الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

فى قمة الأديان.. القيادة المصرية والأزهر والكنائس يواجهون التغير المناخي.. السيسي: المناخ من أكبر التحديات الراهنة.. شيخ الأزهر: القرآن يحث على عدم الإفساد.. البابا فرنسيس: علينا التعجيل بالتغيير

قادة الأديان
قادة الأديان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news


فيما يشبه الأممية الدينية «الفاتيكانية»، اختتم المؤتمر الذى عقد تحت عنوان «الإيمان والعلم» والتى تعد تمهيدا لمؤتمر الأمم المتحدة السـادس والعشرين لتغير المناخ، هل مايحدث الآن سياسة فقط أم إيمان بفكرة الحوار والحفاظ على الإنسانية؟ وتبقى التساؤلات:
هل سيحدث شيء لو قادة الأديان عملوا على الضغط على صانعى السياسات؟، هل سنشهد تغييرا فى الخطابات الدينية تدل على سيطرة التيار الليبرالى أو العلمانى من خلال تصالح الدين مع العلم والعلماء فى ظل الظروف الراهنة؟، أم أن المؤسسة الدينية سيصبح لها دور مجتمعى وسياسى واضح وصريح؟، هل الدول التى ترعى صناعة وبيع السلاح سيكون لها وجهة نظر أخرى، وما نتوقع منها الوقت المقبل؟، ماذا عن التيارات الأصولية والعلمانية وقضية تغيير المناخ فى الوقت المقبل مما ينعكس على كثير من قضايا هل سنشهد الفترة المقبلة مشاريع مشتركة بين الأديان العالمية؟، فى كل الأحوال نعود إلى المؤتمر ونبقى الإجابات عن الأسئلة السابق طرحها للمستقبل القريب.
تم يوم الإثنين 4 أكتوبر خلال اللقاء الذى عُقد فى الفاتيكان بعنوان «الإيمان والعلم» مشترك يحمل توقيع البابا فرنسيس والقادة الدينيين، وتحدث «النداء» عن التجمع اليوم وبعد شهور من الحوار بين القادة الدينيين والعلماء، لزيادة الوعى بالتحديات غير المسبوقة التى تهدد بيتنا المشترك الجميل.
وأكد «النداء» أن الإيمان يعلِّم واجب الاهتمام بالعائلة البشرية والبيئة التى تعيش فيها، كما وشدد على الاعتماد المتبادل فيما بيننا ومع الطبيعة وعلى أننا لسنا أسياد كوكبنا وموارده»، مشيرا إلى ارتباط المشكلات العديدة التى تواجه البشرية بأزمات فى القيم الأخلاقية والروحية.
وأضاف أننا مدعوون إلى العناية بأجيال المستقبل، وعلينا واجب أخلاقى هو التعاون من أجل علاج الكوكب، وعلينا مواجهة هذه التحديات من خلال المعرفة العلمية وحكمة الأديان. وأكد الموقعون أنه قد حانت لحظة القيام بعمل محوِّل كمسئولية مشتركة.
وتابع «النداء» متحدثًا عن الحاجة إلى إطار من الرجاء والشجاعة وأيضا إلى تغير فى مفهوم التنمية، وتوقف عند التغيرات المناخية باعتبارها تهديدًا خطيرًا، ودعا بالتالى إلى عمل مناخى مشترك على جميع المستويات.
وأشار «النداء» فى هذا السياق إلى ضرورة إيقاف انبعاثات الكربون فى أسرع وقت ممكن مع ريادة للدول الأكثر رخاءً فى تقليص الانبعاثات وتمويلها التقليص لدى الدول الأكثر فقرا.
تحدث «النداء» أيضًا عن ضرورة تبنى الحكومات كل إجراءات لإيقاف ارتفاع درجة الحرارة عند درجة ونصف مقارنة بالمستويات ما قبل الصناعية. كما ويطالب النداء الدول ذات المسئولية والإمكانيات الأكبر بتوفير تمويلات لدعم الدول الضعيفة، وشدد على أهمية الاهتمام بحقوق الشعوب الأصلية والجماعات المحلية.
