السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

رحل رجل الحرب والسلام.. جنازة عسكرية للرئيس الأسبق حسني مبارك وإعلان الحداد العام في البلاد.. خبراء عسكريون: حق أصيل لأحد رموز انتصار أكتوبر

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
توفي الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، صباح أمس الثلاثاء، عن عمر يناهز 92 عامًا بعد صراع مع المرض بمستشفى الجلاء العسكري.
تقديرا من مصر الأصيلة التي لا تنسى أحد أبنائها العظام فقد أعلنت رئاسة الجمهورية حالة الحداد بجميع أنحاء البلاد لمدة ثلاثة أيام، ونعت ببالغ الحزن الرئيس الأسبق مبارك لما قدمه لوطنه كأحد قادة وأبطال حرب أكتوبر المجيدة.

كما تقرر تشييع جثمان الرئيس الأسبق مبارك، اليوم الأربعاء، في جنازة عسكرية من مسجد المشير طنطاوي بالتجمع الخامس بحضور رسمي رفيع المستوى لكبار رجال الدولة، وسط انتشار كثيف لقوات الشرطة، وتم نصب الحواجز المرورية في جميع الشوارع المؤدية إلى بوابات المسجد ومركز المنارة الدولي للمؤتمرات الموجود بجوار مسجد المشير طنطاوي ومقبرة "مبارك"، كما تم رفع جميع سيارات الانتظار عن طريق إدارة مرور القاهرة والكشف عن المفرقعات بواسطة الأجهزة الحديثة والكلاب البوليسية وتمشيط المنطقة داخليًا وخارجيًا.

وتقدمت رئاسة الجمهورية بخالص العزاء والمواساة لأسرة الفقيد، الذي كان أحد أبطال القيادة الجوية أثناء حرب أكتوبر المجيدة، والتي ساهمت في إعادة الكرامة والعزة للأمة العربية.
ونعت أيضا القيادة العامة للقوات المسلحة وفاة الرئيس الأسبق مبارك، قائلة في بيان رسمي: "تنعى القيادة العامة للقوات المسلحة ابنا من أبنائها وقائدًا من قادة حرب أكتوبر المجيدة الرئيس الأسبق لجمهورية مصر العربية محمد حسنى مبارك، والذي وافته المنية، وتتقدم لأسرته ولضباط القوات المسلحة ولجنودها بخالص العزاء وندعو المولى سبحانه وتعالى أن يتغمده بواسع رحمته... وإنا لله وإنا إليه راجعون".

وتقديرا ووفاء من الدولة العربية فقد نكست دولة الإمارات أعلامها حدادا على وفاته، وبعث ملك السعودية سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد الأمير محمد، ببرقية عزاء ومواساة للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في وفاة الرئيس الأسبق، وفقًا لوكالة الأنباء السعودية.
وفي الكويت، نعى الشيخ صباح الأحمد الجابر المبارك الصباح، أمير الكويت، أمس الثلاثاء، حسني مبارك، وبعث برقية تعزية إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي، عبّر فيها عن خالص تعازيه وصادق مواساته بوفاة مبارك.
من جانبهم أكد عدد من الخبراء العسكريين، أن تشييع جثمان الرئيس الأسبق حسني مبارك في جنازة عسكرية اليوم، وإعلان حالة الحداد في البلاد لمدة ثلاثة أيام، ضروري جدًا باعتباره أحد قيادات ورموز ورجال القوات المسلحة، والذي شارك في تحقيق النصر من خلال القوات الجوية بحرب أكتوبر المجيدة، التاريخ المُشرف الذي لا يمكن نسيانه أو نكرانه.

