السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

غادة عبد الرحيم تكتب: عالم الموسيقى «17».. الموسيقى بديلًا لـ«الكورتيزون» والبخاخات لعلاج «الربو»

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحدثنا في الحلقة السابقة عن أهمية الموسيقى في حياتنا، وأن الموسيقى توجد في داخلنا وأعضائنا، وحركاتها تدل على التناغم والإيقاع الداخلى، فدقات قلبنا إيقاع، وأصواتنا نغمات، وأن الموسيقى ما هى إلا إيقاع ونغم، كل اسم منا له إيقاعه الخاص، إذ إن أسماءنا بها موسيقى، كلامنا به موسيقى.. حتى أصواتنا تختلف عن بعضها؛ لأن كل صوت له نغماته الخاصة التى تختلف عن الأصوات الأخرى.. حتى خطواتنا بها إيقاع.

موتسارت» عزف الموسيقى في سن الرابعة
حتى الماء له صوت ونغمة خاصة به، والأشجار والطيور لها أصوات ونغمات، وكل الكائنات الحية لها أصوات ونغمات وإيقاعات مختلفة، إذًا في نهاية القصة لا بد أن نعرف أن الموسيقى موجودة في داخلنا، وفى أسمائنا، وفى البيئة المحيطة بنا، وليست الموسيقى في حجرة التربية الموسيقية، وفى النهاية لا بد أن نعرف أن الموسيقى مكوناتها هى الإيقاع والنغم.
النغم: هو العنصر اللحنى المرتبط بحدة أو غلظة الصوت، أى درجة الصوت مثل الفرق بين صوت الأب وصوت الابن.
الإيقاع: هو العنصر الزمنى في الموسيقى، والذى يحدد طول أو قصر النغمات أو تقسيمها لعدة أزمنة؛
وشرحنا بالتفصيل خلال الحلقات السابقة دور الموسيقى في تحسين كل من:«المهارة اللغوية، وتخفيف الآلام الجسدية وعلاج أمراض السرطان، وتحسين الصحة العقلية، وتحسين النطق عند الأطفال.
ومن عجائب العلاج بالموسيقى ما شرع فيه مؤخرا فريق من الأطباء الإنجليز بعلاج الربو بالموسيقى بديلا عن الكورتيزون والبخاخات، حيث وضع هؤلاء الأطباء ضمن برنامجهم العلاجى آلات موسيقية تعتمد على النفخ مثل المزمار والفلوت والترامبت والساكسافون، وبحسب رأى الكثير من المختصين فإن تلك الآلات تحسن وظائف الرئتين وتعلم المريض السيطرة على الحركات التنفسية، إضافة إلى أنها تساعد على فتح القصبات الهوائية المتشنجة.
وكما وعدناكم من ذى قبل سنضع أمامكم بعض الجلسات التطبيقية العلاجية والمقاييس النفسية وذلك للباحثين في مجال العلاج بالموسيقى أو للآباء والأمهات الراغبين في الاستزادة من هذا الأمر وإجراء تطبيقات عليه مع أبنائهم من خلال تلك الجلسات، لكن قبل ذلك علينا إعادة التذكير بأنواع وطرق العلاج
وهى عديدة لكن أغلبها يعتمد إما على الطريقة المستقبلة القائمة على الاستماع، أو على الطريقة النشطة القائمة على العزف على الآلات الموسيقية، ومن أساليب العلاج بالموسيقى:


علاج الموسيقى التحسينى
ومنه أسلوب نوردوف روبينز وأساليب أخرى. وتقوم فلسفة تلك الأساليب على تحفيز ردود أفعال المريض على جميع المستويات. وتقوم على الاتصال بالشخص في سياق التجربة الموسيقية.
الغناء والمناقشة
وهو أسلوب نمطى يستخدم في العلاج النفسي، وفى علاج مشكلات المراهقين وكبار السن، ويقوم على تحفيز الشخص المريض أو صاحب المشكلة على الاستجابة للمقطوعات الشعرية والموسيقى، وذلك بالتعبير عن الأفكار والمشاعر التى استثارتها فيه الأغنيات والنغمات.
الوصف التصويرى والموسيقى الموجه
وهو أسلوب يعتمد على الاستماع إلى الموسيقى الكلاسيكية مصحوبة بحالة من الاسترخاء العقلى والجسدى؛ لتحفيز الوصف التصويرى بهدف الوصول إلى الواقع الذاتى.

أسلوب أورف شولفيرك السريرى
ويستخدم للمساعدة في التعامل مع الأطفال الذين يعانون من الإعاقة الذهنية من خلال استخدام الحركة والإيقاع والأصوات واللغة والتعبير الموسيقى في أطر جماعية.
التدخل الإيقاعى الإفضائى
وهو برنامج علاجى موسيقى إيقاعى يستخدم أنماطًا إيقاعية معقَّدة؛ لتحفيز الجهاز العصبى المركزى للمساعدة في التحسين السلوكى والمعرفى طويل المدى في الأشخاص الذين يعانون من اختلالات عصبية بيولوجية.
طريقة Bonny
يتضمّن النهج الصور الموجهة مع الموسيقى. مع إضافة الموسيقى، حيث يُركّز فيها المريض على صورة يتم استخدامها كنقطة بداية للتفكير في أى مشكلات ذات صلة ومناقشتها، وتلعب الموسيقى دورًا أساسيًا في العلاج وقد يُطلق عليها “المعالج المساعد”، كما تؤثر احتياجات وأهداف المريض الفردية على الموسيقى التى يتم اختيارها للدورة.



