الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

آبي أحمد الحائز على جائزة نوبل يقود إثيوبيا لحرب أهلية.. صراع البقاء في السلطة والخلاف مع العرقيات والقبائل والطوائف.. 66.5% من سكان البلاد مسيحيون 30.9% مسلمون و2.6% يمارسون المعتقدات التقليدية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كان آبى أحمد في البدء، قام بالمصالحة التاريخية بين أديس أبابا وأسمرا لتنهى نزاعا اقترب من ربع قرن، بعد توقيع «إعلان أسمرا»، ووقّع آبى أحمد، والرئيس الإريترى أسياس أفورقى «إعلان سلام وصداقة» مشترك في أسمرا، وكان ذلك أكبر المصالحات، ولتنهى الحرب بينهما. (الغريب أن آبى حاز على جائزة نوبل للسلام وليس بالمشاركة مع اسياس).
وعلى صعيد الخلافات القبلية، البداية كانت من إقليم الصومال الإثيوبى شرق إثيوبيا في الـ٧ من أبريل ٢٠١٨، بهدف إنهاء نزاع حدودى مع إقليم «الأرومو» اندلع في سبتمبر ٢٠١٧، وأسفر عن سقوط قتلى وجرحى ونزوح نحو ٦٠٠ شخص إلى إقليم «هرر»، واستطاع آبى أحمد أن يوفق بين شعبى الإقليمين بشكل غير مسبوق.
ثم زار آبى أحمد، مدينة «أمبو»، مركز المعارضة بإقليم «الأرومو"،والأساس للمظاهرات والمعارضة ضد النظام، ثم انطلق إلى إقليم تيجراى وتوقف في مدينة مقلى والتقى قادتها وأعطاهم حق الأمان والسلام، وفى نفس الشهر أبريل زار مدينة جوندر في إقليم أمهرا وحقق تهدئة للأوضاع، واستطاع ان يوقف أعمال العنف، وأخيرا ذهب إلى مدينة أواسا لينهى العنف القبلى هناك، حيث يعيش ٥٦ قومية يشكلون نحو ٧٠٪ من القوميات والقبائل الإثيوبية.
نعود إلى التعددية الدينية في إثيوبيا: وطبقًا لآخر إحصاءٍ وطنى للسكان ٢٠٠٧، يشكل المسيحيون ٦٦.٥٪ مِنْ سكانِ البلادِ (٤٣.٥ ٪ أرثوذكسى إثيوبى، ١٩.٣٪ طوائف أخرى كبروتستانت وكاثوليك)، مسلمون ٣٠.٩٪، وممارسو المعتقداتِ التقليديةِ ٢.٦٪ كتابَ حقائق وكالة المخابرات المركزيةِ الأمريكية والمسيحية الأرثوذكسية لَها تاريخ طويل في إثيوبيا تَعُودُ إلى القرن الأولِ، ولها حضور مهيمن في وسط وشمال إثيوبيا، والبروتستانتنية لَها وجود كبير في جنوب وغرب إثيوبيا. هناك أيضا مجموعة قديمة صغيرة مِنْ اليهود، ويسمون بـ"بيت إسرائيل»، يَعِيشُون في شمال غرب إثيوبيا، مع ذلك أكثرهم هاجرَ إلى إسرائيل في العقود الأخيرة للقرنِ العشرين كجزء مِنْ مهماتِ الإنقاذِ التى قامت بها الحكومة الإسرائيلية، عملية موسى والعملية سليمان يَعتبٍر بَعْض العلماءِ الإسرائيليينَ واليهودِ هؤلاء اليهود الأثيوبيينِ بأنهم القبيلة الإسرائيلية المفقودة، وبدأ الإسلام في إثيوبيا ٦١٥ م، ويصل عدد المسلمين إلى ٢٥ مليونا ويعد الديانة الثانية بعد المسيحية. 
