الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

بسبب فيروس كورونا.. المعارضة الإيرانية تنظم أكبر تجمع عالمي‌ على الإنترنت.. محاسبة نظام الملالي ووضع حد لإفلات طهران من العقاب.. مقاطعة انتخابات 2021 تجربة للتأثير الفعال للانتفاضة

رئيسة إيران في المنفى
رئيسة إيران في المنفى مريم رجوي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تنظم المعارضة الإيرانية التي مقرها باريس بزعامة رئيسة إيران في المنفى مريم رجوي، أكبر تجمع عالمي‌ لإيران الحرة يُعقد على الإطلاق، سيكون هذا العام عبر الإنترنت وتقنية الفيديو يبدأ الحدث في 10 يوليو ويستمر حتى 12 يوليو.
وبالتزامن مع القمة، تُعقد مسيرات في أشرف 3، الموطن الألباني لآلاف أعضاء منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، وكذلك في عشرات المواقع في جميع أنحاء أوروبا والولايات المتحدة.
كانت المعارضة الإيرانية تنظم خلال السنوات السابقة تجمعها العام في باریس لکن هذا العام تقرر أن یقام بصورة افتراضية عبر الإنترنت بسبب جائحة کورونا.
 سیناشد المؤتمر العام محاسبة نظام الملالي ورئيسه إبراهيم رئيسي وذلك من ‌أجل وضع حد لإفلات طهران من العقاب، ورفض التعامل الدولي مع نظام يقوده رئيسي.
من المتوقع أن يشارك عشرات الآلاف من الإيرانيين في هذا التجمع الدولي الكبير، إلى جانب نشطاء مؤيدين للديمقراطية من جميع أنحاء إيران، ودعاة عالميين للديمقراطية، وكبار المشرعين، ومسؤولين حكوميين كبار سابقين، وشخصيات بارزة أخرى من الولايات المتحدة وأوروبا. وأستراليا والشرق الأوسط. سيرکز المؤتمر على تعزيز السياسات والإجراءات المدنية التي تطالب بالمساءلة من قبل نظام الملالي في إيران خاصة رئيسه إبراهيم رئيسي.
سيؤكد المشاركون على رفض تواصل القوى الغربية أو المجتمع الدولي والعلاقات الدبلوماسية أو الاقتصادية مع نظام يتورط رئيسه في جرائم ضد الإنسانية. سيطالب المشاركون أيضًا بإنهاء الإفلات من العقاب الذي يتمتع به قادة طهران منذ فترة طويلة على الرغم من سجلهم الفظيع في الداخل والخارج.
وتعقد القمة في وقت تشهد إيران تغييرات كبيرة تسلط الضوء على حالة النظام المتردية والحالة المتفجرة للمجتمع الإيراني، وتشكل هذه التطورات مصدر قلق أكبر تجاه إيران من قبل المجتمع الدولي.
حيث يواجه النظام الأزمات من جميع الاتجاهات، ومرشده الأعلى على خامنئي قلق بشكل خاص من الانتفاضات الاجتماعية الضخمة التي تلوح في الأفق. وهكذا، وضع حدًا للعبة دامت ثلاثة عقود من الإصلاح الزائف تهدف إلى تخفيف الضغط من المجتمع الدولي، وبدلًا من ذلك، نصب رئيسي رئيسًا.
 لعب رئيسي دورًا مباشرًا في مذبحة 30000 سجين سياسي في عام 1988، وهذا الإرث من الوحشية يمهد الطريق لمزيد من القمع ضد المعارضة في محاولة لإحباط الانتفاضات التي ستطيح بالنظام.
إن مقاطعة غير مسبوقة على مستوى البلاد للانتخابات الصورية وجهت أكبر ضربة سياسية واجتماعية لخامنئي واستبداده الديني.
كان التقدير الرسمي لمشاركة الناخبين عبارة عن مبالغة بخمسة أضعاف في العدد الفعلي للأصوات المدلى بها. ومع ذلك، فقد اضطر النظام للإعلان أن 26٪ فقط من الناخبين المؤهلين أدلوا بأصواتهم في طهران، حيث تم الإدلاء بأكبر عدد من الأصوات الباطلة أيضًا.
