جهود كبيرة تبذلها الدولة للحد من تلوث البيئة والاستفادة من المخلفات، والارتقاء بمنظومة إدارة المخلفات وبخاصة المخلفات الصلبة، وذلك في إطار توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بضرورة العمل على تفعيل منظومة إدارة المخلفات واستغلالها الاستغلال الأمثل الذي يحولها إلى طاقة وينعكس بشكل إيجابي على المواطن المصري وتحسين الأوضاع البيئية والصحية والمعيشية للمواطنين.
ولتفعيل منظومة إدارة المخلفات اجتمع وزراء البيئة والتعاون الدولي والتنمية المحلية قبل أيام؛ من أجل بحث إمكانية تفعيل منظومة إدارة المخلفات وتوفير الموارد المالية والتمويلات اللازمة من المؤسسات الدولية بأفضل الشروط المتاحة.
خبراء البيئة أكدوا أن مصر بحاجة لاستغلال أمثل للمخلفات الأمر الذي ينعكس بشكل إيجابي على البيئة وكذلك الاقتصاد المصري لما تمثله هذه المخلفات من ثروة مهدرة.
وفي هذا السياق، قال الدكتور مجدي علام، مستشار وزير البيئة السابق، إن المشكلة الحقيقية لدينا هي أن الدولة لا تستغل المخلفات بشكل اقتصادي من الممكن أن يدر علينا أرباحا كبيرة، وبخاصة إذا اتجهنا لاستغلال المخلفات الصلبة، وهو ما ترمي إليه المنظومة الجديدة لإدارة المخلفات.
وأضاف علام أنه من غير المعقول أن تكون النسبة المستغلة من المخلفات لا تتعدى الـ 10%، وهو نتاج عمليات إعادة تدوير بعض المخلفات البسيطة مثل العبوات والأدوات البلاستيكية والمعدنية، في حين أن إجمالي المخلفات في مصر يتجاوز الـ 80 مليون طن على الأقل.
وعن مشروعات إعادة التدوير، يقول علام إنه من الواضح أن مساعي الدولة للاستفادة من المخلفات أصبحت أكبر من أي وقت مضى، وهو ما نلاحظه من جهود للسيطرة على التلوث وإدارة المخلفات، ولكن الدولة تحتاج لتمويلات كبيرة وبالتالي تتجه للمؤسسات الدولية، داعيا في الوقت ذاته إلى ضرورة مساهمة القطاع الخاص في مشروعات إدارة المخلفات.
أما الدكتور محسن الحاجري، أستاذ علم الإلكترونيات بالمركز القومى للبحوث، فيؤكد أن المخلفات الصلبة وبخاصة الإلكترونية تمثل ثروة اقتصادية كبيرة إذا أحسن استغلالها بشكل جيد ستسهم في الارتقاء بالاقتصاد المصري والوصول به إلى مراحل متقدمة.
وأضاف الحاجري أنه في ظل التطور التكنولوجي تكثر المخلفات الإلكترونية من أجهزة ومعدات وحاسبات إذا أحسن استغلالها من الممكن أن تعود بالنفع على الدولة، موضحا أن فصل النفايات عملية في غاية الأهمية، من أجل تحقيق الاستفادة الأكبر من هذه النفايات وبالتالي، يجب وضع آليات وخطط لعملية إدارة المخلفات ترتكز على عمليات الفصل بين المخلفات.
وتابع: "فصل النفايات الإلكترونية مثلا وتوجيهها لعمليات إعادة التدوير من الممكن أن يعود بالنفع ويقلل من كمية المواد والأجهزة المستوردة وبالتالي تحقيق الاستفادة القصوى من الموارد المتوفرة في المخلفات، وتصنيف المخلفات أيضا يسهل عمليات إعادة تدويرها والتعامل بشكل أفضل من حيث الطريقة المثلى لاعادة استخدام هذه المخلفات بشكل يخدم البيئة ويقدم للمواطن سلعة عالية الكفاءة دون أي عيوب".