أما عن التعدد القبلى والعرقى فالقومية الأمهرية: تنتشر في شمال البلاد، تقدر نسبتها بـ ٢٥٪، حكمت البلاد لعقود، ومن أبرز السياسيين الذين ينتمون إليها الإمبراطور هايليسيلاسى، وقبله الإمبراطور مينيليك (١٨٨٩-١٩١٣)، وبعده نظام «ديرج» لمينجيستوهايلى مريم هيمنت هذه القومية على جميع القوميات الأخرى وجعلوا لغتهم لغة البلاد الرسمية، استعادت السلطة من التجريين الذين يقطنون ولاية تجرى بوصول مينيليك الثانى إلى الحكم عام ١٨٨٩، والأمهرية هى لغة جمهورية إثيوبيا الفدرالية الديمقراطية، حيث تعتمد في المراسلات الرسمية، وهى لغة الجيش الإثيوبى ولغة الماركات التجارية وغيرها. 
القومية الصومالية: تقدر نسبة هذه القومية بنحو ٦.٢٪، ويقطن سكانها في إقليم أوغادين الذى يعرف بالإقليم الخامس بحسب التقسيم الإدارى الإثيوبى، وقد ضُمَّ إلى إثيوبيا منذ عام ١٩٥٤، وتنتمى الغالبية العظمى من السكان إلى الأعراق الصومالية، وخاصة قبيلة الأوغادين إحدى قبائل الدارود، كما توجد فيه جماعات الدناكل، وهناك جالية عربية استقرت في المنطقة واختلطت بالسكان منذ عهد قديم. 
طائفة تيجراى: تقطن منطقة صغيرة تقع على حدود البلاد الشمالية مع إرتيريا، تشكل نحو ٦.١٪ من سكان إثيوبيا، ورغم ذلك فهى العرقية التى تحكم إثيوبيا منذ تولى ميليسزيناوى السلطة عام ١٩٩١، وتسيطر تيجراى على قوات الجيش، إذ إن نسبة ٩٩٪ من ضباط قوات الدفاع الوطنى من هذه الطائفة، ونسبة ٩٧٪ منهم من نفس القرية، فيما عدا رئيس الوزراء المستقيل، هيلاميريامديسيلين الذى ينتمى إلى طائفة «وولايات» التى تشكل معظم سكان منطقة الأمم والجنسيات والشعوب الجنوبية. ولم يكن لعرقية التيغراى تأثير على الحياة السياسية، لكونهم لا يشكلون حجما سكانيا يحسب له، غير أن بروز «الجبهة الشعبية لتحرير التيغراي» بزعامة زيناوى عام ١٩٨٩، قلب المشهد السياسى في البلاد، حيث تولى زعامة البلاد من عام ١٩٩١ حتى وفاته ٢٠١٢. 
وعلى غرار المصالحات القبلية والقومية والسياسية التى نجح في إنجازها لتهدئة النزاعات والقضاء عليها في الداخل والخارج، اتجه ابى أحمد نحو حل الخلافات التى تتعلق بأمور دينية
ففى مبادرة منه تمكن آبى أحمد من التوفيق بين المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ولجنة تحكيم المسلمين بإثيوبيا بعد قطيعة بينهما دامت لأكثر من ٥ سنوات إثر خلافات بينهما حول إدارة الشئون الإسلامية ومدرسة الأولية الإسلامية التى كانت تديرها في السابق هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية.
ولعل أخطر ما قام به رئيس الوزراء، هو المصالحة بين الكنيسة الأرثوذكسية الإثيوبية بأديس أبابا والكنيسة الأرثوذكسية الإثيوبية بالولايات المتحدة بعودة بطريرك إثيوبيا الرابع «مركوريوس «من منفاه بعد ٢٧ عاما، في ختام زيارة لآبى أحمد غير رسمية إلى الولايات المتحدة استغرقت ٦ أيام حينذاك، التقى خلالها نائب الرئيس الأمريكى، مايك بنس، في واشنطن، وقاد مصالحة تاريخية بين الكنيسة الأرثوذكسية الإثيوبية بأديس أبابا والكنيسة الأرثوذكسية الإثيوبية بالولايات المتحدة، توجت باتفاق يعيد للأنبا «مركوريوس» مكانته كرئيس للكنيسة الأرثوذكسية الإثيوبية بأديس أبابا.