الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

محمد الدوي يكتب| شعب واحد.. أمى والممرضة المسيحية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كان عمرى أربع سنوات، وأتذكر مشهدًا لم أنسه طيلة حياتي، دخولى مستشفى حميات إمبابة حيث ترقد والدتى على سرير بداخلها طيلة ٤٠ يوما بسبب نزيف حاد تسببت فيه ممرضة مسيحية أثناء ولادة أختى الصغيرة.
وكانت البداية عندما كانت أمى تلد، استدعت جارتها الممرضة المسيحية التى كانت بينهما عشرة طويلة وقعدات وذكريات لم تنسها والدتى فى يوم من الأيام، وجاءت الممرضة مسرعة إلى والدتى حتى تكون بجوارها وتقف حتى تضع مولودها ولكن يشاء القدر أن يأتى خبر للممرضة أن نجلها صدمته سيارة وهو فى طريقه إلى منزله فاستعجلت فى عملية الولادة وكان هناك أمر خطأ حدث منها مما تسبب فى نزيف شديد لوالدتى، انزعج والدى من الدماء الموجودة بجوار والدتى وقام على الفور بنقلها إلى مستشفى حميات إمبابة.
وهناك تقابل مع أحد الأطباء فسأل عن سبب هذا النزيف فكان الرد: بعد الولادة. فقال من الطبيب الذى قام بعمل ذلك فرفضت والدتى الإفصاح عن صديقتها وقال لها طبيب المستشفى إن لم تقولي عما فعل هذه الجريمة لم أقم بإيقاف النزيف حتى تتوفى، فأكدت على رفضها وبشدة تركها فترة لعلها تراجع نفسها ولكن لم يزيدها ذلك إلا إصرارا كبيرا بعدم الإفصاح عن صديقتها حتى لو كان الثمن حياتها.
ثم قام الطبيب بإدخالها حجرة العمليات لإيقاف ذلك النزيف، وبالفعل قام بإجراء العملية وعندما حكت لى الموقف قالت كيف أبلغ عنها وهى فى شدتها؟.. تركت الدكتور يقول ما يقوله ولم أخشى الموت حينها لأن الأعمار بيد الله ولكن لا بد أن أحافظ على جارتى وعشرة العمر لأنها لم تسئ لى يوما، وكانت المعاملة بيننا أكثر من الأخوات حيث كان أهلى يسكنون فى بلدتى وهى قرية صفط تراب مركز المحلة الكبرى محافظة الغربية، فمن يلحقنى سوى جيرانى وكانت هذه الممرضة المسيحية واحدة منهم، فمن خلال عشرتى لها كانت على خلق كبير ولم تكن تحمل لأحد حقدا أو غيرة فى يوم من الأيام.
وكانت لى تجربة أيضا مع عمى عزت، ولم أكن أعلم أنه مسيحى لفترة طويلة، كان طيب الخلق يدعو من قلبه لى لمجرد أننى أقول له السلام عليكم، فكان يبتسم ويرد السلام.
وما أريد أن أقوله أننا كشعب واحد لم نعتمد على فكرة الدين أو التعصب فالدين لله والوطن للجميع.