الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

حزب تواصل «الإخوان» بوابة تركيا للدخول إلى نواكشوط.. محمد الحسن ولد الددو الشنقيطى ومحمد جميل منصور أهم مفاتيح أنقرة للتغلغل في موريتانيا

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
انتفاضة واسعة من قبل أبناء الشعب الموريتاني، ضد الوجود التركي في البلاد، ظهرت بوضوح مع تنظيم عدد كبير من الموريتانيين تظاهرة شعبية أمام السفارة التركية في العاصمة نواكشوط.
التغلغل التركي الذي استشعره أبناء الشعب الموريتاني، يأتي مع وجود مخططات من قبل نظام رجب طيب أردوغان، لتغلغل والسيطرة على موارد موريتانيا، وكذلك اتخاذ الدولة العربية على ساحل المحيط الأطلسي، قاعدة لتغلغل في أفريقيا وأيضا تهديد أوروبا.
الأطماع التركية أيضا في موريتانيا كانت تتركز على ثروات موريتانيا، ورغبة الشركات التركية للحصول على ثروات الموريتانيين عبر "بوابة الاستثمار" والتي تشكل واجهة "اقتصادية" للتغلغل والسيطرة ودعم أدوات تركيا في موريتانيا وخاصة تنظيم الإخوان المسلمين، أو حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية المعروف إعلاميا بحزب "تواصل".


ويعد محمد الحسن ولد الددو الشنقيطي، الأب الروحي للإخوان والجماعات المتطرفة في موريتانيا ويقيم في عاصمة التنظيم الدولي للإخوان "اسطنبول"، إضافة إلى محمد جميل منصور، الأمين العام السابق لحزب "تواصل"، أهم مفاتيح تركيا للتغلغل في موريتانيا.
حزب "تواصل" الإخواني، الذي جرى تدشينه في صيف العام ٢٠٠٧، يعد الوريث الأبرز للإسلام السياسي في موريتانيا، حيث يتبع الحزب، فكر جماعة الإخوان ومتأثر بأفكار حسن البنا وسيد قطب، ويعمل على الوصول للسلطة.
وظهر فكر جماعة الإخوان في موريتانيا بمنتصف السبعينيات مع تأسيس حركة الإصلاحيين الوسطيين، وكانت الجماعة الإسلامية هي أول تنظيم للتيار الإسلامي في موريتانيا، وتطورت أوضاع الإخوان حتى وصلوا لتأسيس تنظيم "حاسم" في ١٩٩٠، ثم حزب الأمة وأخيرا حزب "تواصل".
ووفقا لبيانات الحزب يبلغ عدد أنصار "توصل" نحو ١٠٠ ألف شخص، ويترأس "التجمع الوطني للإصلاح والتنمية" محمد محمود ولد سيدي، والذي انتخب رئيسا للحزب في ديسمبر ٢٠١٧، خلفا لجميل ولد منصور.
الانخراط التركي في الداخل الموريتاني من خلال حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية، يشكل جزءًا من رؤية أنقرة الإستراتيجية للتغلغل في مناطق عدة في القارة الأفريقية وخاصة في منطقة غرب ووسط القارة السمراء وكذلك تطويق شمال أفريقيا ومنطقة الساحل والصحراء والتي تعد موريتانيا حجر الزاوية في هذا المخطط.
الرئيس الموريتاني السابق محمد ولد عبد العزيز كان لديه مخاوف من الدور التركي ودعمهم لتنظيم الإخوان في تهديد استقرار وزعزعة الدولة الموريتانية.
ولد عبد العزيز قد صرح في حديث صحفي نشرته وسائل إعلام: "ليس من الطبيعي أن يستخدم حزب واحد الإسلام ويحتكره، هذا غير مقبول، ولن يكون مقبولًا في المستقبل"، ولم يستبعد اتخاذ إجراءات ضد حزب التجمع الوطني للإصلاح "تواصل"، مؤكدًا أن اتخاذ الإجراءات سيتم في حينه. وأضاف قائلًا: "المآسي التي تسببت فيها الحركات الإسلامية المتطرفة للعرب والمسلمين أكثر من القتل والمآسي التي تسببت فيها إسرائيل للفلسطينيين وللعرب في ثلاث حروب خاضتها معهم".
ولد عبدالعزيز عمل على مواجهة التمويل المتدفق النقدي من قبل تركيا من أجل تمويل الذراع السياسية للإخوان المسلمين في موريتانيا، أشار تقرير صادر عن موقع The portal إلى أن المحاولات التركية للتدخل في موريتانيا تستهدف زعزعة الاستقرار، عبر تمويل مراكز متهمة بتعزيز الأيديولوجية التكفيرية وإنشاء كيانات، تحت ستار الجمعيات الخيرية، تهدف إلى اختراق المجتمع الموريتاني.
إجراءات ولد عبدالعزيز لتقليم أظافر الإخوان تضمنت قرارًا بإغلاق جمعية "المستقبل للدعوة والثقافة والتعليم" التى تم إنشاؤها عام ٢٠٠٨، والتى استخدمها التنظيم لتحقيق مصالحه السياسية. كما سحبت السلطات، أواخر الشهر الماضي، ترخيصًا كانت قد منحته لجامعة "عبدالله ياسين" التي يهيمن عليها تيار الإخوان المسلمين في موريتانيا، ما فسّره البعض بأنه يأتي ضمن حزمة من الإجراءات التي وضعها ولد عبدالعزيز لقصقصة أجنحة الجماعة العلمية والمالية، تمهيدًا لحل واجهة الإخوان السياسية "تواصل"، وربما حظر نشاط الجماعة نفسها.
وفي يناير ٢٠٢٠ نظم المركز العربي الأفريقي للتنمية في موريتانيا"، ندوة بعنوان "التدخلات الأجنبية في الوطن العربي.. التدخل التركي في ليبيا نموذجا"، شارك فيها عدد كبير من الإعلاميين والحقوقيين، بالتزامن مع انطلاق فعاليات مؤتمر "السلام في ليبيا" بالعاصمة الألمانية برلين.
وانتقد المشاركون تدخلات تركيا في المنطقة العربية، وخصوصًا تدخلها العسكري في ليبيا، وأكدوا أنها تؤدي لزعزعة الأمن والاستقرار، ويعكس مطامعها التوسعية في أفريقيا.
وخلال الندوة، قال أحمد سالم ولد الداه، مدير المركز ونقيب الصحفيين الموريتانيين: إن تدخل تركيا في ليبيا جاء لتلبية الأطماع التوسعية للحكومة التركية، داعيًا الليبيين إلى تفويت الفرصة على هذه النوايا، والجلوس إلى طاولة الحوار، ونبذ الفرقة؛ من أجل قطع الطريق على القوى الأجنبية في الوطن العربي. ومن جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي الموريتاني المصطفى محمد المختار، إن الإخوان لا يقيمون وزنًا أو قيمة لأوطانهم، بقدر مصلحة التنظيم الدولي، وتحقيق أجنداته حتى ولو كانت على حساب المصلحة الذاتية لهذا البلد العربي أو ذاك، لافتا إلى خطورة الأذرع الإعلامية المبررة للتدخل العسكري التركي في ليبيا، واختطافها عقول كثيرين من الشباب والأجيال الصاعدة.