وطالب «النداء» من جهة أخرى الحكومات بطموح وتعاون دولى أكبر من أجل تحول إلى الطاقة النظيفة، تطبيقات مستدامة فى مجال استخدام الأراضي، تغيير النظم الغذائية كى تكون صديقة للبيئة ومحترِمة للثقافات المحلية، القضاء على الجوع وتشجيع أساليب حياة واستهلاك وإنتاج مستدامة.
ويدعو «النداء» المؤسسات المالية والمصارف والمستثمرين إلى تبنى تمويل مسئول، أما إلى منظمات المجتمع المدنى وإلى الجميع فتوجَّه الدعوة إلى مواجهة التحديات بروح التعاون، هذا ومن بين ما شدد «النداء» على أهميته تعميق الجهود من أجل تغير فى القلوب لدى أعضاء تقاليدنا فيما يتعلق بعلاقتنا بالأرض وبالأشخاص الآخرين، تشجيع المؤسسات التربوية والثقافية على تعزيز التربية على الإيكولوجيا المتكاملة وجعلها أولوية، المشاركة فى النقاش العام حول قضايا البيئة، تأكيد ضرورة تقليص انبعاثات الكربون، وتشجيع الجماعات على تبنى أسلوب حياة مستدام.
من جانبه قال فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إن الإسلام لا ينظر إلى الوجود المادى الساكن نظرته لكائنات ميتة لا وعى لها ولا إدراك، بل على العكس ينظر إلى عوالم هذا الوجود من إنسان وحيوان ونبات وجماد بحسبانها موجودات حية تعبد الله وتسبحه فى لغة لا يفقهها الإنسان، مؤكدا أننا إذا سلمنا بأنها كائنات تسبح فلا مفر من التسليم بأنها كائنات حية؛ إذ من البديهى أن الجسد الميت لا يتصور منه تسبيح ولا عبادة.
وأضاف فضيلته خلال كلمته فى قمة قادة الأديان بشأن تغير المناخ تحت عنوان «الإيمان والعلم» والتى تعد تمهيدًا لمؤتمر الأمم المتحدة السـادس والعشرين لتغير المناخ، أن قصة الخلق فى القرآن كما هى فى الكتاب المقدس السابق عليه تؤكد على أن أول إنسان نزل على الأرض نزل بوصفه خليفة عن الله فيها.
عقد فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، والبابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، لقاء وقمة خاصة بحاضرة الفاتيكان، عقب مشاركتها فى قمة قادة الأديان بشأن تغير المناخ، وخلال اللقاء الذى جمعهما، ناقش شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان القضايا الدينية والإنسانية والأخلاقية التى تؤرق العالم اليوم، والتحديات التى فرضتها التغيرات والأحداث على الساحة العالمية، والدور الحقيقى الذى يقع على عاتق قادة الأديان وعلماء الدين ليساهموا بدور فعال فى التقليل من حدة الاحتراب والانقسام التى تعانيه مناطق متفرقة حول العالم، ومجابهة الأفكار المتطرفة والمخالفة لما نادت به الرسالات السماوية السمحة.
وفى إطار اللقاء ألقى البابا فرنسيس كلمة قال فيها إن جميع الأمور متصلة ببعضها البعض، وكل شىء فى العالم مرتبط بشكل وثيق. ليس العلم فقط، وإنما أدياننا وتقاليدنا الروحية تسلط الضوء أيضًا على هذا الارتباط الموجود بيننا جميعًا وباقى الخليقة.
