السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

تأملات فيلسوف العرش.. "ضرورة المساواة وحرية الرأي"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يؤكد الحكيم ماركوس أوريليوس أنه من خلال الفلسفة والحكماء السابقين اكتسب عددا من المعاني والفضائل، مثل ضرورة التحلي بالعطف الإنساني، لأن الكثير ممن نسميهم نبلاء يفتقرون جدا لمثل مشاعر العطف هذه، دعيا الإنسان أن يتأمل دائما العلاقة الرابطة بين الشك والهوى والنفاق من ناحية وممارسة التسلط والاستبداد من ناحية أخرى.
قال "أوريليوس" في كتابه التأملات: إنني تعلمت من فرنتو -خطيب يوناني قديم- أن أفهم فعل الشك والهوى والنفاق في ممارسة الاستبداد، وأن أغلب من نسميهم النبلاء يفتقرن إلى العطف الإنساني.
وأضاف خلال كتابه الذي يضم مقولاته وفلسفته، أنه تعلم من الإسكندر الأفلاطوني ألا أقول أو أكتب لأي شخص بأني مشغول جدا، ما لم تكن هناك ضرورة فعلية، وألا أنتحل أعذارا قهرية للتنصل من واجباتي تجاه إخواني أو من أعيش معهم.
وتابع: من كاتولوس -فيلسوف رواقي- تعلمت ألا أرفض أي نقد موجه من صديق، حتى لو كان نقدا لا مبرر له، بل أؤلف قلبه وأعيده إلى صفائه المعتاد، وأن أذكر أساتذتي بخير وعرفان قلبي، وأن أحب أبنائي حبًا حقيقيًا، ومن أخي سفيروس تعلمت أن أحب أقربائي، وأحب الصدق وأحب العدل، ومنه تلقيت فكرة دولة يسري فيها القانون الواحد على الجميع، دولة تقوم على المساواة في الحقوق والمساواة في حرية الرأي، وفكرة حكومة ملكية تحترم حرية المحكومين فوق كل شيء، وتعلمت منه أيضا توقير الفلسفة توقيرا دائمًا وثابتًا لا يتزعزع، وتعلمت منه الإحسان والكرم والتفاؤل، والثقة بشعور الأصدقاء، والصراحة في الانتقاد، والوضوح في ما يريد وما لا يريد، بحيث لا يُلجئ أصدقاؤه إلى الحدس والتخمين.
ماركوس أريليوس، فيلسوف، وإمبراطور روماني، حكم في الفترة من 161 وحتى 180م، كان رجلا فاضلا بمعنى الكلمة، كرس حياته للأدب والفلسفة والمدرسة الرواقية، لقب بفيلسوف العرش، كتب هذه التأملات بشكل يومي باللغة اليونانية، ولم يقصد بها النشر أو مخاطبة القراء بل كان يكتبها لنفسه من باب التمرين والتدريب، تأثر بكثير من الفلاسفة السابقين مثل سقراط وهيراقليطيس.