السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

جلال عثمان: هيئة قصور الثقافة تخدم كل شرائح المجتمع..تأسيس فرقة فنون شعبية بالجيزة لأول مرة..عودة المسرح لمصر الجديدة بعد 16 عامًا.. قوافل للمناطق الأكثر احتياجًا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news


عندما تولى الفنان جلال عثمان، رئاسة إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد بالهيئة العامة لقصور الثقافة، في أكتوبر 2019، كانت خبرته السابقة تنحصر في مؤسسات ثقافية أخرى مختلفة تماما عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، بداية من إدارته لمسرح الغد، والبالون، والسيرك القومي، المسرح العائم الكبير، والصغير، والفرقة القومية للفنون الشعبية، وقاعة سيد درويش التابعة لأكاديمية الفنون، فكل خبرة هذه الإدارات السابقة تجمعت في الهيئة العامة لقصور الثقافة، لأنها جامع شامل لكل أشكال الفنون التي تهم ثقافة المواطن المصري بكل فئاتهم، بل وهي الأقرب للعديد من مؤسسات الثقافة، لأنها تقدم خدمة ثقافية مجانية دون النظر للتربح.
اكتشف بعد ذلك أن أبعاد الإقليم تمتد لأبعد الحدود، والذي يتمثل في محافظة القاهرة، والجيزة، والقليوبية، والفيوم، بني سويف، وهي تعداد كبير يضم 127 موقعا ثقافيا في خمسة محافظات، تنقسم إلى مدن، وقرى، مراكز رئيسية في عواصم هذه المحافظات، بالإضافة إلى المراكز الصغيرة بالقرى والمناطق النائية، التي تعتبر حدودية بالنسبة للمحافظة، وهذا ما جعله يعمل على خطين متوازيين أولها الجانب الإداري الخاص بحل المشكلات المتراكمة عبر أزمان سابقة، وثانيها العمل على استمرارية النشاط.
"البوابة نيوز" التقت رئيس الإقليم للإطلاع على الخطة المستقبلية للإقليم، وبعض المشكلات التي تواجهه وكيفية حلولها إلى نص الحوار..

*ماذا عن إستراتيجية الهيئة؟
- تعمل الهيئة العامة لقصور الثقافة على شرائح متعددة للمجتمع المصري منها: المرأة، الشباب، والعمال، المثقفين، ذوى القدرات الخاصة، نوادي الأدب، والقرية، التي تحتاج إلى مجهود غير طبيعي، والسياسة العامة للهيئة تضع إستراتيجية عامة تعمل عليها الأقاليم، التي يبلغ عددها إلى ستة أقاليم، تضم كل منها مجموعة من المحافظات الجغرافية ومسئول عنها رئيس إقليم، وكل فرع من فروع المحافظة مسئول عنه مدير عام الفرع داخل المحافظة، وكل فرع يضم قصور ثقافة، بيوت ثقافة، ومكتبات، سواء عامة أو للطفل، ونوادي الأدب، كل هذه الفروع تحتاج إلى تنفيذ خطط وايجاد حلول بديلة لها، فنحن نعمل من خلال إستراتيجية دولة، فبناء الدولة الحديثة لا بد أن يتطلب معها بالتوازي بناء مواطن مصري مختلف لديه وعي وثقافة وعلى قدر المعرفة بما تفعله الدولة فيما له وما عليه، بالإضافة إلى طابعه الثقافي، والتراثي، والاجتماعي، والبيئي، وكيفية استثمار قدراته في الوقت الذي تسير فيه عجلة الإنتاج، إلى جانب مساهمة مؤسسات الدولة في فتح مجالات وفرص للعمل.

