يحترموا حرية تلقين التعليم المسيحي. وأما أنتم، يا خَدَمة المسيح، فنستحلفكم، بكل قوانا، بألا تسمحوا، لتقاعس الهمة ونقص الغيرة أو بسبب بعض الآراء المسبقة المضرّة، بأن يُحرم المؤمنون التعليم المسيحي. فلا يقالن: “الأطفال طلبوا خبزًا، ولم يكن من يكسره لهم”(مراثي 4:4)”[15].    

أيضًا، يطالب مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك بمصر بضرورة أن يكون لدى الشباب منهج خاص بالتعليم المسيحي، يبدأ من مرحلة الطفولة ويتدرج مع مراحل العمر، يوضح لهم، ويثبت في قلوبهم، حقائق الإيمان المسيحي، ويحميهم من تأثير البدع المنحرفة والأفكار الغريبة: “من الضروري أن يكون لديكم (الشباب) منهج للتعليم المسيحي متدرج، ليس فقط للشباب بل يبدأ من مرحلة الطفولة ويتدرج مع العمر حتى يتم تكوينكم طبقًا للفكر الكاثوليكي، هكذا تحمي الكنيسة شبابها من التيارات العالمية المنحرفة التي تتسرب إلى الشباب”[16].

خامسًا: الدورات التكوينية والمؤتمرات الرعوية

تعتبر الدورات والندوات التكوينية والمؤتمرات الرعوية من بين الوسائل الهامة، في عصرنا الحديث، للتكوين والتثقيف الديني لجماعات وفئات المؤمنين. في الآونة الأخيرة، نلاحظ بكل فرح، أن معظم الكنائس والإيبارشيات والرعايا قد أخذت على عاتقها تنظيم مثل هذه الدورات والندوات والمؤتمرات الرعوية العامة والخاصة، بهدف تكوين وتعليم أبنائها حقائق الإيمان، وتدريبهم على القيام بدورهم في الرسالة والخدمة.

يشترك في هذه الدورات والمؤتمرات جماعات معينة، أو فئات محددة، من أبناء الكنيسة، يجتمعون معًا في خبرة حياتية ومعيشة مشتركة، لمدة يوم أو ثلاثة أو أسبوع أو أكثر، ويدرسون ويتناقشون ويتبادلون سويًا ما يرونه مناسبًا من مواضيع وأفكار هامة تتعلق بحياتهم المسيحية، وبرسالتهم ودورهم في خدمة الرعية والكنيسة والمجتمع والوطن والعالم.

يتضمن برنامج هذه الندوات والمؤتمرات، العديد من المحاضرات اللاهوتية والتعليمية، والدروس الاجتماعية والثقافية، والمناقشات الجماعية حول المسائل الرعوية والإنسانية، كما يوجد هناك وقت مخصص لتبادل الخبرات التربوية والنفسية، وللتدريب العملي على الأنشطة والخدمات الروحية والرسولية والاجتماعية.

غاية ما نصبو إليه، هو التوسع في إقامة مثل هذه الدورات والمؤتمرات، ودعوة كل جماعات وفئات المؤمنين للمشاركة فيها، وتنظيمها على أعلى المستويات الكنسيّة والطائفية. كما نتمنى السعي المتواصل من أجل تطوير برامجها، والعمل على تطوير أهدافها، حتى تكون قادرة على تلبية جميع احتياجات شعبنا الروحية والدينية والثقافية والاجتماعية. هذه الدورات والمؤتمرات هي وسيلة جيدة  لإعداد وتنشئة أجيال الغد والمستقبل، وتكوين القادة والخدام من المؤمنين، وتحضيرهم للقيام برسالة التعليم المسيحي وسائر الخدمات الدينية والاجتماعية بالكنيسة والرعية والمجتمع.

نستعرض فيما يلي، على ضوء الوثائق المجمعية والرسائل والإرشادات الكنسيّة أهمية هذه الدورات والمؤتمرات، ودورها في التكوين الروحي والتثقيف الديني.

1. أهمية  الدورات والمؤتمرات

في مجال التكوين والتنشئة على العمل والخدمة الرسولية، يذكر لنا المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني أن من بين الوسائل الجديرة بالإتباع، في هذا الشأن، إقامة وتنظيم الدورات والندوات والمؤتمرات الروحية والرعوية: “تتوفر اليوم لدى العلمانيين المكرسين للرسالة، العديد من الوسائل المؤدية إلى التكوين: من دورات، ومؤتمرات، ورياضات وممارسات روحية، ولقاءات متواترة، ومحاضرات، وكتب تفسير، مما يتيح التعمق في معرفة الكتاب المقدس، والتعليم الكاثوليكي، مع التقدم في الحياة الروحية، والتعرف على أوضاع الحياة في العالم، واكتشاف أنجح الأساليب الملائمة وطرق استخدامها لنجاح العمل الرسولي”[17].

يعتبر مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في مصر، الدورات الخاصة بتكوين الشباب بمثابة ضرورة حياتية لتجديد وحيوية مستقبل الكنيسة، لهذا يناشد الآباء الرعاة والخدام بضرورة القيام بتنظيمها والاعتناء بها. كما تدعو اللجنة الأسقفية للشباب إلى الاهتمام المكثّف بتلك الدورات التكوينية الخاصة بإعداد القادة من الشباب، والتي تهتم بتدريبهم على أساليب الخدمة الروحية، والقيادة الاجتماعية الحديثة، وذلك من أجل تأمين استمرارية رسالة وخدمة الكنيسة، والعمل على تقدمها ونموها مستقبلًا: “الاهتمام بالدورات التكوينية ضرورة حياتية، وبخاصة بما يتعلق بإعداد قادة لاجتماعات الشباب. إذ لا معنى لوجود منهج بدون قادة تطبقه بكفاءة وتوصله سليمًا إلى اخوتهم. لذلك يحث مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك الرعاة على الاهتمام بتكوين هؤلاء القادة تكوينًا علميًا مدربًا على أساليب القيادة الحديثة. فشبابنا يعاني من غياب مثل هؤلاء القادة القادرين على قيادة الاجتماعات بطريقة فعالة مما يعني عدم استمرار ونمو كنيسة المستقبل. إذ بدون شباب لا مستقبل للكنيسة. فاللجنة الأسقفية للشباب تناشد الآباء الكهنة بضرورة التثقيف الشخصي في هذا المجال وذلك بالاهتمام بكل ما يصدر من دراسات عن الشباب لكي يبقوا مؤهلين للتعامل مع الشباب ومع القادة خاصة، وذلك  نظرًا للتغيرات السريعة المتلاحقة في حقل التربية وقيادة الجماهير. هكذا يجتذبون الشباب إلى الكنيسة وإلى ممارسة الأسرار والصلاة. وهذا ما يعلمنا إياه التاريخ، فكم من الشباب أصبحوا من العظماء بفضل قيادة واعية خلاقة”[18].

2. الدورات والمؤتمرات والتثقيف الديني

تساهم الدورات والندوات التكوينية والمؤتمرات الرعوية، بصورة فعالة