السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

بورتريه|| صبحي جرجس.. نحات نرجسي مع أعماله الفنية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
للفن التشكيلى مع أصحابه قصص وحكايات كثيرة، فمثلما ترك الفن بصمته عليهم، هم أيضًا بالتأكيد تركوا بصمة غائرة فيه، فسواء أكان فنانا غائبا أم حاضرا، وسواء أكان مشهورا أو لم يلق من المعرفة والأضواء ما يستحق، فبالتأكيد تلقيبه بـ«فنان» قد أخذ منه العديد من السنوات والمعرفة والخبرة والممارسة.. 
تدور الحلقة الثامنة من سلسلة (بورتريه) في موسمه الثانى، حول فنان ونحات علم نفسه بنفسه أصول وتعاليم فن النحت، فكان يصنع لنفسه الخامات التى يستخدمها لعدم توافر الموارد التى تُساعده على الاتفاق مع مُساعد له لإجراء ذلك، فعلم نفسه وأحب أعماله حتى وصف تعلقه بها بالنرجسية، هو النحات صبحى جرجس سعد، والشهير بـ (صبحى جرجس).
وُلد (جرجس) في ٢٠ ديسمبر من عام ١٩٢٩ بالقاهرة، وبعد إتمامه مراحل دراسته الأساسية حتى الثانوية العامة، التحق بكلية الفنون الجميلة وتخرج من قسم النحت، وهو في التاسعة والعشرين من عمره أى في عام ١٩٥٨.
انضم الفنان صبحى جرجس، عضوًا في نقابة الفنانين التشكيليين، ثم حصل على منحة دراسية في إيطاليا، فسافر والتحق بأكاديمية الفنون الجميلة في فلورنسا وحصل على الدبلوم منها في عام ١٩٦٤، أى وهو في الخامسة والثلاثين من عمره.
عمل جرجس أستاذًا ورئيسا لقسم النحت بكلية الفنون الجميلة بالقاهرة، حتى أصبح أستاذًا متفرغًا بالكلية، كما أنه يُعتبر أول فنان يُقيم متحفا لمجموعة من إنتاجه بقرية التشكيليين بالعجمى، في مشروع الاستضافة المتحفية لنجوم الفن التشكيلى.
ينبع حب النحات لأعماله لهذا الحد بسبب بعض الظروف الصعبة التى مرت عليه، واستطاع أن يمر بها ويتغلب عليها دون اللجوء لأحد، فيقول الفنان صبحى جرجس: أنا عاشق للمجسمات التى أقوم بعملها وشديد النرجسية معها، تجربتى وإن كانت قاسية إلا أن لها لذة ذات مذاق خاص. إنها تشعرنى بالانفرادية، كانت تجربة الأساتذة العظماء الذين سبقونى دائمًا نصب عينى، وكان على، وقد رأيت آلاف المجسمات المشخصة لفنانين عظماء قديما وحديثًا، أن أمارس التجريد أيضا. إلى أن تساءلت: لماذا لا أضيف شيئا في التشخيصية وأعمل فيها ما لم يفعله التشخيصيون؟. 
وعن خاماته التى يصنع منها المجسمات وأعماله الفنية، قال الفنان جرجس: كانت الخامة دراسة بحتة لى دون مثالى العالم، لأن مثالى العالم كان وراءهم المنفذون والمؤسسات المنفذة لأعمالهم. لكنى وبصفة فردية وجدت المعين المالى بسيطًا ومحدودًا فتعمقت في الخامات ومعناها وقدرتها على العطاء، فوجدت أن من خصائص خامة البرونز أنها عندما تسيل على الأرض وهى منصهرة لا تعطى البعد الثالث الذى يشكل به أغلب الفنانين أعمالهم، ومن خلال طبيعة عطاء هذه الخامة قمت بتشكيل أعمالى، وقد كان هذا بعد تجربة مور العظيم، فقد كانت مجسماته تصنع حلولًا وحوارًا مع الفراغ المحيط بالشكل الذى يقوم بعمله. وهى مسألة توازن أيضًا، وقد طفت على أعماله مثل جميع فنانى العالم وتأثرت مثلهم بهذا المثال العظيم. ولذلك قررت أن أبتعد عن أسلوبه شكلًا ومضمونًا، وعندما وجدت عطاء الخامة بهذا الشكل قمت لما يزيد على خمسة عشر عاما بالتعاون معها بما أسميته التصالح بين الشكل والفراغ.
حصل الفنان صبحى جرجس على جوائز محلية، يأتى على رأسها جائزة الدولة التقديرية في الفنون لعام ٢٠٠٨، كما حصل على العديد من الجوائز الدولية يأتى على رأسها الجائزة الأولى في مجال فن النحت في بينالى الإسكندرية لدول البحر المتوسط في دورته الـ١٨ بعام ١٩٩٤، حتى رحل عن عالمنا بعد رحلة مليئة بالتحدى الإيجابى الذى أسفر عن العديد من الإضافات الفنية القيمة، في يناير من عام ٢٠١٣، وذلك عن عمر يُناهز ٨٤ عامًا.