قبلت الشبكة الاجتماعية لمنظمة مجاهدي خلق ووحدات المقاومة التابعة لها مخاطر هائلة وتجاهلت التهديدات الخطيرة من أجل القيام بحملة استمرت شهرين للترويج لمقاطعة الانتخابات الوهمية، أعضاء وحدات المقاومة هذه، إلى جانب نشطاء آخرين من مجاهدي خلق، سينقلون رسائل إلى القمة العالمية من إيران وسيجددون التزامهم بتعزيز أنشطتهم والسير نحو النصر وإسقاط الاستبداد الديني الحاكم في إيران.
لماذا التجمع الضخم للمقاومة الإيرانية هذا العام؟
إن المؤتمر العالمي لإيران حرة هو التجمع الضخم الـ18 للمقاومة الإيرانية وسيكون أهم تجمع للمقاومة الإيرانية خلال السنوات الأخيرة، فالعوامل المتغيرة جعلته يحظى بأهمية مضاعفة لعدة معطيات أبرزها:
ضعف الاستبداد الديني وأزمة الاحتكار المطلق
اضطر خامنئي لتغيير موقف حتمي وإقصاء العديد من عناصر السلطة. وأخيرًا، عيّن إبراهيم رئيسي جلاد مجزرة عام 1988 رئيسًا لجمهورية الملالي، واستكمالًا لسياسة انكماش نظامه الفاشي عيَّن غلام حسين محسني أجه رئيسًا للسلطة القضائية. وبهذه الطريقة احتكر السلطات الـ 3 احتكارًا مطلقًا للحكم.
الجدير بالذكر أن خامنئي قضى بهذا الإجراء على الإصلاحيين المزيفين أيضًا. وبناءً عليه، لم يعد قادرًا على مواجهة الانتفاضات الاجتماعیة، ولم يعد بإمكانه التحصن وراء عدم الكفاءة، وفساد الزمرة الإصلاحية وعدم كفاءتها، فضلًا عن أنه لم يعد بإمكان المساومين الأجانب الذين دائمًا ما كانوا يسعون إلى إيجاد تيار معتدل في نظام الملالي؛ الاعتماد على هذا النظام الفاشي بعد اليوم.
الوضع المتفجر في المجتمع الإيراني وتعميق الاصطاف حول المعارضة
وصل المجتمع الإيراني في مواجهته لنظام ولاية الفقيه في الانتفاضات الـ 3 التي اجتاحت البلاد في السنوات القليلة الماضية إلى مراحل أكثر اكتمالًا من حيث الوعي والنضال لنيل الحرية، ولا سيما انتفاضة نوفمبر 2019 التي كانت حجر الأساس لتنفيذ إستراتيجية انتصار المقاومة الإيرانية منذ 20 يونيو 1981 حتى الآن. وأظهرت راديكالية انتفاضة نوفمبر والاحتجاجات الطلابية برفع شعار "لا للشاه، ولا للشيخ" ذكاء الشعب الإيراني وكفاءته الكبيرة في التخطيط للتمتع بمستقبل حر وديمقراطي.
كانت مقاطعة انتخابات 2021 تجربة للتأثير الفعال لهذه الانتفاضة في عموم المدن الإيرانية، وأثبتت أنه لا يوجد أكثر من قطبين في إيران، هما:
1- نظام ولاية الفقيه بكل زمرته المهيمنة والمغلوبة على أمرها تحت أي مسمى أو ملصقًا.
2- الشعب الإيراني ومقاومته الباسلة وأي قوة تؤمن بأن الإستراتيجية الوحيدة لإنقاذ إيران هي الإطاحة بالاستبداد الديني.
ويواجه خامنئي الآن مجتمعًا متفجرًا. لذلك من المتوقع أن يكون أول خطأ يرتكبه هو آخر خطأ.
الظروف الإقليمية والدولية
أصبح نظام الملالي أكثر عزلة ومقاطعة مقارنة بالسنوات السابقة. فلم تكن طموحات للعودة إلى الاتفاق االنووي لعام 2015 ورفع العقوبات أكثر من وهم. وتسلط صحيفة "جهان صنعت" الضوء في 4 يوليو 2021 على فشل نظام الملالي في نفق المفاوضات غير المثمرة، قائلةً:
"لقد تمكنت أمريكا في عهد بايدن من العودة إلى مجموعة 5 + 1، بيد أنها ليست مستعدة على الإطلاق لرفع العقوبات الأساسية، ولا حتى كافة العقوبات التي فُرضت في عهد ترامب".