وتابع: «نحن نرى علامات التناغم الإلهى الموجودة فى العالم الطبيعى لا وجود لمخلوق مكتفٍ بذاته؛ كل مخلوق موجود فقط بالاعتماد على المخلوقات الأخرى، لكى يكمل أحدهما الآخر، فى الخدمة المتبادلة. يمكننا أن نقول تقريبًا إن الخالق قد أعطاه للآخرين لكى يتمكنوا من أن ينموا ويحققوا ذواتهم بشكل كامل فى علاقة محبّة واحترام. نباتات ومياه وكائنات حية يرشدها قانون طبعه الله فيها من أجل خير الخليقة كلِّها».
وأضاف: «الحبر الأعظم يقول إنَّ لقاء اليوم، الذى يوحد العديد من الثقافات والروحانيات بروح الأخوة، يعزز الوعى بأننا أعضاء فى عائلة بشرية واحدة: لكل منا إيمانه وتقاليده الروحية، ولكن لا توجد حدود أو حواجز ثقافية أو سياسية أو اجتماعية تسمح لنا بعزل أنفسنا. ولكى نسلِّط الضوء على هذه النظرة، نريد أن نلتزم بمستقبل يتشكل من الاعتماد المتبادل والمسئولية المشتركة».
واختتم البابا فرنسيس كلمته بالقول: «نظرة الترابط والمشاركة، محرك الحب والدعوة إلى الاحترام. إنها ثلاث كلمات أساسيّة يبدو لى أنها تنير عملنا للعناية بالبيت المشترك. إنَّ مؤتمر الأمم المتحدة للتغيّر المناخى (COP26) فى غلاسكو مدعوٌّ بشكل مُلحٍّ لكى يقدِّم أجوبة فعالة للأزمة البيئية التى لم يسبق لها مثيل ولأزمة القيم التى نعيشها، وبالتالى لكى يقدّم رجاء ملموسًا للأجيال القادمة: ونحن نرغب فى أن نرافقه بالتزامنا وقربنا الروحي».

الكنيسة القبطية الأرثوذكسية 
وقال الأنبا برنابا أسقف تورينو وروما للأقباط الأرثوذكس، خلال مشاركته اللقاء نائبًا عن البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، إن الكنيسة تعلم بأننا عندما نهتم بخليقة الله هناك ثلاثة محاور رئيسية من التعليم الاجتماعى المسيحى تنطبق بطريقة معينة على اهتمام الكنيسة بالبيئة أولًا: الاهتمام بالبيئة يدعو إلى احترام حياة الإنسان وكرامته كما قال الكتاب المقدس «وَلاَ تُنَجِّسُوا الأَرْضَ الَّتِى أَنْتُمْ مُقِيمُونَ فِيهَا الَّتِى أَنَا سَاكِنٌ فِى وَسَطِهَا».
ثانيًا: مع تزايد الترابط بين العالم لدينا دعوة لتعزيز الصالح العام وفضيلة التضامن.
ثالثًا: فى الاهتمام بالبيئة نتحمل مسئولية خاصة تجاة إخواتنا الفقراء والضعفاء وهم الأكثر تضررا والأقل سماعا فى العالم. برنامج الأمم المتحدة فى تعزيز القدرة على الصمود فى مجال التكيف مع تغيير المناخ وإعادة استصلاح الأراضى كما يعنى هذا أيضا العمل مع الحكومات لضمان إدراج هذه المبادرات فى النظم الوطنية بما فى ذلك آليات الإنذار المبكر والحماية الاجتماعية والآليات المالية أو التأمينية.

الإنجيلية : «كوب 26» يواجه تحديات غير مسبوقة.. وعلينا التكاتف والتعاون مع صانعى القرار للحفاظ على الإنسانية والبشرية
قال الأسقف شوماخر الأمين العام للاتحاد العالمى الإنجيلي، إنه يتوجه بالشكر إلى اثنين منهم قداسة البابا فرنسيس لعقد هذا اللقاء، وهذا اللقاء ليس صدفة لكنه مجهود عظيم بذل للحفاظ على الإنسانية والكون، وجلسنا منذ ه سنوات للإعداد والترتيب لعقد هذا اللقاء العالمي، الذى يجمع كل القيادات الدينية حول العالم. 
