السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الفرق بين "الكيد" و"المكر".. في المقصود الإلهي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عربية المصحف دقيقة ،ووردت على اللفظ، ووفقًا لقاعدة اللا ترادف؛ بمعنى أنه لا يوجد لفظان فى المصحف لهما نفس المعنى، نفس الدلالة؛ وحتى لا يوجد لفظ واحد مختلف الرسم بنفس الدلالة، فصلاة غير صلوات غير صلوة، وامرأة غير امرآت، واستطاعوا ليست هى استطلعوا، عربية المصحف دقيقه للغاية ومُعجزة وحصرية الدلالة؛ وعليه فالمكر غير الكيد فى الدلالة طبعًا. 
* الله يمكر وهو (خير الماكرين) ويكيد ولكن (كيده متين). 
* وردت لفظة (المكر) ولفظة (الكيد) فى المصحف الشريف، وفهمنا أن الله ( يمكر) وأنه خير الماكرين.
* قال تعالى لنبيه: {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ ۚ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}. (30) الأنفال.
* وفهمنا أيضًا أن الله تعالى (يكيد)، وأن كيده (متين) أيضا وليس كيدًا "عاديا"، قال تعالى لنبيه أن يبلغ الكافرين أن كيده متين:  لآوَأُمْلِي لَهُمْ ۚ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ} (183) الأعراف.
* والكيد: بعيدا عن الدافع من وراء الكيد كان كرها أو غيرة كإخوة يوسف، أو حُبًّا وعشقًا كامرأه العزيز أو انتقاما" من الله للكافرين أو أذى من الشيطان للمؤمنين، أو إمعانا فى الظلم للظالمين وغوايتهم.
* الكيد: فى لغة المصحف وعربية القرآن، هو (إرادة السوء) بالغير وإيقاع الضرر بهم.
 فإخوة يوسف كادوا له
{قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَىٰ إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا ۖ إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ (5)} يوسف.
* وإبراهيم كاد للأصنام فحطمها {وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُم بَعْدَ أَن تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ} (57) الأنبياء.
* وامرأة العزيز كادت ليوسف
{فَلَمَّا رَأَىٰ قَمِيصَهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ ۖ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ} (28) يوسف
* والشيطان يكيد للمسلمين ويقبع لهم فى محرمات الصراط ليل نهار {قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ }(16) الأعراف.
وأكد الله أن كيده من المؤمنين سيكون ضعيفًا وغير مؤثر، حيث أشار الله إلى ذلك بقوله: {إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا} (76) النساء
* والظالمون يكيدون لبعضهم البعض ويغوون بعضهم البعض:   {قَالَ تَاللَّهِ إِن كِدتَّ لَتُرْدِينِ (56)}. 
* والله يكيد للكافرين قال تعالى لنبيه: {وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ (182) وَأُمْلِي لَهُمْ ۚ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ (183)} الأعراف.
وقال تعالى: {إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا (15) وَأَكِيدُ كَيْدًا (16) فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا) (17)}.
* أما المكر : فهو التدبير والتخطيط للشر أو للخير، فقد تخطط لعمل شر وقد ترتب وتخطط لعمل خير.
{وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (30)} الأنفال.
{قُلِ اللَّهُ أَسْرَعُ مَكْرًا} ﴿٢١ يونس﴾
{وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ (46)} إبراهيم.
{أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ} ﴿٩٩ الأعراف﴾.
{فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ} ﴿٩٩ الأعراف﴾.
{وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُمْ إِذَا لَهُمْ مَكْرٌ فِي آيَاتِنَا} ﴿٢١ يونس﴾
لآوَقَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلِلَّهِ الْمَكْرُ جَمِيعًا} ﴿٤٢ الرعد﴾
{وَقَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلِلَّهِ الْمَكْرُ جَمِيعًا} ﴿٤٢ الرعد﴾
{قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ} ﴿٢٦ النحل﴾
{بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَنْ نَكْفُرَ بِاللَّهِ} ﴿٣٣ سبإ﴾
{وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا} ﴿١٢٣ الأنعام﴾
*وَمَا يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنْفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ﴿١٢٣ الأنعام﴾
*سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغَارٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُوايَمْكُرُونَ ﴿١٢٤ الأنعام﴾
*إِنَّ هَٰذَا لَمَكْرٌ مَكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُوا مِنْهَا أَهْلَهَا ﴿١٢٣ الأعراف﴾
*إِنَّ هَٰذَا لَمَكْرٌ مَكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُوا مِنْهَا أَهْلَهَا ﴿١٢٣ الأعراف﴾
*وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ﴿٣٠ الأنفال﴾
*وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ ﴿٣٠ الأنفال﴾
*إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ ﴿٢١ يونس﴾
فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً ﴿٣١ يوسف﴾
*وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ ﴿١٠٢ يوسف﴾
*بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مَكْرُهُمْ ﴿٣٣ الرعد﴾
*وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ ﴿٤٦ ابراهيم﴾
* والمكر (نوعان) مكر سيء ومكر حسن؛ لذلك بيَّن الله لنا ذلك بإضافه وصف للمكر فقال (المكر السيء)، وهذا معناه أن هناك (المكر الحسن).
قال تعالى:  وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ (43) فاطر
* وعليه نفهم أن (الكيد) غير(المكر) وفقًا لعربية القرآن، دقيق جدا فى لغته واستخدامه للمصطلحات والألفاظ وتحديد دلالة كل منها وتفريقها عن غيرها.
فالكيد إرادة سوء بالغير، أما المكر فمنه السيء ومنه الحسن.
ويبقى السؤال: هل مكر الرجال أشد أم مكر النساء؟
 الحقيقة أن الأمثلة التى ضُربت فى المصحف كان فيها مكر الرجال أشد؛ فقد مكر إخوة يوسف فألقوه في غيابة جُب ليموت جوعًا وعطشًا، أما النسوة فكادوا له فألقي فى السجن فقط.
ويعلمنا القرآن أن الكيد يقوم به الرجال والنساء إلا أن الرجال فى ثقافتنا نجحوا بإلصاقه بالمرأة فقط، فنسمع يوميًا عن (كيد النسا)، ولا نسمع أبدًا عن (كيد الرجال) ويبدو أن ثقافة العرب الذكورية جعلتهم يلصقون كل الموبقات والمصائب بالمرأة.