الثلاثاء 07 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

في ذكرى وفاته.. الخميسي يحكي قصة الملك وصاحب قبعة القش

الشاعر عبدالرحمن
الشاعر عبدالرحمن الخميسي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحل اليوم الأربعاء ذكرى وفاة الكاتب والشاعر عبدالرحمن الخميسي، الذي توفي في مثل هذا اليوم من العام 1987، وقت تنوعت مؤلفاته في مختلف المجالات ما بين الشعر والقصة والمسرح والنقد والترجمة.
وأصدر الخميسي كتابًا تحت عنوان "الحكايات الشعبية لشعوب آسيا" عن المركز القومي للترجمة، يقدم مختارات من الحكايات الشعبية لدى بعض شعوب آسيا وشعوب بحر البلطيق.
يشمل الكتاب حكايات من دول البلطيق في الشمال، إلى برارى روسيا وغابات أوكرانيا وبيلاروسيا، ثم جبال القوقاز الساحرة، حتى نصل إلى وسط آسيا وبلاد التتر، حكايات شعبية غير معروفة لدى العديد من القراء وخاصة الحكايات الكردية والغجرية والتترية ومن بلاد الشيشان وغيرها. 
ومن الحكايات التي رواها الكتاب عن بيلاروسيا حكاية " الفتى صاحب قبعة القش ذات الحواشي الزرقاء" ذكر فيها أنه كان يوجد ملك لديه ابنة وحيدة وفي أحد الأيام فكّر الملك أن الوقت قد حان ليزوج ابنته فهتف مناديا على الجميع قائلا: " سوف أُزوج ابنتي وامنح نصف مملكتي لمن يقدر على الاختباء مني في أي بقعة من بقاع الأرض حتى لا يمكنني العثور عليه بأي حال من الأحوال".
وهذا الملك كان من السحرة الجبابرة ومرّ يوم والتالي ولم يتقدم أحد ليلبي نداء الملك إلى أن جاء اليوم الثالث جاء إلى القصر فتى جميل الطلعة يُدعى صاحب قبعة القش ذات الحواشي الزرقاء وقال للملك " سوف أختبى منك أيها الملك ولن تعثر على ليرد الملك عليه قائلا: " حسنا إذهب للإختباء ولك ثلاث مرات للمحاولة ولو نجحت في ذلك سامنحك ابنتي زوجة لك، أما لو اخفقت فسوف تطير رأسك من كتفيك".
وخرج الفتى مسرعا من بلاط الملك وانطلق على فرسه من بوابة القصر وسيفه يتأرجح حول خصره ومضى يسابق الريح فوق الصخور البيضاء وقطع الحقول والبراري حتى وصل إلى ما وراء البلاد والممالك ثم تحول إلى زهرة في قلب الاحراش البعيدة.
وفي اليوم التالي استيقظ الملك من نومه مبكرا واغتسل بالماء وبدأ يقرأ التعاويذ في كتاب السحر وصاح" أيها الاتباع المخلصون الاوفياء هيا إرحلوا سريعا إلى ما وراء البلاد والممالك وأذهبوا إلى بركة الماء ثم إرموا الشباك حتى تصيدوا السمكة الراقدة في القاع وأحضروها إلى هنا، وأحضر الاتباع السمكة إلى الملك فنفخ فيها حتى تحولت إلى الفتى عندئذ هتف الملك " لقد اخفقت في الاختباء مني أيها الفتى مرة ثانية ولم يعد أمامك سوى محاولة واحدة وإن لم تنجح سوف أطيح برأسك في الحال.
وفي المرة الثالثة خرج الفتى من بلاط الملك حتى وصل إلى بلاد ما وراء البلاد والممالك إلى آخر مملكة هناك وتوقف عند شجرة بلوط باسقة جذورها ضاربة في أعماق الأرض وفروعها تناطح السحاب في السماء وتسلق الفتى هذه الشجرة وتحول إلى ابرة صغيرة ورشق نفسه أسفل لحائها وبعد مرور وقت قليل حطّ طائر الرخ فوق هذه السجرة وهتف سائلا: من هذا الإنسان الذي يختبئ هنا ؟" فرد عليه الفتى وقص عليه الفتى الحكاية فأجابه الطائر قائلا: " اساعدك فحّول الطائر الابرة إلى ريشة صغيرة دسّها أسفل جناحه وطار محلقا إلى الملك الساحر وعندما خلد الملك إلى النوم غرس الطائر الريشة في بطن الملك واستيقظ الملك في الصباح واغتسل وجلس يقرأ في كتاب السحر حتى قال " أيها الاتباع المخلصون الاوفياء هيا إرحلوا سريعا إلى ما وراء البلاد والممالك وأذهبوا أعلى شجرة البلوط واحرقوا الشجرة من جذورها حتى فروعها وابحثوا بين الرماد المحترق حتى تعثروا على إبرة صغيرة واحضروها إلى هنا وفعل الاتباع ما امره الملك لكنهم لم ينجحوا في العثور على الابرة وعندما علم الملك بذلك خرج من شرفة قصره مناديا " اظهر وبان أيها الفتى لتجيب الريشة التي في بطنه:" لا لن اظهر حتى تقيم الاحتفالات والزينة وتضع تاج الزواج فوق رأس ابنتك وعندئذ اظهر وفعل ذلك الملك وصاح قائلا: " اظهر ايها الفتى فقد فعلت كل ما طلبته وفجأة طارت الريشة في الهواء وتحولت إلى الفتى المليح صاحب قبعة القش ذات الحواشي الزرقاء وتزوج ابنة الملك واصبح يمتلك نصف المملكة.