لم تكن أزمة اللاعب رمضان صبحي، بعد انتقاله لصفوف نادي "بيراميدز"، وعدم توقيعه للنادي الأهلي "صاحب الفضل" عليه وعلى غيره من اللاعبين الذين بدءوا حياتهم الكروية من داخل جدران النادي العريق، هي الأخيرة من حيث حالة الجدل التي شهدتها منصات التواصل الاجتماعي بمختلف أنواعها خلال الأيام القليلة الماضية، فالمتابع الجيد لهذا الملف يعلم جيدًا أنه سينتهي عند تداول صورة لأحد المشاهير أثناء تناوله وجبة طعام رفقة أصدقائه بالساحل الشمالي، لتبدأ بعدها حالة جديدة من الجدل حول مصدر أمواله ومن أين حصل عليها.
الغريب في الأمر هنا هي حالة الهجوم الشديد التي تعرض لها "صبحي"، من بعض رواد السوشيال ميديا أو الجماهير بعد نشر بعض المواقع الإلكترونية والصحف المبلغ المالي الذي سيحصل عليه خلال 3 مواسم هي مدة تعاقده مع الفريق المنضم إليه حديثًا، والذي تجاوز الـ90 مليون جنيه، وصلت لحد اتهامه بالخيانة، بل وصل الأمر لقيام أحد الأشخاص بالدعاء عليه أن يُصاب قبل خوض أي مباراة مع الفريق الجديد، فكيف لابن النادي أن يترك النادي الذي كان سببًا في ظهور اسمه، والجميع لا ينكر ذلك.
علينا جميعا أن نعي جيدًا أن اللاعب أعطى للنادي مثل ما قدم له، وأن رغبته في الانتقال لأي فريق آخر مهما كانت أسبابه، أمر لا يعيب اللاعب ولا ينقص من موهبته، فمن يهاجمونه هم أنفسهم كانوا سيرجحون مصلحتهم قبل أي شيء، إذا وُضعوا في نفس الموقف، أما إذا كان حبهم للنادي أغلى من الأموال فعليهم أن يقتلوا رمضان صبحي حتى يخلُ لهم مقعد ابن النادي.
حال رمضان كحال جميع الفئات في الشارع المصري، والتي تبحث دائمًا عن تقدم مستوى المعيشة، والذي يتمثل في السعي للحصول على عمل يُدر راتبًا عاليًا يضمن لهم حياة كريمة لتأمين مستقبل أبنائهم، فاللاعب لم يقترف جرمًا أو ذنبًا عند تفكيره للانتقال لمكان قدر اسمه وموهبته ماديًا، في الوقت الذي فشل "صاحب الفضل" من احتواء الموقف مع اللاعب كغيره من اللاعبين الذين انصرفوا عن النادي بسبب بعض الأخطاء الإدارية، القائم عليها بعض الأشخاص، خاصة أن ثقافة الاحتراف لا تعرف العواطف وهو المتعارف عليه في جميع أنحاء العالم، أو كما قال لي مالك أحد المقاهي هنا في جنوب الصعيد:" رمضان صبحي من حقه يدور على مصلحته".
سيظل رمضان صبحي أحد أهم اللاعبين في الدوري المصري، خلال الفترة الماضية؛ الأمر الذي يحتم عليه أن يسير على هذا النهج ولا يلتفت لصراعات السوشيال ميديا التي لن تكف عنه أو عن غيره.
