رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

الأخبار

مرصد الأزهر: الشائعات جزء من الإرهاب الإلكتروني

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
نشر مرصد الأزهر لمكافحة التطرف اليوم الأربعاء تقريرًا له حول استغلال تنظيم داعش وغيره من التنظيمات الإرهابية لأزمة انتشار فيروس كورونا.
وأكد مرصد الأزهر على أن التنظيمات المتطرفة لا تتوانى عن استغلال الأحداث العالمية وتوظيفها لخدمة أغراضها الخبيثة، في براجماتية مقيتة غير جديدة تتوافق مع الدعاية الخبيثة والضالة التي تبثها تلك التنظيمات على مواقع التواصل الاجتماعي مشيرا إلى أن أبرز نماذج هذا الاستغلال وهذه البراجماتية هو استغلال تنظيم "داعش" الإرهابي لأزمة فيروس "كورونا" التي تشغل الرأي العام العالمي برمته في وقتنا الحالي.
وأضاف مرصد الأزهر: " هذا الأمر ليس بجديد؛ فدائمًا ما يروج "داعش" شائعات عن نصرته للحق وسعيه لإعلاء راية الإسلام وتصوير عناصره كأبطال إلى جانب التفاخر بقوته العسكرية وقدراته القتالية رغم هزائمه الأخيرة على الصعيدين العسكري والفكري، كل ذلك من أجل هدف واحد هو تحقيق مصالحه على أرض الواقع خاصة بعد تضييق الخناق عليه من قبل الحكومات للحد من عملياته الإرهابية".
واستطرد: "تتمثل تلك المصالح في بث الفُرقة بين الناس وصرفهم عن الحقيقة ونشر سوء الظن بين أبناء البلد الواحد، وانعدام الثقة في الحكومات المسئولة عن إدارة البلاد؛ مما يخلق جوًّا من الكراهية والغضب؛ أي أن الهدف في المجمل هو زعزعة استقرار الأوطان ونشر الفوضى بها؛ لصنع بيئة مناسبة ــمن وجهة نظر هؤلاء الإرهابيين ــ لنشأة تنظيم يجمعهم أو إعادة توحيد صفوف التنظيم المقام فعليًّا مثل تنظيم "داعش" الإرهابي، الذي تم تشتيت عناصره ويسعى لإعادة تنظيم صفوفه بأي شكل أو لتسهيل تحركات عناصره "الذئاب المنفردة" على الأرض لتنفيذ عملياته الإرهابية".
وأشار إلى أنه على الرغم من أن "الشائعة" تحمل في طيّاتها الأدلة على كذبها بوضوح؛ فإن كثيرًا من الناس لا يفطنون إلى هذا الأمر، فيتناقلونها دون التأكد من صحتها أو الرجوع إلى المصادر الرسمية في الدولة؛ لذا إذا أردت أن تدرك مقدار الوعي في أي أمة؛ فتأمل أثر الشائعات فيها.
وقد فطن تنظيم "داعش" الإرهابي كغيره من التنظيمات الإرهابية إلى خطورة سلاح "الشائعات" وكيفية توظيفه منذ خطواته الأولى، فنجده يقدم خطابًا إفتائيًّا يشجع فيه عناصره على استخدام مواقع التواصل الاجتماعي والبراعة فيها، وبرز ذلك في الفتوى الصادرة بعد هزيمته في "الفلوجة" عام 2016 والتي نصت على: (وجوب العودة والتفاعل عبر "تويتر" فهو بمثابة ميدان النزال مع الأعداء... أحكموا الحسابات وأكثروا منها).
واستكمل: "ما يؤكد خطورة استغلال التنظيمات الإرهابية للتكنولوجيا في نشر الشائعات لإرباك الأوضاع في الدول المستهدفة من قبلهم، ما قالته السيدة "كريستينا شوري ليانج" مدير "برنامج الإرهاب والجريمة المنظمة" بـ"مركز جنيف للسياسات الأمنية": "إن الجماعات الإرهابية تمتلك أدمغة وعيون وآذان كل من يمتلك هاتفًا ذكيًّا"، وذلك في كلمتها بمنتدى شباب العالم في نسخته الثالثة بمدينة "شرم الشيخ".
ونتيجة لآثارها السلبية وبعد المطالبات الدولية، قامت إدارتا "فيسبوك" و"تويتر" بحذف الملايين من الحسابات الوهمية والغير موثقة التي تهدف إلى نشر الشائعات وإثارة الفوضى.
تنظيم "داعش" الإرهابي وفيروس "كورونا"
وأضاف: " قد يستغرب الكثيرون من التناقض الذي قد يبدو لهم بعد إصدار تنظيم "داعش" الإرهابي بيانًا يحث فيه عناصره على وقف عملياتهم الإرهابية في أوروبا بعد ارتفاع حالات الإصابة بفيروس "كورونا" وتجنب السفر إليها، إلى جانب نشره لقائمة تتضمن توجيهات دينية بشأن تجنب الأمراض المُعدية، وذلك في بعض إصداراته التي لا تزال تصدر حاليًّا، والتي يتابعها مرصد الأزهر من أجل تفنيد كل ما بها من مفاهيم مغلوطة وأفكار متطرفة وفتاوى شاذة".
وشملت تلك التوجيهات عبارات مثل: "الأمراض لا تأتي من تلقاء نفسها"، "وجوب الإيمان بأن الأمراض لا تعدي بذاتها ولكن بأمر الله وقدره"، "الأصحاء لا يجب أن يدخلوا أرض الوباء". كما حثّ التنظيم أنصاره على غسل أيديهم وتغطية أفواههم عند التثاؤب والعطس، معتبرًا الفيروس "عذاب أرسله الله لمن شاء".