والحقيقة هي أن إرهاب نظام الملالي باستخدام الصواريخ وتدخله في بلدان المنطقة أصبح الآن حبل مشنقة يطوق عنقه. وكتبت صحيفة حكومية في هذا الصدد:
"يجب علينا من الآن فصاعدًا أن نطلق التحذيرات وندق أجراس الخطر من اليوم التالي لطبيعة أي تحرك تقوم به جمهورية إيران الإسلامية في إطار الاستراتيجيات الإقليمية على أساس" محور المقاومة ". (صحيفة "شرق"، 4 يوليو 2021).
موقف المقاومة الإيرانية
من مظاهر التقدم النوعي للمقاومة الإيرانية، هو نشاط ونضال 1200 صحفي ومراسل لتليفزيون الحرية للمقاومة الإيرانية (سيماي آزادي) على الرغم من أن القوات الأمنية لنظام الملالي كانت في حالة طوارئ وعلى أهبة الاستعداد في 400 مدينة محتلة؛ حيث تمكنوا من الإبلاغ عن مجريات الانتخابات بإرسال أكثر من 3500 مقطع فيديو. وهي مقاطع فيديو تستحق العرض على الجهات الدولية. وتمثل صورة للقاعدة الاجتماعية الضخمة لمجاهدي خلق أمام أعين العالم، وضربة مؤثرة موجهة لنظام الملالي.
إن الإعلان عن المؤسسين الـ 5 لجيش التحرير الوطني الإيراني، وبث صور لعشرات معاقل الانتفاضة الشجعان وكل منهم يحمل سلاحًا في يده، ويطلبون من مسعود رجوي العضوية في المؤسسين الـ 5 لجيش التحرير الوطني الإيراني ويؤدون اليمين؛ دليل على هيبة مقاومة الشعب الإيراني ومكانتها الرفيعة. وهذه الصور صدمت المجتمع الإيراني المضطهد.
ونشهد منذ المؤتمر العالمي لإيران حرة السابق، على وجه التحديد حتى هذا العام انتشارًا كبيرًا لشبكة أنصار منظمة مجاهدي خلق الإيرانية في مختلف المدن الإيرانية. وأدت الاعتقالات وترويع المواطنين ونشر الأفلام والمسلسلات والمقالات بغية الافتراء على مجاهدي خلق وتشويه سمعتهم والحيلولة دون انضمام جيل الشباب إليهم إلى نتيجة عكسية.
أما فيما يتعلق بالوضع الدولي للمقاومة الإيرانية ومجاهدي خلق فتكفي الإشارة إلى قرار حزبي الأغلبية في مجلس النواب الأمريكي الداعم لميثاق السيدة مريم رجوي الـ10 بنود من أجل مستقبل إيران، ورفض ديكتاتوريتي الشاه والشيخ. وهو من مظاهر تقدم المقاومة الإيرانية في مجال الدبلوماسية الثورية. ويتوجب عليهم إضافة إلى هذا البيان بيان الـ103 أعضاء من أعضاء المجلسين البريطانيين الداعم للسيدة مريم رجوي ومؤتمر إيران حرة.
وتم الآن جمع كل هذه الإنجازات لعرضها على العالم مرة أخرى في مؤتمر إيران حرة لعام 2021 ؛ باسم إيران والشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية. والحقيقة المؤكدة هي أن الإطاحة بالاستبداد الديني تأمل فرنسا أن تطل في الأفق لتصبح قاب قوسين أو أدنى. ويجب على المجتمع الدولي أن يدفع بمؤشرات الإطاحة إلى الأمام أكثر فأكثر لتتحقق قبل ساعة الصفر المحددة، وذلك بدعم المقاومة الإيرانية قدر الإمكان فهي سياسية علمانية معتدلة قائمة على التعاون بين الدول ومراعاة حسن الجوار.