الإثنين 20 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

|| آلهة مصر القديمة || "بتاح" سيد الحرفيين الأول وإله البعث

بتاح
بتاح
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تعددت المظاهر المعبرة عن الحضارة المصرية في أوج مجدها، وكان على رأس هذه المظاهر الآلهة المصرية القديمة التى عبرت عن وجودها الاجتماعي والطبيعى، والتى كانت من ضمن جوانب هذه الحياة بكل ما بها من زخم وتناغم وازدهار. وقد تخطى عدد المعبودات في الحضارة المصرية القديمة الألف معبود التى كانت تمثل جوانب الحياة المختلفة، كالنمو، والشمس، والخصوبة، والفنون، والحياة والموت، وغيرها، إضافة إلى أن العديد من النصوص المصرية القديمة ذكرت أسماء بعض الآلهة دون الإشارة إلى طابعها أو دورها. «البوابة» تصطحبكم خلال أيام الشهر الفضيل في جولة لتاريخ مصر القديم، فحينما كانت أغلب دول العالم تنام في العراء، وتقتات من الترحال في دروب الصحارى، وتلتحف السماء غطاء لها، كانت مصر قوة ضاربة على كل المستويات، فمصر أول بلدان الأرض التى عرفت الإله ووحدته وعبدته، بل وجعلت لكل قوة كامنة في الطبيعة أو في الحياة المصرية «رمز» يعبّر عنها، أُطلق عليه لقب «إله»، لم يكن هذا الإله يعبد لدى المصريين، ولكنهم كانوا يجلونه ويقدسونه، لاعتقادهم أن روحه تحوى القوة الخارقة المسيطرة على هذا الجانب من جوانب الحياة، وفى حلقة اليوم سنتحدث عن الإله «بتاح».
في الأساطير المصرية «بتاح» كان تأليها للربوة المقدسة في قصة بدء الخليقة الإنيادية، وأهمية «بتاح» في التاريخ يمكن فهمها من كون الإسم الغربى لمصر Egypt مشتق من الهجاء اليونانى للكلمة «ح-وت-كع-پتاح» وتعنى «معبد كا پتاح» وهو معبد في منف.
عُرف في الدين المصرى القديم بمعبود ممفيس «منف» القوى، إله الفنانين وملهمهم وحاميهم، هو الإله الخالق، بتكمن قوة عملية الخلق وكان أسلوبه في الخلق يقوم على القلب واللسان، القلب يوحى بالفكرة للسان الذى ينطق بها، وثالوثه يتكون منه ومن زوجته سخمت، وابنهم نفر توم، وقابله في اليونانية القدية الإله «هيفايستوس» إله الحدادة. 
كان «بتاح» معبود مدينة «منف» صوّر في صورة إنسان ملتف بثوب محكم الالتفاف على جسمه كما هو الحال في الحال في المومياءات، جعلته أسطورة مدينته خالق العالم بواسطة قلبه الذى يساوى الفكر، ولسانه الذى يساوى الخلق بالنطق، واعتُبر أحد حماة الملكيّة، والمعبود المشرف على الأعياد التذكاريّة، نسب إليه اختراع الصناعات وصار الصنّاع تحت حمايته، وكان كاهنه الأعظم يحمل لقب «سيّد أساتذة الصنّاع» انتحل المعبود «بتاح» شخصية المعبود الجنائزى «سوكر»، وكوّن أسرة آلهيّة تتآلف من زوجته المعبودة «سخمت» وابنهما «نفر توم» اللوتس المعطّر.
تمثال الإله بتاح في المتحف المصرى في هيئته التقليدية على شكل المومياء، حيث تخرّج يديه من ثنايا ردائه وتقبض على صولجان الواس الذى يرمز للرخاء، وقد شكلت رأس الصولجان على هيئة عصا برأس وتنتهى بشوكتين، وقد طعمت عينا التمثال ذو الرأس الخالية من الشعر والتى يعلوها قلنسوة ضيقة لا تظهر من الرأس سوى الأذنين، ويرتدى التمثال ذقن مستقيمة ويرتكز على عمود الجد، والعمود يُمثل الثبات والاستقرار وهو أحد خصائص الإله بتاح، أما الهرم الصغير فقد نقش عليه اسم من نفر وهو أصل تسمية ممفيس. 
«بتاح» هو الربوة المقدسة، وكلمته بدأت الوجود، وقد اعتُبر إله الحرفيين، وخصوصًا الحرف الحجرية، ونتيجة لارتباط الحرف الحجرية بالمقابر وارتباط المقابر الملكية بطيبة، فإن الحرفيين اعتبروا أنه يحكم مصائرهم، وبالتالى فكرائد أول للحرفيين، أصبح «بتاح» إله البعث.