رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

كبير مذيعى «القرآن الكريم»: مهمتنا تقديم صحيح الإسلام

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«إذاعة القرآن الكريم من القاهرة»، هذه الكلمات نستمع إليها يوميًا خصوصا في شهر رمضان والتى تبدأ بفقرات إذاعة القرآن بابتهالات كبار الشيوخ، وتُنصت بعدها إلى تلاوة القرآن من كبار المقرئين الذين تميزوا بأصواتهم العذبة. وتعد إذاعة القرآن الكريم منبرا للوسطية وقيم التسامح في مواجهة الإرهاب والأفكار المتطرفة، وظلت هذه الإذاعة تضيف جديدا محتفظة بمكانتها وخصوصيتها كأشهر وأقدم إذاعة قرآن على مستوى العالم. ومن أبرز مقدمى الإذاعة رضا عبدالسلام من كبير مذيعي إذاعة القرآن الكريم ويعمل بها على مدى 30 عامًا قدم خلالها العديد من البرامج الإذاعية الشهيرة مثل: «قطوف من السيرة» و«مساجد لها تاريخ» تحدث فيها عن ما يقرب من 700 مسجد على مستوى العالم تناوله من الناحية الدينية والمعمارية، و«سيرة ومسيرة»، وهو صاحب نبرة صوت مميزة لدى الملايين والتي يقدمها دائمًا في بداية الفقرات الإذاعية أكسبته شهرة واسعة لدى مستمعي الإذاعة في مصر. التقته البوابة وكان الحوار التالي.

■ ماذا عن قراء القرآن الكريم الجدد في الإذاعة؟
- لدينا لجنة اختبار القراء والمبتهلين يجب أن يمر منها أى قارئ للقرآن وتضم نقيب القراء وممثلا للموسيقيين وكان قديما مثلا حلمى بكر وحسن أبو السعود من قبله، وبعد اجتيازه الاختبارات نبدأ تسجيل له ربع ساعة ثم نصف ساعة ولو أجيزت تذاع ثم يخرج في إذاعة خارجية، ولكن المرتل يصعب أن نجد الآن من يحل محل القراء القدامى، وأذكر مثلا منذ نحو ١٥ عاما طالب البعض بإذاعة القرآن مرتلا لقراء آخرين غير الـ ٥ قراء الكبار وتلقينا ردود فعل غاضبة جدًا بعد إذاعة القرآن لأحد القراء الجدد، وللأسف هناك قراء هم عبارة عن صناعة "يويتيوبية" فقط لا يرتقون لأن يصبحوا قراء في الإذاعة وليس أمامهم سوى "يوتيوب".
■ ماذا عن مواصفات المذيع في إذاعة القرآن الكريم؟
- المذيع في إذاعة القرآن الكريم يمكنه في اليوم التالى أن يكون مذيعا لمحطة أخرى ولكن العمل في إذاعة القرآن الكريم يقتضى عددا من المواصفات المهمة منها الإلمام بقواعد اللغة العربية وقدر من الثقافة الإسلامية والثقافة العامة بالإضافة إلى الصوت، وإذاعة القرآن الكريم يقع على عاتقها مهمة تقديم صحيح الإسلام والإسلام الوسطى وتجديد الخطاب والفكر الدينى لذلك التطور مستمر في إذاعة القرآن الكريم على مدر عقود، أما عن القول إن برامج الإذاعة ثابتة لا تتغير فعلى سبيل المثال أسماء البرامج لا تتغير ثابتة ولكن بموضوعات متغيرة ومستمرون في تغيير هذه الموضوعات وكيفية تناولها وفقا لكل فترة وكل حدث أو مناسبة.
■ هل نجحت الإذاعة في جذب الشباب؟
- إنهم يرغبون في أن تكون مغناطيسا يجذب الشباب إليها، وإذا لم تفعل ذلك فهي غير مطورة في مفهومهم وأنا أقول إن مستمع إذاعة القرآن الكريم مستمع من نوع خاص مستمع تربى عليها أو ربته أسرته عليها أو أن الله هداه وسلك طريق النور إليها فهي يؤتى إليها ولا تأتي إلى أحد لأن قدسية مادتها تجعلها يهرع الناس إليها. كما أن الشباب بطبيعة سنهم وثقافتهم وتربيتهم ليس من السهل أن يقبل على شيء، فهو لا يقبل إلا على ما يتفق مع هواه، فإذا كان هواه متدينا أقبل على إذاعة القرآن وإذا كان هواه فنيا أقبل على غيرها وهكذا.
■ ماذا عن التجديد والتطوير؟
- هذا موجود بالفعل لأن الدورة البرامجية مدتها ثلاثة أشهر فكل ثلاثة أشهر ينظر في برامجها للإضافة أو الحذف أو التجديد. أما السرعة في الأداء، فهذا لا يناسب إذاعة القرآن الكريم لأنها وقورة لها سمت خاص يقوم على الهدوء في تقديم المادة لتصل سريعا إلى القلوب.
■ وماذا عن الأصوات الجديدة؟
- لقد حدث هذا على مستوى القراء والمبتهلين، واختلف فيه المستمعون، فالبعض يشجع الأصوات الجديدة من القراء والمبتهلين والبعض ينقد ويرغب في الرجوع إلى القمم القدامى، أما عن أصوات المذيعين فهذه مسألة إدارية حيث إن التعيينات متوقفة في جميع أرجاء الدولة فمن الممكن الدعوة إلى فتحها ليعم الخير على الجميع بدلا من نقد ما في الإمكان.
■ البعض يرى أن الالتزام الصارم بالحديث باللغة العربية يبعد الجمهور عن الإذاعة؟
- من يقول إن تتخفف الإذاعة من اللغة العربية، فهذا أمر خطير جدا لأنها إذاعة ناطقة بالقرآن والسنة والثقافة الإسلامية وكل ذلك أساسه اللغة العربية فكيف نفرط في الأساس.. وللأسف فقد حدث هذا من خلال الإعلانات التي تقال بالعامية ويتسابق إليها بعض المذيعين.
■ هل إذاعة القرآن الكريم متعلقة بالقرآن والسنة فقط؟
- الإذاعة لا تبث برامج متعلقة بالقرآن والسنة فقط ولكن هناك برامج خاصة بالحضارة والتاريخ الإسلامى والفكر لأنها إذاعة موجهة إلى جميع الشرائح حتى ولو كان غير مسلم، فهناك برامج ذات مشتركات يتفق فيها الجميع، على سبيل المثال برنامج من وحى القلم يقدم تلخيص لعدد من الكتب، فلدينا برامج في الإذاعة ليست خاصة بالمسلمين فقط وإنما يمكن للمسيحى الاستماع والاستفادة منها.
ويهمنى أن أؤكد أن إذاعة القرآن الكريم لم تستضف أى شخص منتمٍ للإخوان أو السلفيين لأن خطابهم صدامى لا يتفق مع وسطية القرآن الكريم ولا وسطية الدين والأزهر، وقد حاول الإخوان والسلفيون الدخول للإذاعة بعد ثورة يناير ولكننا تصدينا لهم.