الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

الأخبار

داعية بالأوقاف: "ثقافة الابتسامة" دليل على التفاؤل وسبيل للإيجابية

 الدكتور أسامة فخري
الدكتور أسامة فخري الجندي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
واصل الدكتور أسامة فخري الجندي، الداعية بوزارة الأوقاف، خواطره الرمضانية في اليوم الخامس والعشرون من شهر رمضان، تحت عنوان"ثقافة الابتسامة.. دليل على التفاؤل وسبيل للإيجابية".
وقال الجندي، إن الأخلاق في حقيقتها هي ترجمة عملية للاعتقاد والإيمان الصحيح، كما أنها هي التي تشكل هُويّة الأمم، وتصنع الحضارات، وتحول دون أي فساد أو انحطاط لا أخلاقي في المجتمعات، موضحا من هذه الأخلاق القيم والآداب والأخلاق التي أكّد عليه الإسلام ودعا إليها: (قيمة الابتسامة)، ذلك الخلق الذي لم يفارق رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالإنسان منا يستطيع أن يحقّقَ - كما ذكرت النصوص النبوية المشرفة - ( الكمال في الإيمان – الموازين المُثَقّلة – القرب من رسول الله صلى الله عليه وسلم – بلوغ أسمى ما يرجوه كل إنسان منا وهو نيل محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم – وغير ذلك ) عن طريف ثقافة البشاشة والتبسم.
وأكمل: الإبتسامة تؤكد على صفاء ونقاء سريرة صاحبها، وبها يدخل على قلب الآخر السرور والقبول، وهي في ذاتها دليل على الرحمة والرحابة وعدم القسوم والغلظة، بل إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد بيّن أن لصاحب الابتسامة أجرًأ وفيرًا، فقال صلى الله عليه وسلم: (تبسمك في وجه أخيك صدقة)، وسنجد الإمام البخاري في كتابه الصحيح قد أفرج بابًا كاملًا في صحيحه تحت عنوان (باب التبسم والضحك)؛ مما يؤكد على ما كان يتسم به رسول الله صلى الله عليه وسلم من التبسم وعدم مفارقته هذا القيمة العظيمة التي تفتح القلوب، وقد قال صلى الله عليه وسلم: ( إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فليسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق).
واستدل بما رواه جرير بن عبدالله رضى الله عنه قال: ( ما حجبني النبي صلى الله عليه وسلم، ولا رآني إلا تبسم في وجهي ) رواه البخاري، مشددا علينا أن ننشر ثقافة الوجه الطلق ؛ لنؤكد على قيم السماحة والرحمة والسعادة بيننا، والتأكيد على معاني الأخوة والترابط، وفي ذلك قمة التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقد قال صلى الله عليه وسلم: (لا تحقرن من المعروف شيئًا ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق ) رواه الحاكم والبيهقي في شعب الإيمان.
وأوضح أن إن بالابتسامة يستطيع المرء أن يصفي النفس من بواعث الكراهية والحقد والحسد والبغض وغير ذلك من الخلاق المذمومة، فيتأكد بذلك قيم المن الاجتماعي والنفسي بين الناس جميعًا، كما أن الابتسامة مصدرها هو القلب وطريقها أيضًا هو القلب، فيصل من خلالها قيم الود والألفة والإخاء، وكما قال ابن عيينة رحمه الله: "البشاشة مصيدة القلوب"، تلك هي الابتسامة التي جعلت جرير بن عبدا لله البجلي رضي الله عنه ينتبه لها ويتذكرها ويكتفي بها هدية من الرسول العظيم فيقول: "ما رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا تبسم في وجهي" (رواه البخاري).
وشدد الداعية بوزارة الأوقاف، أننا أحوج ما نكون إلى تبسم في وجه الأخ والصديق والجار والزميل، لا سيما في هذا الزمان الذي طغت فيه المادة وقلت فيه الألفة وزادت فيه الصراعات، إلى تبسم الرجل في وجه زوجته والزوجة في وجه زوجها واستثمار القيم الجمالية فبين الزوجين، بين الصديقين، بين الأستاذ وتلميذه، بين الرئيس ومرؤوسه، لا سيما في زمان كثرة فيه المشكلات الاجتماعية، فالإسلام لم يدعوا أبدًا إلى الوجه العبوس، ولا إلى تقطيب الجبين، ولا إلى الكبرياء وغير ذلك مما هو مذموم.
وأردف: ما أحوجنا إلى التبسم في وجه اليتيم والأرملة والمحتاجين، فندخل السرور على أنفسهم ونقدم لهم يد العون والتكافل والتراحم، وباب ذلك كله هو الابتسامة، ما أحوجنا على ابتسامة من التاجر يكسب بها القلوب وتأتيه البركة، ويبسط الله له في رزقه، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (رحم الله عبدًا سمحًا إذا باع سمحًا إذا اشترى سمحًا إذا قضى سمحًا إذا اقتضى)، بل وتكون له المغفرة، قال صلى الله عليه وسلم: (غفر الله لرجل ممن كان قبلكم كان سهلًا إذا باع سهلًا إذا اشترى سهلًا إذا اقتضى).
واختتم: "فلنحي هذه السنة المهجورة فيما بيننا ولنستحضر ما يترتب عليها من أجر وفير وآثار إيجابية في شتى جوانب الحياة، لا سيما في مثل هذه الظروف التي لا بد فيها من التفاؤل والتصرف بإيجابية، ولا شك أن الابتسامة أحد السبل لذلك".