الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

تأملات فيلسوف العرش: "فعل الخير مُبهج"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يؤكد الحكيم ماركوس أوريليوس أن اكتساب الإنسان للفضائل يكون بفضل عقله وبفضل العلم، بينما الجهل هو السبب المباشر في تغذية الآخرين بالشر والقبح، وعلى الإنسان أن يتحلى بالحلم وألا يتشاحن مع أحد لأن العداوة ضد الطبيعة.
وقال "أوريليوس" في كتابه التأملات: قل لنفسك حين تقوم في الصباح اليوم سألقى من الناس من هو متطفل ومن هو جاحد ومن هو عات عنيف، وسأقابل الغادر والحسود ومن يؤثر نفسه على الناس، لقد ابتلى كل منهم بذلك من جراء جهله، بما هو خير وما هو شر، أما أنا وقد بصرت بطبيعة الخير وعرفت أنه جميل، وبطبيعة الشر وعرفته قبيحًا، وأدركت أن مرتكب الرذائل لا يختلف عني أدنى اختلاف في طبيعته ذاتها، تجمعنا قرابة الانتساب للعقل ونفس القبس الإلهي، ليس لي أن أسخط عليه، ويجب أن أتعاون معه، فالتشاحن ضد الطبيعة، ومن ثم العداوة والبغضاء.
وأضاف: الكائنات العاقلة كأعضاء الجسَد الواحد خُلقت للتعاون، ستَتبيَّن هذا بوضوحٍ شديدٍ كلما قلتَ لنفسكَ إنني عضو في نظام الكائنات العاقلة. أمَّا إذا قلت إنني جزء، فأنت بعدُ لا تحب رفاقك البشر من قلبك، وفِعلُك الخير لا يُبهِجك كغايةٍ في ذاته، ما زلتَ تفعل البر بوصفه أدبًا وواجبًا وليس بوصفه برًّا بنفسك.
وتابع، أن الآلهة أنعمت عليَّ بأخ كان قادرا بشخصيته القويمة على أن يحثني على الاهتمام بنفسي، وكان يغدق على في الوقت نفسه احترامه وعطفه، وأحمدها على أن أبنائي لم يكونوا محدودي الذكاء أو مشوهي الجسم، وأحمدها على أنني لم أتماد في طلب الأغراض التي كنتُ حريًا أن أستغرق فيها لو آنست أنها طريقي الصحيح.
ماركوس أريليوس، فيلسوف، وإمبراطور روماني، حكم في الفترة من 161 وحتى 180م، كان رجلا فاضلا بمعنى الكلمة، كرس حياته للأدب والفلسفة والمدرسة الرواقية، لقب بفيلسوف العرش، كتب هذه التأملات بشكل يومي باللغة اليونانية، ولم يقصد بها النشر أو مخاطبة القراء بل كان يكتبها لنفسه من باب التمرين والتدريب، تأثر بكثير من الفلاسفة السابقين مثل سقراط وهيراقليطيس.