يدخل المريض إلى المستشفى على قدميه ويعود إلى أهله محمولا على الأعناق؛ فلا يزال مسلسل الإهمال الطبى عرضا مستمرا يحصد أرواح الأبرياء الذين لا حول لهم ولا قوة؛ مع قلة الخبرة في بعض المستشفيات واستغلال فقر وجهل البعض وغياب الضمير.
وهذه المرة، كانت الضحية ربة منزل تدعى «سمر م أ» 25 سنة؛ متزوجة ولديها طفلة تبلغ من العمر 3 سنوات؛ لفظت أنفاسها بعد عملية ولادة أنجبت فيها طفلها الثانى، وتركت الدنيا نتيجة خطأ طبى من الطبيب المعالج، المدعو «ش م ص»،، والذى تسبب لها في قطع بشريان البطن الرئيسى و3 أوتار، ما أدخلها في غيبوبة لمدة 17 يوما ووفاتها متأثرة بذلك داخل مستشفى «ا. ا» بمنطقة الوراق بمحافظة الجيزة.
وقال زوج الضحية لـ«البوابة» إنه يقيم رفقة زوجته «سمر» ونجلتهما «أسيل» 3 سنوات؛ بمنطقة إمبابة بالجيزة؛ وأنه عندما جاءت آلام الولادة لزوجته اصطحبها إلى مستشفى خاص ملك الدكتور «ش م ص»، والذى كان يتابع حالتها طيلة فترة الحمل؛ وأضاف الزوج أنه فور دخولهم المستشفى أدخلها التمريض بإشراف الطبيب إلى غرفة العمليات؛ وبعد نصف ساعة تم إخراج الجنين؛ وبعد ذلك بساعة ونصف خرجت زوجته في حالة غياب تام عن الوعى.
وأكمل زوج الضحية؛ بأن زوجته بدأت تعود إلى وعيها، ولكنها لم تكن تستطيع الحركة بعد مرور ما يقارب الـ6 ساعات، فطلب الطبيب المبيت داخل المستشفى، ولكن الزوجة كانت تعانى طوال الليل من آلام وعدم القدرة على التنفس؛ وفى الصباح جاء الطبيب المعالج ولما رأى أن الحالة تسوء طلب منه الذهاب بزوجته إلى مستشفى «ا. ا» لأنها تحتاج إلى كيسى دم وبعد ذلك يمكنهما الذهاب إلى المنزل على حد قول الطبيب؛ وبالفعل عند ذهابهم إلى المستشفى تم توقيع الكشف الطبى عليها وتبين أنها تعانى من قطع في الشريان الرئيسى بالبطن و3 أوتار وتسبب ذلك لها في نزيف داخلى؛ يتطلب سرعة التدخل الجراحى؛ وجعلوا الزوج يقوم بالأمضاء على إقرار وبالفعل دخلت الزوجة للعمليات.
وقالت شقيقة الضحية إن شقيقتها «سمر» خرجت من العملية بعد أن تأثرت نتيجة النزيف الداخلى بـ7 جلطات في المخ وشلل في الجزء الأيمن من جسدها وأطرافها انكماش في الرئتين والتهاب رئوى حاد؛ ودخلت في غيبوبة لمدة 17 يوما إلى أن أراحها الله من العذاب وصعدت روحها إلى بارئها.
وأضافت شقيقة الضحية بأنهم قاموا بتحرير محضر بقسم شرطة الوراق؛ وطلبت المستشفى منه التنازل عن المحضر.
وأضافت شقيقة الضحية أنهم تسلموا جثة «سمر» بعد ما قام الطبيب الشرعى بالكشف عليها، ولكن لم يتم تسليم التقرير إلى النيابة حتى الآن؛ وأن النيابة استدعت الطبيب الذى اتهموه مباشرة بالتسبب في موت نجلتهم؛ وأخذت أقواله وانصرف من النيابة لعدم تسلم تقرير الطب الشرعى الذى يفيد صحة اتهامهم.
وأوضحت شقيقة الضحية أن أختها عاشت أسوأ 17 يوم في حياتها داخل المستشفى؛ وأنها طيلة المدة المشار إليها كانت المستشفى تطلب منهم يوميا 3 أكياس دم من فصيلة شقيقتها وهو ما تسبب في تعب الأسرة.
وأشارت إلى أنهم قدموا إلى النيابة ما يملكوه من أدلة من تذكرة الدخول إلى المستشفى وما دون بها وما استطاعوا الحصول عليه من مكالمات ورسائل الطبيب المعالج؛ وأنهت شقيقة الضحية حديثها مطالبة بحق «سمر»، قائلة «ربنا هيجيب حق أختى علشان العذاب اللى شافته على إيد الدكتور الجزار».