وأضاف أمين عام اتحاد العالم الإنجيلي، بان كوب ٢٦ سيجمع رؤساء الدول حول العالم فى اجتماع ليس يجرى كل يوم، وما نشهده بشأن التغيرات المناخية غير موعود.
وكشف بان المجموعة على عاتقنا الاهتمام والعناية والخليقة وكوكبنا، اجتمعنا لشهور لمناقشة هذه التطورات، اجتمعنا مع رجال العلماء ورجال العلم، ونحن أصدقاء، لكننا لسنا فى احتياج أن نجلس لشهور كثيرة وطويلة لكى نعمل على إنقاذ البشرية. 
وتابع: غير معهود أننا نتحاور مع العلماء لشهور كما فعلنا، ولكن هذا جاء بشأن أمر طارئ، وأعطينا المثل بتوظيف الوقت والقدرات والآن نسلمكم هذه الرسالة « كوب ٢٦»، فالتحديات غير مسبوقة التى تهدد بيتنا المشترك، ويجب علينا أن نتكاتف ونساهم مع المجتمع للعمل مع صانعى القرار على الحفاظ على الإنسانية والبشرية.

قضية تغيير المناخ
أكد الرئيس السيسى من قبل عن اهتمام مصر السابق لقضية تغيير المناخ، وذلك أثناء مشاركته عبر تقنية الفيديو فى الاجتماع الذى نظمه بنك التنمية الأفريقى بالتعاون مع المركز العالمى للتكيف تحت عنوان «حوار القادة حول التداعيات الطارئة لجائحة كورونا وتغير المناخ فى أفريقيا»، أن تغير المناخ من أكبر التحديات الوجودية التى تكبد خسائر فادحة فى أفريقيا، من جراء الأحداث المناخية القاسية التى تنجم عن الظاهرة.
وشهد الاجتماع مشاركة رؤساء الدول والحكومات الأفارقة، والرئيس الفرنسى إيماويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، فضلًا عن الأمين العام للأمم المتحدة وعدد من رؤساء المنظمات الدولية وكبار المسئولين المعنيين بمسائل تغير المناخ على المستوى الدولي.
وأكد السيسى فى كلمته، أهمية تعزيز تمويل المناخ الذى تقدمه الدول المتقدمة إلى الدول النامية لصالح التكيف وبناء القدرة على تحمل الآثار السلبية لتغير المناخ، فضلًا عن التزام مصر القوى والممتد إزاء جهود التكيف مع تغير المناخ، وشدد السيسى على التزام مصر المناخي، سواء داخليًا من خلال بلورة استراتيجية وطنية متكاملة حول تغير المناخ يمثل التكيف فيها محورًا رئيسيًا، أو إقليميًا عن طريق إطلاق مصر للمبادرة الأفريقية للتكيف فى 2015، أو دوليًا عبر الرئاسة المشتركة مع المملكة المتحدة للتحالف المشترك للتكيف مع تغير المناخ الذى يعد ركيزة أساسية فى تعزيز جهود التكيف العالمية.
كما أشار الرئيس السيسى إلى تقدم مصر بعرض رسمى لاستضافة الدورة الـ27 لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ، مؤكدًا سعى مصر لجعلها علامة فارقة على طريق دفع موضوعات التكيف لتصدر الأجندة الدولية لتغير المناخ، وذلك فى إطار الجهود المصرية الحثيثة لتعزيز مصالح القارة الأفريقية على كل المستويات.
وأشار السيسى إلى تفاقم أزمات الشُح المائى فى بعض دول القارة الأفريقية، ومن ضمنها مصر، وذلك على نحو بات يهدد مستقبل الشعوب الأفريقية ويؤثر على أمنها وسلامتها.