الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

قصور مصر|| قصر السلطانة ملك.. مقر أول وآخر سلطان للبلاد

قصر السلطانة ملك
قصر السلطانة ملك
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تميزت مصر منذ فجر التاريخ بالعمارة، إذا خلفت العمارة المصرية القديمة العديد من الآثار التى تدل على حرفية وإتقان الفنان المصرى عبر العصور، وقدرته الفائقة على تشييد القصور، إذا كشفت الحفريات في مدينة تل العمرانة، والأقصر عن عدد كبير من القصور، واستمر الوضع عبر العصور والحضارات المتعاقبة على مصر فمرورًا بالعصر البيزنطى، والقبطى، والإسلامى، وحتى الدولة العلوية، فبدأت القصور في مصر تأخذ العديد من الطرز المعمارية، وفى هذه السلسلة من الحلقات والتى تستمر على مدى شهر رمضان الكريم سنتعرف على أهم القصور في مصر المحروسة.
لم يبق منه سوى أطلال متهرئة بعد أن كان مقرا لأول وآخر سلطان للبلاد، «الملك حسين كامل إنه قصر السلطانة «ملك» والذى قام بتصميمه مهندس قصر البارون امبان، فكانا معًا أول قصرين تم تشيدهما في ضاحية مصر الجديدة. 
فقد القصر بريقه وبهاء زخارفه خلف الدكك الخشبية المتهرئة بعد أن تحول القصر إلى مدرسة، وتحولت الغرف ذات الحوائط الورقية ذات الرسوم البديعة إلى مجرد فصول مدهونة بالجير، أما دفايته الرخامية ففقدت معظم أجزائها، واختفت مشربياته البديعة وراء مكاتب المدرسين وتم تشويه أعمدته بالكتابات التذكارية. 
القصر الذى بُنى ليكون مقرًا لزوجة السلطان حسين، وعلى بعد خطوات من قصر البارون في مدينة «هليوبوليس» أو مدينة الشمس تكاد لا تلمحه من كثرة التشويه الذى أصابه، ففى العام 1910 بدأت مغامرة البارون البلجيكى إمبان لإنشاء ضاحية هليوبوليس، والذى وضع تصميمه المهندس جوسيار وأعجب به الأمير حسين كامل واختار أن يبنى قصرًا للسلطانة ملك في مواجهته، ولكن يكون على الطراز العربى، ومن تصميم نفس المهندس، وعندما مات السلطان عجزت السلطانة ملك عن سداد الأقساط في عام ١٩٣١ فعاد مرة أخرى إلى الشركة وتم الاتفاق على أن يتم تأجيره نظير مائة جنيه في الشهر، ولا يزال القصر حتى الآن مؤجرا لهيئة الأبنية التعليمية. 
ويُعد القصر من أهم القصور بمصر الجديدة وقد بنى على مساحة كبيرة يحده من الاتجاه القبلى شارع الثورة، ومن الاتجاه الشرقى شارع العروبة، وفى مواجهة قصر البارون ومن الجهة القبلية يوجد مسجد السلطان حسين كامل. 
ويوجد بالقصر عدة أجنحة للنوم والاستقبال والوصيفات، وكانت مفروشة بأفخر الأثاث، ويتكون القصر من مبنى رئيسى بنى على الطراز الإسلامى وتم تطعيمه بأسلوب الباروك والركوكو، ويضم المبنى
ثلاثة أدوار أو طوابق كانت تضم حجرات الاستقبال الملكية وأجنحة السلطانة ملك، وقد زينت الأسقف برسوم زيتية للملائكة، وقصص أسطورية منفذة بالزيت، وألوان مائية لا تزال تحتفظ بجمالها. 
والقصر الآن يعانى أقصى درجات الإهمال فقد تحولت الغرف إلى فصول تناثرت فيها الدفايات الرخامية، والتى لا يوجد لها مثيل الآن، ولم يعد هناك من محتويات القصر سوى بعض الرسوم الزيتية في الأسقف والزخارف التى تحتاج للحفاظ عليها، والدفايات الرخامية ذات المرايا المذهبة التى تهشم معظمها، والأعمدة الرخامية التى تم تشويهها بكتابات الطلاب والجدران التى تم ثقبها بالمسامير.