بيت ديفيس ممثلة شهيرة ومعروفة في وقتها بشخصيتها وموهبتها بالتمثيل، ولقبت بـ"سيدة الأفلام الأولى" وفازت بجوائز لا تعد ولا تحصى خلال مسيرتها الفنية وبعدها، حصلت ديفيس على جائزتي أوسكار، ومثلت بأكثر من مئة فيلم من الأفلام التاريخية إلى قصص الجريمة المثيرة الحديثة والسينما الرومانسية.
كما قدمت أداء مميز بالأدوار القاسية، واعتبرها الجمهور تحدي عظيم، واعتبر النقاد بيت ديفيس بالعبقرية التي يقدرها العالم حتى بعد سنوات عديدة من وفاتها، وولدت روث إليزابيث ديفيس في 5 أبريل من عام 1908 في مدينة لوويل بولاية ماساتشوستس في الولايات المتحدة الأمريكية.
في عام 1921، انتقلت بيت مع والدتها وأختها إلى مدينة نيويورك، حيث دخلت بيت عالمًا ساحرًا من الترفيه. في البداية أرادت أن تصبح راقصة، لكنها وجدت التمثيل أكثر جاذبية، فدخلت إلى مدرسة جون موري أندرسون للمسرح John Murray Anderson لتطور موهبتها بالتمثيل.
في عام 1928، بدأت بيت ديفيس مسيرتها المهنية كفتاة كورس في مسرح برودواي Broadway مع شركة جورج كوكور للمسرح، بالرغم من أنها استمرت لمدة أسبوع واحد فقط، إلا أنها كانت أول فرصة عملٍ مأجور تحصل عليها، وقدمت أول مسرحية لها في عام 1929 وهي The Earth Between وذلك في قاعة الحفلات الموسيقية Provincetown Playhouse في قرية غرينتش.
في عام 1929، ظهرت للمرة الأولى على مسرح برودواي بدورٍ في المسرحية الكوميدية Broken Dishes، ومثلت أيضًا في Solid South، وبينما كانت تقدم هذه العروض، كانت بيت ديفيس تراقب من قبل مكتشف مواهب تابع لاستوديوهات يونيفرسال، قام فيما بعد بدعوتها لإجراء اختبارات الشاشة.
في عام 1930 انتقلت بيت برفقة والدتها إلى هوليوود، وهي لم تفشل في اختبارات الشاشة الأولى فحسب، بل أهينت بكل الطرق الممكنة لكنها لم تستسلم، وفي عام 1931 قدمت أول فيلمٍ لها في السينما Bad Sisters، ولكنه فشل في شباك التذاكر، وبنفس العام مثلت في فيلمين آخرين بإشراف استوديوهات يونيفيرسال وهما Seed و Waterloo Bridge.
كانت سنة 1932 هامةً في حياة بيت ديفيس، فقد استمرت بتقديم أدوارٍ موجهة من استوديوهات يونيفيرسال، فعملت بيت لأول مرة لشركة Columbia Studio لتأدية دور في فيلم The Menace، وبعد ذلك لشركة Capital Films لتشارك في فيلم Hell’s House، ولم ينجح أي من هذه الأفلام في شباك التذاكر، وبهذا انتهى تعاملها مع استوديوهات يونيفيرسال، وقررت بيت أن تعود بعد ذلك إلى نيويورك ولكن القدر أراد عكس ذلك.
عرض عليها دور رئيسي في فيلم The Man Who Played God صدر في عام 1932 لشركة وارنر برذرز Warner Brothers، ووافقت على العرض ولعبت دور غريس بلير في الفيلم، وأصبح ذلك نقطة تحول في حياتها، وعرضت عليها شركة Warner Brothers أن توظفها وبدأت براتب أسبوعي وقدره 400 دولار، وكانت مدة العقد خمس سنوات.
في عام 1934 لعبت بيت ديفيس دور ميلدريد روجرز في فيلم Of Human Bondage ونالت إعجابًا كبيرًا من النقاد على أدائها، كان الدور لشخصيةٍ سلبية رفضتها الكثير من الممثلات، لكن بيت ديفيس رأت فيها فرصةً لتعرض مهاراتها، وقد حصلت على عددٍ مهمٍ من الأصوات في حفل جوائز الأوسكار لأفضل ممثلة عن دورها في هذا الفيلم، ولكن في النهاية لم تفز بالجائزة.
في عام 1935، فازت بيت بأول جائزة أوسكار لأفضل ممثلة عن دورها في فيلم Dangerous، وفي هذه الفترة ما كان يعرض عليها أدوار متوسطة، ولم تسمح لها أيًّا من مؤسسات الإنتاج الداخلي بالعمل بشكل مستقل، لذلك حاولت أن تقطع صلتها مع شركة Warner Brothers.
من عام 1937 إلى عام 1949 ظهرت في العديد من الأفلام الناجحة ورشحت لجوائز الأوسكار عن دورها في فيلم Jezebel في عام 1938، وكان فيلم The Letter في عام 1940 هو من أشهر أفلامها في هذه الفترة، وعندما انتهى عقدها مع شركة Warner Brothers في عام 1949، وصل منحى مسيرتها المهنية إلى مستوى منخفض مرةً أخرى، حيث لم يكن لديها العديد من الأدوار الجيدة.
ظهرت مرة ثانية في عام 1962 وحصلت على ترشيحٍ لجائزة الأوسكار عن دورها في فيلم ?What Ever Happened to Baby Jane، وحصلت على تعليقات جيدة عن فيلم Stangers: The Story of a Mother and Daughter الذي صدر في عام 1979.
خلال الثمانينات عملت أيضا في العديد من الأفلام و البرامج التلفزيونية كفيلم The Whale’s of August الذي صدر في عام 1987 ونال إعجاب النقاد.
تزوجت أربع مرات في عام 1932 تزوجت من هارمون نيلسون، وبالرغم من أن نيلسون لم يكن ناجحًا في مسيرته المهنية مثل بيت، وكان لهذا أثر سلبي في حياتهما الزوجية، وفي النهاية انفصلا في عام 1938، وفي عام 1940 تزوجت بيت من صاحب فندق يدعى آرثر فارنسورث من إقليم نيو إنجلاند، وبينما كان يمشي في هوليوود تعرض لانهيار، وتوفي بعد يومين بسبب إصابة في الرأس وذلك في الخامس من أغسطس عام 1943.
بعد ذلك التقت بيت مع ويليام غرانت شيري، وتزوج الثنائي في عام 1945 وأنجبا بنت سميت بربارا ديفيس هيمان، وهذا الزواج لم يستمر طويلًا وانفصلا في عام 1945، وفي السنوات الأخيرة ساءت علاقتها مع ابنتها وفي النهاية حرمتها من ميراثها، وفي عام 1950 تزوجت بيت من غاري ميريل، وهو ممثل أمريكي حاصل على حوالي الخمسين لقبا في رصيده، وباستثناء بربارا، تبنى الزوجان طفلين آخرين، مارغو و مايكل وانفصلا عام 1960.
توفيت بيت ديفيس بسرطان الثدي في مثل هذا اليوم 6 أكتوبر من عام 1989 في مشفى أمريكي بعمر 81 سنة، وكانت عائدة من إسبانيا إلى منزلها بعد حضورها مهرجان الأفلام الدولي Donostia-San Sebastián.
