الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

بحكم محكمة.. «حزب الله» اغتال رفيق الحريرى في 2005...سعد: ضحينا بأغلى ما عندنا من أجل لبنان

 رفيق الحريرى
رفيق الحريرى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بعد مرور ١٥ عامًا  على الجريمة، أسدلت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، الثلاثاء الماضي، الستار على قضية اغتيال رئيس الوزراء رفيق الحريري على يد حزب الله اللبناني.
وبعد ١٥ عامًا من التحقيق والبحث في عشرات الآلاف من الملفات والمحادثات الهاتفية والإدانة المباشرة لقائد من قيادات حزب الله، قضت المحكمة بإدانة عضو بحزب الله في القضية، بينما برأت ٣ متهمين آخرين لعدم كفاية الأدلة.
فيما اعتبر مراقبون الحكم بمثابة مفاجأة، بالنسبة لمتابعي القضية داخل لبنان وخارجه، ووسط اندهاش من قبل مؤيدي تيار المستقبل، الذي أسسه رئيس الوزراء اللبناني الراحل.
ورأى مراقبون أن الحكم، جاء بمثابة مفاجأة لكثيرين، ممن كانوا يتابعون القضية، داخل لبنان وخارجه، والذين كانوا يتوقعون إدانة لعدد أكبر من المتهمين، ففوجئوا بإدانة شخص واحد، بتدبير وتنفيذ عملية الاغتيال.
كان بعض المنتمين لتيار المستقبل، طرحوا تساؤلات رغم قبولهم بالحكم، حول كيف يتسنى لشخص واحد أن يقوم بتنفيذ عملية اغتيال كبيرة بمفرده، لكن قانونيين يرون أن الحكم ربما جاء على هذه الطريقة، نظرا لعدم توافر أدلة كافية حول المتهمين الآخرين كما أشارت المحكمة، مع إدراك حقيقة أن الحكم غيابي وأن أيا من المتهمين لم يسلم قط للمحكمة.
وقال رئيس المحكمة، القاضي ديفيد راي في نص الحكم "تعلن غرفة الدرجة الأولى سليم عياش مذنبا بما لا يرقى إليه الشك بصفته شريكا في ارتكاب عمل إرهابي باستخدام مادة متفجرة، وقتل رفيق الحريري عمدا، وقتل ٢١ شخصًا غيره، ومحاولة قتل ٢٢٦ شخصًا"، هم الجرحى الذين أصيبوا في التفجير الذي قتل فيه الحريري في ١٤ فبراير عام ٢٠٠٥، مضيفا أن المتهمين الآخرين، حسن حبيب مرعي وحسين حسن عنيسي، وأسد صبرا " غير مذنبين فيما يتعلق بجميع التهم المسندة إليهم".
وبجانب تبرئة ثلاثة من الأربعة المتهمين، والأعضاء بحزب الله، فإن المحكمة قالت أيضا، إنه لا يوجد دليل على ضلوع قيادة الحزب أو سوريا في التفجير، الذي أودى بحياة رئيس الوزراء اللبناني الراحل.

من جانبه تعهد نجل رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري بأنه لن يستكين حتى معاقبة قتلة أبيه، بعد أن أدانت محكمة تدعمها الأمم المتحدة يوم الثلاثاء عضوًا في حزب الله بالتورط في اغتيال ٢٠٠٥.
وفي وسط بيروت، وقف أفراد عائلة الحريري والموالون له عند قبره بانتظار ابنه سعد، وهو أيضا رئيس وزراء سابق، للتحدث من خارج المحكمة في لاهاي.
وقال الحريري "لأول مرة في تاريخ الاغتيالات السياسية في لبنان، يكتشف اللبنانيون الحقيقة".
وأضاف "أهمية هذه اللحظة التاريخية هي الرسالة لمن ارتكبوا هذه الجريمة الإرهابية والذين خططوا لها: أن عصر استخدام الجرائم لأهداف سياسية والإفلات من العقاب ودون دفع أي تكلفة انتهى".
وتابع الحريري "نقول للجميع: لا أحد ينبغي أن يتوقع منا المزيد من التضحيات. لقد ضحينا بأغلى ما عندنا.. حزب الله هو الذي يجب أن يقدم التضحيات اليوم".
وأضاف "اتضح أن الشبكة المنفذة من داخل (حزب الله). فهم يعتقدون أن العدالة لن تصلهم وأن العقوبة لن تنفذ بحقهم.. أكرر: لن نستكين حتى يتم تنفيذ العقوبة ".
واعتبر الحريري أن قرار المحكمة بإدانة متهم من أصل أربعة أظهر "مصداقية عالية" للمحكمة كما أنها "غير مسيسة". 
وقال "المطلوب منه أن يضحي اليوم هو حزب الله الذي أصبح واضحًا أن شبكة التنفيذ من صفوفه ويعتقدون أنه لهذا السبب لن تمسكهم العدالة ولن ينفذ فيهم القصاص".
من جانبها قالت سناء الشيخ التي أصيبت في الانفجار الذي استهدف الحريري لقد صدمت فبدلا من توسع شبكة (الجناة)، أصبح الآن رجلًا خارقًا واحدًا فعل كل ذلك، وكلفت المحكمة ما يقرب من مليار دولار.
وقال رئيس حزب الكتائب سامي الجميل على تويتر "إلى متى سيستمر العالم في تجاهل جماعة مسلحة مدعومة من الخارج وليس لبنان؟"
ولم يعلّق حزب الله على الحكم لكنه نفى في أكثر من مناسبة مزاعم تورطه في عملية الاغتيال.
وسليم جميل عياش البالغ من العمر ٥٦ عامًا، هو أحد أربعة أشخاص قيل إنهم ضالعون في عملية الاغتيال، بحسب ما قاله رئيس قضاة المحكمة ديفيد ري.
وقضت المحكمة بأن عياش مذنب، بما لا يدع مجالا للشك، باعتباره أحد مرتكبي الجريمة. وإنه كان على علم بها وتوافرت لديه نية ارتكاب عملية قتل عمد لـ٢١ شخصا آخر، ومحاولة القتل أيضا لـ٢٢٦ شخصا آخر.
حضر جلسة المحكمة سعد الحريري، رئيس وزراء لبنان السابق، وسط حراسة مشددة، للاستماع إلى الحكم.