*ما هي الصعوبات التي تواجه الإقليم؟
- أولها مشكلة الفرق الفنية بالإقليم التي تكاد تكون بسيطة، وبالتالي بدأ العمل على إعادة تأهيل وتطوير بعض الفرق الفنية الموجودة، بالإضافة إلى إنشاء فرق جديدة متخصصة منها للفنون الشعبية في الفيوم، والقاهرة، وهي مسألة مرهقة وصعبة للغاية، نظرا لقلة هذه الفرق التي كانت تنحصر مسبقا في خمسة فرق فنون شعبية ببني سويف فقط، وكان تقديرها الاعتمادي فئة "ب"، وكل فرقة منها تحاكي تراث البيئة المحيطة، إلى جانب العمل على التنمية المستدامة والتنمية البشرية، التي بدأت في إعادة هيكلة المواقع والثقة لها من جديد بهدف إنتاج منتج ثقافي مميز.

*متى نرى فرقة فنون شعبية بقصر ثقافة الجيزة؟
- بالفعل جاري تأسيس أول فرقة فنون شعبية لقصر ثقافة الجيزة، بالإضافة إلى استعادة تأسيس فرقة للموسيقى العربية بكافة أشكالها، والتي توقفت منذ سبعة سنوات حتى وقتنا هذا، وأصبح لدينا الآن رصيد فني على قدر المستطاع.
كما نخطو الآن على تنفيذ إستراتيجية سياسة الدولة، في الوصول إلى الأماكن الأشد احتياجا للرعاية الثقافية والفنية، وتنمية قدرات المواهب في كل مكان، وذلك من خلال تنظيم ورش فنية متخصصة في أشكال عديدة من الفنون سواء في الرسم، والحرف التقليدية، وإعادة تدوير الخامات البيئية سواء كارتون، أقمشة، زجاج، أسفنج، وغيرها، واستغلالها في تحويل هذه الأسر إلى أسرة منتجة يصبح لديها جانب إبداعي ذو أهمية، وتنمية المواهب الفنية الأخرى سواء في مجال الموسيقى، والتمثيل، والفنون الشعبية.. الخ، بالإضافة إلى تنشيط قصر ثقافة تحيا مصر بحي الأسمرات، لأنه كان يعمل دون أهداف معنية لهذا الحي، حتى أصبح الأسمرات الآن وفي غضون سنة لديه مواهب فنية متميزة في كافة المجالات، مع اختلاف السلوك العام لأهالى حي الأسمرات، إلى جانب تخريج الدفعة الأولى لتعليم الكبار التي شملت 40 فردا من الجنسين، والعمل حاليا على المرحلة الثانية من محو الأمية، حتى أصبحت الأسر الآن تشارك في تعليم الحرف التقليدية، إلى جانب الحرف الخاصة بالخياطة، والتفصيل،.. الخ، والاتجاه حاليا بالدخول إلى روضة السيدة زينب، أهالينا/ 1/ 2، لأنهما من المناطق الأشد احتياجا للثقافة.
انطلقت القوافل الثقافية للمناطق المحرومة والأكثر احتياجا للتعلم، والانتماء، تحت مظلة ورعاية الدولة والعمل على تلبية احتياجاتهم، وكان آخر قافلة ثقافية بقرية "شكشوك" بمحافظة الفيوم، التي لاقت ترحابا شديدا من أهالي هذه القرية، وكانت نتائجها لمختلف الفئات العمرية في صورتها المشرفة بحضور محافظ الفيوم الدكتور أحمد الأنصاري، وأعضاء المجلس القومي للأمومة والطفولة، وأصبح المستفيدين من هذه القوافل يصنعون الصابون ومشتقاته، والتفصيل، الخ، إلى جانب الحرف اليدوية، وكذلك اكتشاف وانضمام بعض المواهب الفنية الصغيرة إلى فرق كورال المنطقة الثقافية التابعة لها، بل تواصل القوافل بالمتابعة الدورية كل أسبوعين لهذه المناطق لاستكمال نشاطها وبرنامجها التعليمي، أعقبها قافلة مكتبة أطفيح بالجيزة، إلى جانب العديد من القوافل خلال الفترة الحالية في بعض قرى ببني سويف، والقليوبية، والقاهرة، والفيوم، والواحات البحرية الحدودية والمناطق النائية، والتي تتضمن قوافل كاملة ثقافية وفنية، وصحية، وأخرى عينية، بالتعاون مع وزارة الصحة والسكان، والتضامن الاجتماعي، والهدف منها تقريب الأسرة من معرفة ذاتها واكتشاف مواهبها مع متابعتها جيدا.

