السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

أحداث وقعت في عهد سلاطين المماليك خلال شهر رمضان

 صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
اضطربت القاهرة، في عصر السلطان برقوق، اضطرابًا كبيرًا عندما ثبت ظهور الهلال في منتصف النهار تقريبًا، ونادى قاضي الشافعية بالإمساك بنفس بعد أن كان الغذاء وضع على الموائد، وأسرع السلطان فطرد مدعويه، وأمر برفع الصحاف، وأعلن الصيام، ولم يكن باقيًا على المغرب سوى عدة ساعات.
وفى عصر السلطان الغوري، حدثت صراعات حادة بين الشراكسة وشيوخ الأزهر حول استطلاع الهلال، فأعلن الوالى والجراكسة أنهم رأوا الهلال وكبر الناس وأوقدوا المشاعل، فصاح المشايخ غاضبين: "أطفئوا المصابيح يا حرافيش، أتصدقون الشراكسة وتكذبون العمائم؟ فأطفأ الناس المشاعل، فعاد الشراكسة ومعهم مزيد من الجند وأصروا على رؤية الهلال، فأوقد الناس المشاعل، فصاح المشايخ "أيعلمنا الشراكسة أمور ديننا؟، "فأطفأ الناس المشاعل، فتصاعد الموقف وأمسك أحد الشراكسة بذقن أحد المشايخ، فما كان منه سوى رفع "المركوب" وضربه، واشتبكت الأيدى حتى انتقل الصراع لقلعة السلطان، الشراكسة غاضبين والمشايخ بعباءاتهم الممزقة، فوضع السلطان في موقف حرج فليس هناك أى أثر للهلال في السماء، ولكنه إن خذل الشراكسة خذلوه، أما المشايخ فبالنسبة له "مقدور عليهم"، لذا وافق على رأى الشراكسة، وباتت القاهرة مقسومة "صائمة ومفطرة".
وحدث في عهد السلطان " الناصر أبى السعادات أنه "أشاع في المدينة" أن يكون العيد في الغد سواء رأوا الهلال أم لا "، حتى أنه أراد عزل القاضى لخوفه من الاعتقاد السائد في هذا الوقت انه عندما يحل العيد يوم جمعة، ويدعى للخليفة من فوق المنابر مرتين، مرة في خطبة صلاة العيد، ومرة في خطبة صلاة الجمعة، فالدعاء للخليفة مرتين "علامة" على نهاية السلطان، ورغم إصرار السلطان، لكن لم يظهر الهلال وصام الناس الخميس، وعيدوا الجمعة ودعوا للخليفة مرتين، وعلى السلطان مرتين، وحدث واستجاب الله للدعاء.
وعندما كان يرفع الناس للسلطان الغوري شكواهم، كان يرد على المشايخ قائلا: "الخزائن فارغة يا مشايخ، والجند طلباتهم كثير "، فيتوسل المشايخ للسلطان الغورى:" والناس مساكين وعيالهم كثير " فيهمهم السلطان" العيال لا يملكون إلا البكاء، ولكن الجند يلعبون بالسيوف والمكاحل يا مشايخ.
وأما السلطان "برقوق" فأعلن في أول ليلة من ليالى رمضان أن يحضر بين يديه كل من لديه شكوى من الشعب وكان أول من قام بذلك بين سلاطين المماليك، ففتحت أبواب القصر وامتلأ بأصحاب الشكايا.
وعن السلطان "أشرف أبو المعالى" الذى طلب من المشايخ "فتوى لإفطار رمضان"، فسرد عليه القاضى المالكى أحكام الصوم ومبيحات الإفطار، ولكن ليس منها ما يبيح للسلطان الإفطار، فغضب السلطان قائلا:" أنا مريض يا مشايخ، ضعيف".. لكن المشايخ لم تقتنع بحجة السلطان، ولكنه كان مصرا على أن يحصل على عذر شرعي للإفطار، ولم يجبه المشايخ برغم من توعدات السلطان وإغراء الوزير لهم، حتى اهتدى أحد المشايخ إلى حل، واقترح على السلطان أن يسافر، ففى السفر عذر شرعى للإفطار، وفى اليوم التالى أعلن السلطان سفره لتفقد قلاع الإسكندرية ودمياط ثم يرحل بعد ذلك إلى الشام.
أما السلطان "قلاوون" فهو أول من زاد في أعطية شهر رمضان، فأمر بأن يوزع على العلماء والفقهاء مبلغا إضافيا لعيالهم، واستمر ذلك طوال فترة حكمه، عندما فكر السلطان "الأشرف شعبان" بالقيام بالمثل، اكتشف سرقة الخزينة السلطانية، وكذا اختفاء 20 ألف من الدنانير الذهبية، واهتز القصر لتلك الفعلة، فالخزانة في غرفة السلطان نفسه، ولم يكن منه سوى الشك في خدمه وعبيده، فاعترف الجميع على محظيته الأثيرة "خوند سوار باي"، وتم سجنها وضربها بالسياط وخرجت من السجن وهي كهلة وقد فقدت السمع ولا أحد يدرى إن كانت هي من سرقت النقود حقا أم لا.
وفى عهد السلطان "الغوري" قبض على رجل وهو في حالة سكر أثر شربه للخمر في عز نهار رمضان، فضرب بالمقارع و"جرس" في شوارع القاهرة، كما قبض على رجلين وامرأة يشربون الخمر في حديقة الأزبكية، ففرت المرأة وطيف بالرجلين في المدينة وهما يبكيان، بينما عندما قبض على مجموعة من الأروام والشراكسة بنفس الفعل، وقع السلطان في حرج.