السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

يوم الصحافة الميتة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أثر انتشار الوباء العالمى على كل أجزاء الأرض بشكل أو بآخر. وطالت يده الاقتصاد بشكل موجع. والإعلام جزء لا يتجزأ من أية منظومة اقتصادية طوال الوقت. وتألم الإعلام كثيرًا. قلت موارد التمويل مع قلة دخول كل جهات الأعمال الكبرى، ولا سيما دخول الإعلانات التى عانت شركاتها من الحظر المنزلى تارة ومن خوف الناس من التعامل مع أجسام يلمسونها أو يلبسونها تارة أخرى.

رأينا في صحافة وسط وجنوب أفريقيا معاناة كبيرة كغيرها من الجهات الصحفية في العالم أجمع. من ذلك الاستغناء الكبير عن خدمات عدد من الصحفيين في نيجيريا على إثر غياب جزء كبير من التمويل في الشركات الإعلامية هناك. كان ذلك بمثابة زلزال كبير في نيجيريا التى تعد صحافتها ضمن الحركات الصحفية الأكثر حيوية في أفريقيا. وأظهرت وسائل الإعلام مقولة أحد العمال بقوة حين قال: "كانت صدمة بالنسبة لى لأننى لم أرتكب أى خطأ لتبرير مثل هذه المعاملة"، لا سيما حين طلب عدم الكشف عن اسمه حتى لا يُحرم أيضًا من المكافأة الرمزية التى يستحقها. وفى غانا ضرب عدد من القوانين منعت الإعلاميين من بعض التغطيات الإعلامية حفاظًا على أمن وسلامة البلاد، لكن الإعلاميين لم يتوقفوا عن الشكوى، لأن قيامهم بما تطلبه منهم مؤسساتهم يعنى خرق القوانين في كثير من الأحيان.

توقفت بعض المطبوعات الرائدة عن الصدور حين غاب التمويل وخاف القاريء من لمسها كما رأينا في أوغندا، وخفّضت بعض شركات الإعلام الأجور بما يصل إلى النصف في كينيا، وفى ناميبيا تم تخفيض ساعات العمل وتسريح الموظفين الزائدين عن حاجة العمل.

دعت كل هذه الظروف السيئة صحفيو الكاميرون لتنظيم يوم أسموه بـ"يوم الصحافة الميتة" الذى صاغ مشكلات الصحافة والنشر وسط وجنوب أفريقيا تقريبًا. حدد الناشرون الصحفيون لهذا اليوم أن يكون في يوم الرابع من مايو ٢٠٢٠م، وصاغوا عشرًا من الشكاوى لتبرير قرارهم، وهي: فض الدولة دعم مرونة الصحافة المملوكة للقطاع الخاص في مواجهة جائحة كوفيد١٩، إبراز الهشاشة الاقتصادية للصحافة بسبب الإجراءات التقييدية التى اتخذتها الدولة في سياق الكفاح ضد كوفيد١٩، عدم الإفراج في الوقت المناسب عن الدعم المؤسسى للدولة الذى كان يسمى في السابق (مساعدة صحفية) لوسائل الإعلام المملوكة للقطاع الخاص، تراكم متأخرات الخدمات المستحقة للصحافة من قبل الهيئات والإدارات العامة، محدودية وصول الصحف المملوكة للقطاع الخاص إلى المشتريات العامة، فيما يتعلق بإدراج الإعلانات، فدان الوزن المتزايد للمحفظة الإعلانية والتمديدات غير المبررة لمواعيد الدفع للإعلانات المذكورة من قبل الشركات، ضعف مبيعات الصحف بعد صعوبات التوزيع عبر الدولة، ضعف مبيعات الصحف بعد صعوبات التوزيع عبر الدولة، عدم تنفيذ التوصيات ذات الصلة الصادرة عن العقارات العامة للاتصالات لعام ٢٠١٢، ولا سيما عدم إعداد قانون الاتصال الاجتماعي في الكاميرون، الاعتقالات التعسفية للصحفيين أثناء ممارسة وظائفهم والحفاظ على الحرمان من الحرية بسبب جرائم الصحافة بما يتعارض مع المعايير والالتزامات الدولية للكاميرون.

زادت الضغوط على كاهل الصحافة الأفريقية في ظل العمل تحت نير نظرة الاستعلاء الأوروبية والأمريكية التى ترى أن قارة أفريقيا لن تتمكن من التعامل مع الوباء ويتكون أكبر ضحاياه، فالأمر، على حد قول أحد الصحفيين بوسط أفريقيا، يذكرهم بالنكران الكبير لكل نجاح يحدث في أفريقيا بإدعاء أن الأفارقة ضعيفون في قارة بعيدة.

إن الإعلام يعاني، وفى أثناء معاناته يواصل التحرك قدر ما تسمح له القوة في قدميه المكبلتين بالعوائق. إلا أنه يرى العالم الآن وهو يتغير، ويسجل هذا التغير في حذر. لا سيما حين يسجله في قارة مثلت طوال الوقت لغزًا للكثيرين. وهى قارة طيبة أهلها طيبون.