الثلاثاء 07 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

ذمسكينوس الأزرعي يكتب: البابا كيرلس السادس والكنيسة الروميّة الأرثوذكسية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
منذ نعومة أظفاري أسمع وأقرأ عن قامة روحية عملاقة من أرض مصر عاشت في القرن الماضي، وعن قائد روحي ذاع صيته في أرجاء المسكونة، وعن رجل أصبح بمحبته وصفاته الحسنة ومواهبه الأب الروحي العطوف للملايين من أبناء كنيسته وشعبه.
هذه الشخصية اللامعة هي شخصية البابا كيرلس السادس، البطريرك الـ116 للكنيسة القبطية، المعروف بـ"رجل الصلاة"، الذي إحتفلت الكنيسة القبطية، يوم الثلاثاء ٩ مارس ٢٠٢١، باليوبيل الذهبي لرقاده.
بطبيعة الحال، أشعر أنني لست الشخص المناسب جدًا للتحدث بعمق عن البابا كيرلس السادس، لكن في هذه الإحتفالية المميزة أستطيع بصفتي أحد أكليرس بطريركية الإسكندرية وسائر أفريقيا للروم الأرثوذكس ورئيس دير مار جرجس اليوناني البطريركي في مصر القديمة أن اضع شهادتي وأن أتحدث عن علاقته الطيبة ببطريركيتنا، فتاريخ دير مار جرجس اليوناني الحديث يُسجل ويوثّق زيارة البابا كيرلس السادس إلى ديرنا، إذ كان يحمل محبة كبيرة للقديس العظيم مار جرجس (القديس جيورجيوس)، وخلال زيارته التي قام بها في ستينيات القرن الماضي في عهد بابا وبطريرك الإسكندرية للروم الأرثوذكس نيقولاوس السادس ورئيس دير مار جرجس اليوناني الأرشمندريت أغثغلوس، إذ زار جميع كنائس ومزارات ومرافق الدير وأبدى سعادته عن أعمال الإنشاءات والترميمات التي كانت قائمة في ذلك الوقت.
ولكن بزيارته التاريخية تلك وطّد البابا كيرلس السادس علاقة دير مار جرجس اليوناني بدير مار جرجس القبطي للراهبات إذ انهما بجانب بعضهما شامخين منذ قرون عديدة كشهادة حية لجذور المسيحية العميقة في بابليون مصر، ومرور العائلة المقدسة من هذه البقعة المقدسة.
وكتذكار لزيارته التاريخية التي حملت في طياتها العديد من رسائل المحبة والإحترام لدير مار جرجس ولعلاقته الوطيدة ببطريركيتنا، تُعرض واحدة من عكازات رعايته مع أيقونته في مزار القديس أستفانوس في الدير، حيث هذا المزار أصبح مقصد لآلالف الأخوة والأخوات من الكنيسة القبطية للتبرك من عكاز رعاية أباهم الروحي الموجودة في الدير كأحد كنوزه.
وفي سياق وضع شهادتي عن البابا الراحل، أسمع دائمًا أحاديث أبناء كنيستنا الأرثوذكسية الذين عاصروا البابا كيرلس، إذ يُجمعون أنه كان دائمًا يُظهر المحبة والإحترام والتقدير لهم، مستذكرين دائما جميعهم أبتسامته النابعة من قلبه المحب.
وفي حديث شخصي لي مع غبطة بابا وبطريرك الإسكندرية وسائر أفريقيا للروم الأرثوذكس ثيوذوروس الثاني، قال لي أنه سمع الكثير عن البابا الراحل من بطاركة وأساقفة ممن عاصروه حيث كانت تربطه علاقة طيبة بأغلب البطاركة الأرثوذكسيين وكان يستقبلهم دائمًا بحفاوة عند زيارتهم لمصر.
لذلك نستطيع القول أن مروره من عالمنا كان مرورًا منيرًا ترك ذكرى جميلة في روح وقلب وذاكرة كل إنسان قابله وتعرف عليه!