*ماذا عن البنية التحتية للمواقع الثقافية بالإقليم؟
- بدأنا في تطوير بعض المواقع الثقافية في الإقيلم بالاتفاق مع الهيئة العامة لقصور الثقافة، وتتضمن قصر ثقافة المستقبل بمنطقة 15 مايو، الريحاني، ببا ببني سويف، بالإضافة إلى صيانة بعض المواقع الثقافية الأخرى مثل قصر ثقافة القناطر الخيرية، الفيوم، بني سويف، شرق النيل ببني سويف الجديدة، وبعض الأماكن الأخرى البسيطة مثل المكتبات، وبيوت الثقافة، ونظرا للظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد بسبب جائحة فيروس كورونا، التي اقتصت جزء كبير من ميزانية الدولة لصالح المواطن، فنحن نعمل على أقصى أولوياتنا في تطوير مواقعنا في الحدود المسموح بها.

*كيف تعامل الإقليم مع توقف نشاط المسرح في بعض مواقعه الثقافية؟
- انتج الإقليم خلال هذا العام 53 عرضا مسرحيا، على مستوى ثلاثة أنواع من المسرح وهي: "نوادي المسرح، والتجارب النوعية، والفرق الكبيرة"، إلى جانب شباب المخرجين، ومن المفارقة الغريبة اكتشفنا أن قصر ثقافة مصر الجديدة لم يقدم مسرحا منذ 16 عاما، وبالفعل بدأ نشاط المسرح به، كما يجرى الآن تحضير عرض مسرحي في منطقة "الباويط" بالواحات البحرية وذلك بعد توقف نشاط المسرح بها أيضا، وكذلك اعتماد فرقة مسرحية بأبوصير ببني سويف، والعمل بقصر ثقافة منشية ناصر، والدويقة، ومدينة السلام، وهي من المناطق الأحوج للثقافة، حتى أصبحت كافة المواقع بالإقليم تقدم مسرحا الآن، يتسع من خلالها قاعدة عريضة لشباب الفنانين والمخرجين، وسوف يصبح التركيز في المرحلة المقبلة يتجه نحو القوافل الثقافية للمناطق الأكثر احتياجا للثقافة والفن، داخل القاهرة وشمال الصعيد، والمدن الجديدة مثل الشروق، ومدينة 6 أكتوبر الجديدة، وحدائق أكتوبر، وغيرها.

*ماذا عن ذوي الاحتياجات الخاصة؟
- بدأنا تأسيس فرقة فنية لذوي القدرات الخاصة بقصر ثقافة الجيزة، سواء من ضعاف السمع أو الإبصار.. إلخ، مع الأسوياء منهم من المرحلة العمرية أي "الدمج"، إلى جانب إضافة فرق فنية أخرى في مناطق الإقليم لذوي القدرات، سواء على مستوى المواهب أو الورش الفنية وغيرها، وذلك لتوفير المناخ المناسب لهم في التعبير عن ابداعاتهم الفنية ورفع الروح المعنوية، كما لدينا أيضا فرقة كورال أطفال لذوي القدرات الخاصة بقصر ثقافة روض الفرج في غاية الروعة، وأخرى في صفط اللبن، والفيوم، إلى جانب فرقة فنون شعبية في بني سويف، لذلك فنحن نعمل مع ذوي القدرات الخاصة بشكل جيد.

*كيف تعاملت قصور الثقافة مع جائحة كورونا؟
- أتمنى زوال هذا الوباء من مصر، لأنه كان سببا في إرهاق أجهزة الدولة وتعطيل خط سير المشاريع الثقافية بها، فنحن نتعامل مع الموقف باتباع وتنفيذ كافة الإجراءات الاحترازية والوقائية المشددة التي أقرتها وزارة الصحة والسكان، حفاظا على صحة وسلامة المواطنين والعاملين أيضا.