طريقة Dalcroze Eurythmics
هى طريقة تستخدم لتعليم الموسيقى للطلاب والتى يمكن استخدامها أيضًا كشكل من أشكال العلاج. وتركز هذه الطريقة على الإيقاع والبنية والتعبير عن الحركة في عملية التعلم؛ لأن هذه الطريقة مناسبة لتحسين الوعى الجسدى، فهى تساعد المرضى الذين يعانون من صعوبات حركية بشكل كبير. وهى تنطوى على استخدام الإيقاع والتدوين والتسلسل والحركة لمساعدة المريض على التعلم والشفاء. وتم العثور على هذه الطريقة لتحسين التجويد والإيقاع ومحو الأمية الموسيقية، كما أن له تأثيرًا إيجابيًا على الوظيفة الإدراكية وتكوين المفاهيم والمهارات الحركية وأداء التعلم في بيئة علاجية.

طريقة العلاج بالموسيقى العصبية
يعتمد العلاج بالموسيقى العصبية على علم الأعصاب، حيث تم تطويره بالنظر إلى إدراك وإنتاج الموسيقى وتأثيرها على وظيفة الدماغ والسلوكيات، حيث يستخدم الاختلاف داخل الدماغ سواء مع الموسيقى أو بدونها ويتلاعب بها من أجل إثارة تغييرات الدماغ التى تؤثر على المريض. وتم الادعاء بأن هذا النوع من العلاج بالموسيقى يُغيّر ويُطوّر الدماغ من خلال الانخراط مع الموسيقى. وهذا له آثار على تدريب الاستجابات الحركية، مثل النقر على الموسيقى، كما يمكن استخدامه في تطوير المهارات الحركية.

الجلسة التطبيقية الأولى للعلاج بالموسيقى
جلسة تحسين الوعى الصوتى وجودة الحياة، وتكون مدتها ٢٠ دقيقة، والهدف منها أن يكون الطفل قادرًا على تحسين وعيه الصوتى من خلال: الحد من صعوبة تعلم الطفل بعض حروف الكلمات، زيادة إدراك الطفل فينطق بعض الأصوات، زيادة إدراك الطفل لسماع نطق بعض الحروف والكلمات. ويتم استخدام فيها بعض الآلات الموسيقية كآلة الأورج، ولوحة مكتوب عليها كلمات من نشيد، وآلات الباند، المترونوم، وكروت مكتوب عليها بعض حروف الهجاء.

خطوات سير الجلسة
تطرح الباحثة أو الأم أسئلة على الطفل عن مدى حبه للموسيقى، وهل يحب حصة التربية الموسيقية ويهتم بها؟ وهل يستمتع في حجرة الموسيقى مع أصوات الآلات والغناء؟، ثم تبدأ في سرد قصة الموسيقى في حياتنا، وتدور أحداث القصة حول أهمية الموسيقى في حياتنا، وتشرح أن كل شيء في الكون له إيقاعه الخاص حتى أسمائنا وأصوات الأشياء حولنا من مياه وأشجار وطيور وكائنات حية.
ثم تبدأ الباحثة أو الأم في إسماع موسيقى مارش تركى للمؤلف موتسارت «جزء منها»، حيث تمتاز هذه المقطوعة بالحركة والسرعة؛ مما يبث في الطفل روح النشاط والحيوية.
إلى هنا سنقف في شرح تفاصيل الجلسة ونستكمل في الحلقة القادمة لأن ذكر «موتسارت» يستدعى أن نمنحه بعض السطور ليعرف الكبار قبل الصغار أن العبقرية ليس لها سن وأن قسوة الظروف تُخرج ما بداخلنا من إبداع فهذا الذى منحنا هذا الإرث العظيم من الموسيقى توفى ولم يتجاوز عمرها ٣٥ عاما.
موتسارت العبقرية الموسيقية الأعظم في التاريخ
موتسارت، من أشهر العباقرة المبدعين في تاريخ الموسيقى، نجح في إنتاج ٦٢٦ عمل موسيقي. والعجيب أن «موتسارت» بدأ ممارسة العزف في سن الرابعة، وفى سن السادسة بدأ بالمشاركة في الحفلات، وفى سن السابعة شارك موتسارت في جولة موسيقية جابت أوروبا مع أسرته، وفى سن الـ ١٣ قام بتأليف أول أوبرا إيطالية له في حياته.
في العام الذى ولد فيه «موتسارت»كان والده قد ألف كتابًا ناجحًا عن آلة الكمنجة، في السن الرابعة، أخذ والدى يعطيه دروسًا موسيقية كما لو أنها ألعاب، وهكذا استطاع تدريبه، فكان يعزف بانطلاق في دقة عظيمة، منضبطًا في الإيقاع... وفى سن الخامسة بدأ تأليف قطع موسيقية، وبرع في كل أنواع التأليف الموسيقى واتسمت كثير من أعماله بالمرح والقوة، كما أنتج موسيقى جادة لدرجة بعيدة، من أهم أعماله السيمفونية رقم ٤١ «جوبيتر» ودون جوفانى والناى السحرى وكوزى فان توتى و١٨ كونشرتو للبيانو وآلات أخرى منها كونشرتو للكلارينيت.
مفارقة أخرى أن هذا العبقرى الفذ في الموسيقى مرض بالحمى ولم يلق التكريم المناسب لدى دفنه لأنه لم يكن من علية القوم، لكن كما قال نيتشه: «بعض الأشخاص يولدون بعد وفاتهم». فقد أقيم لموتسارت نصبا تذكاريا، وبعد عدة قرون أصبحت صوره تزين شوارع مدينة سالزبورغ، واقامت بلدية فيينا في المبنى الذى يحتوى على شقة سكنها موتسارت متحف «بيت موتسارت - فيينا» الذى يضم قاعات عرض في عدة طوابق وفيها معروضات من متعلقاته