تبقى السينما بمثابة انعكاس للواقع، وبقدر ما امتلأ الواقع ببطولات وتضحيات رجال الشرطة، وجدت السينما فيها فرصة لنقلها إلى الشاشة.
نجحت السينما المصرية في تلك المهمة إلى حد كبير مستندة إلى بطولات حقيقية لرجال الشرطة، بداية من تصوير عسكري الدرك، الذي كان يحمي الأحياء ساهرا طيلة الليل يصيح بصوت قوي "مين هناك؟" ليبعث الطمأنينة في نفوس السكان والرعب في قلوب اللصوص، وصولا إلى دور رجال الشرطة في التصدي لظاهرة الإرهاب وتقديم أرواحهم فداء للوطن.
ومن أبرز الأعمال السينمائية التي أبرزت بطولات ودور رجال الشرطة في حماية المجتمع والحفاظ على أمنه فيلم "الرجل الثاني" لكل من الفنانين رشدي أباظة وصباح وسامية جمال وصلاح ذو الفقار وإخراج عز الدين ذو الفقار، حيث ألقى الفيلم الضوء على الصراع بين رجال الشرطة وإحدى عصابات التهريب وذكاء رجال الأمن في التعامل مع المجرمين ونجاحهم في الإيقاع بزعيم العصابة.
وأبرز فيلم "ريا وسكينة" بطولة أنور وجدي وزوزو حمدى الحكيم ونجمة إبراهيم، دور رجال الشرطة في القبض على أخطر عصابة تقودها امرأتان.
وتناول فيلم "حياة أو موت" بطولة كل من الفنانين يوسف وهبى وعماد حمدي ومديحة يسري وحسين رياض وإخراج كمال الشيخ، قصة رجل فقير يرسل ابنته لشراء دواء له وحين يتم اكتشاف أن الدواء يحتوي على سم قاتل، تبذل الشرطة قصارى جهدها لإنقاذ حياة الرجل الفقير، ويرسل حكمدار العاصمة يوسف وهبى بيانا للإذاعة حتى ينجح في النهاية في إنقاذ حياته.
وبرع النجم الراحل أحمد زكي في أداء شخصية ضابط الشرطة في فيلم "الباطنية"، حين قرر التقرب من أخطر عصابة لتجارة المخدرات ويظهر أمام أفرادها على أنه مريض بالصرع حتى ينجح في النهاية بالإيقاع بها.
كما قدم النجم الراحل فاروق الفيشاوي ثلاثة نماذج لضابط الشرطة المخلص في عمله، الأول في فيلم "المشبوه" مع النجم عادل إمام، حيث قدم دور الضابط الذي يطارد اللص طوال الوقت حتى يعثر عليه في النهاية فيتعاطف معه ويقبض على العصابة التي تريد قتله، والنموذج الثاني في فيلم "التحويلة" من خلال شخصية "الضابط عمر" الذي يدافع عن سجين مظلوم، أما النموذج الثالث فكان مع النجم عادل أمام مرة أخرى في فيلم "حنفي الأبهة" من خلال شخصية ضابط يسعى لأداء واجبه في القبض على أفراد عصابة خطيرة.
كما تقمص النجم كريم عبد العزيز دور الضابط في فيلم "الباشا تلميذ"، حيث جسد شخصية ضابط يسعى لتحقيق العدالة والقبض على تجار المخدرات، عن طريق مصادقة طلبة الجامعة الذين عانوا من الإدمان بطريقة أو بأخرى.
وجسد النجم عزت العلايلي دور الضابط الشريف الملتزم الذي يواجه الفساد والانحراف ويظل على موقفه رغم تعرضه لظروف اجتماعية صعبة، في فيلم "أهل القمة".
وبرع الفنان نور الشريف في أداء شخصية الضابط الذي يضحى بكل شيء من أجل الواجب في فيلم "الوحل"، حيث نجح في الإيقاع بأكثر من عصابة لتهريب المخدرات ليحصل على ترقية استثنائية تقديرا لكفاءته، وتحاول إحدى العصابات الانتقام منه حتى تتمكن من الإيقاع بزوجته؛ لتصبح مدمنة مخدرات، ومع ذلك يستمر الضابط في محاربة العصابة حتى ينجح في القضاء عليها وعلاج زوجته.
كما أبرز فيلم "اللعب مع الكبار" دور رجل الشرطة الحريص على أمن الوطن، حيث تدور أحداثه حول شخصية حسن بهلول "عادل إمام" وهو نموذج للإنسان البسيط الذي أجبرته ظروف الحياة على أن يعيش حالة البطالة، ولا يستطيع حتى الزواج ويتعاون مع الشرطة في الكشف عن عدة جرائم من خلال الضابط "معتصم الألفي" الذي جسده النجم حسين فهمي.
وتألق الفنان الراحل صلاح قابيل في تجسيد دور ضابط الشرطة في فيلم "بطل من ورق" للفنان ممدوح عبد العليم، حيث نجح في التوصل إلى مجرم يهدد بنسف أماكن حيوية واستعان بكاتب السيناريو للإيقاع بالمجرم، وينجح الضابط في نهاية الأمر في قتل المجرم، داخل القطار قبل لحظات من نسفه.
كما تألق الفنان صلاح قابيل أيضا في دور الضابط من خلال فيلم "الإرهاب" والذي تدور أحداثه حول الصحفية "عصمت" التي قامت بتجسيدها النجمة نادية الجندي، والتي تتعاطف مع إرهابي هارب من العدالة يجسده الفنان فاروق الفيشاوي، وبعد أن يثبت لها براءته، وتتعلق به تكتشف بمحض الصدفة أنه الإرهابي الحقيقي، فتتعاون مع رجال الشرطة ويتمكن الضابط "رشدي" الذي يجسده الفنان صلاح قابيل من قتل الإرهابي "عمر".
وترك الفنان عبد العزيز مخيون بصمة كبيرة في فيلم "الهروب" للنجم أحمد زكي، من خلال دور ضابط الشرطة الصعيدي، والذي يقدم طول الوقت مواقف إنسانية حتى يدفع حياته ثمنا في النهاية لمواقفه البطولية.
كما جسد فيلم "الإرهابي" للنجم عادل إمام، تضحيات رجال الشرطة في مواجهة الإرهابيين في بداية التسعينيات، حيث وصل الأمر لقتل الضباط في الشوارع أمام المارة وعلى الطرق، ومطاردة الشرطة للإرهابيين في كل مكان وقتل الإرهابي التائب عادل إمام على يد الجماعة التي كان قد انضم إليها.
ويأتي فيلم "الخلية" للفنان أحمد عز لينضم إلى القائمة، حيث جسد دور ضابط بالقوات الخاصة يخوض رحلة البحث عن خلية إرهابية غاية في الخطورة، خاصة بعد أن تسبب في استشهاد صديق عمره، وبالفعل ينجح في الأمر لكن بعد تضحيات جمة.