وقال اللواء جمال مظلوم، الخبير العسكري، إن الرئيس الأسبق الراحل حسني مبارك رمز من رموز حرب أكتوبر المجيدة، والذي تولى المسئولية في وقت صعب جدًا، وكانت الدولة جزءا منها محتل من قبل العدو الإسرائيلي، موضحًا أنه شغل مناصب في القوات الجوية والتي كانت جميعها ذات محاور رئيسية، مثل مدير كلية الطيران التي شملت عبء إعداد الطيارين للحرب، واستمر لفترة طويلة فيها بعد نكسة 1967 مباشرةً، ثم تكلف بقيادة القوات الجوية والتي كان لها دور كبير في تحقيق النصر في حرب أكتوبر.
وأضاف مظلوم، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أن القوات الجوية بقيادة الرئيس الأسبق مبارك أبلت أثناء الحرب "بلاء حسن"، وكانوا شُركاء في تحقيق النصر على قوات العدو الإسرائيلي في حرب أكتوبر 1973، لافتًا إلى أنه تولى بعد الحرب نائب رئيس الجمهورية ثم تولى رئاسة الجمهورية بعد وفاة الرئيس الراحل أنور السادات لمدة 30 عامًا تقريبًا، وخلال فترة حكمه للبلاد كان له إنجازات "لا بأس بها" وربما اختلف البعض في إدارته لشئون البلاد في بعض الفترات، إلا أن هذا الأمر لا يقلل من الدور الكبير الذي قام به والمسئولية التي تحملها والأدوار الكبيرة في تاريخ مصر الحديثة.
وأكد أنه من حق الرئيس الأسبق حسني مبارك أن يتم تكريمه بهذا الشكل وتشييع جثمانه في جنازة عسكرية، واقتناع القيادة السياسية وجهات عديدة بدوره في الحرب وإنجازاته التي حققها، وبدأوا في نعي أسرته بعد وفاته والدعوة إليه بالجنة، مشيرًا إلى أنه رمز كبير من رموز مصر العسكرية، وقامت دول الخليج وعدد من دول العالم بنعي أسرة الرئيس الأسبق مبارك، قائلًا: "فهذا حقه على الدولة وشايف الرأي العام مؤيد لتكريمه وخروجه في جنازة عسكرية". 

وأضاف اللواء عبدالرافع درويش، الخبير العسكري والاستراتيجي، أن الرئيس الأسبق الراحل حسني مبارك له ما له وعليه ما عليه، فكان له إيجابياته وسلبياته خلال فترة حكمه للبلاد، متسائلًا: "لماذا يركز البعض على أخطائه فقط؟"، مؤكدا أن الرئيس الأسبق كان قائد للقوات الجوية في حرب أكتوبر المجيدة، وكان أول نصر على إسرائيل عام 1973 كان سببه الضربة الجوية الأولى، والتي كان صاحبها "مبارك"، وكانت تكتيكية للسيطرة على العدو جويًا وعلى ميادين القتال، والذي يقوم بتنفيذه قائد القوات الجوية.
وتابع درويش، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أن الرئيس الأسبق مبارك هو الشخص الوحيد الذي اكتشف الثغرة أثناء حرب أكتوبر، وقال للرئيس السادات "أنا جاهز بالقوات الجوية"، وذلك عندما حدث انهيار في قوات الجيش الثالث، حيث إن القوات الجوية قامت بدور كبير جدًا في ضرب الثغرة حتى استسلم العدو الإسرائيلي.
وأوضح أن الفضل الكبير في تحقيق النصر في حرب أكتوبر للقوات المسلحة وعلى رأسها القوات الجوية وقائدها، والذي حصل على أكبر تقييم في تحقيق النصر آنذاك وهو 96%، ثم تولي "مبارك" رئاسة الجمهورية والذي كان له دور وجهود عظيمة في استرداد باقي الأراضي المصرية المحتلة، والعمل على ملف "القدس" وأن يكون الإشراف والإدارة لها من الجانب الفلسطيني وليس الإسرائيلي، والتي أدت إلى تربص الأعداء في الخارج به ومن ثم تم التحريض على مظاهرات 25 يناير 2011.
وأشار إلى أن الرئيس الأسبق مبارك حصل على العديد من "النياشين" وحقق بطولات عدة وكان القائد الأعلى للقوات المسلحة أثناء فترة حكمه للبلاد، قائلًا: "يكفيه فخرًا عند قيام 25 يناير 2011 السعودية والإمارات والكويت أرسلت طائرات لنقله من مصر مثل علي زين العابدين رئيس تونس آنذاك، ولكنه رفض وقال أموت وأدفن في مصر" وله حق في التكريم وخروجه في جنازة عسكرية وعدم سحب النياشين التي حصل عليها خلال مشواره داخل القوات المسلحة. 

يُذكر أن الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك ولد في 4 مايو 1928، في قرية كفر مصيلحة بمحافظة المنوفية، وتولى حكم مصر في 14 أكتوبر 1981 خلفًا للرئيس الراحل محمد أنور السادات، قبل أن يتنحى في 11 فبراير 2011، وهو الرئيس الرابع لجمهورية مصر العربية.
تخرج الرئيس الأسبق "مبارك" فى الكلية الجوية عام 1950، وترقى في المناصب العسكرية حتى وصل إلى منصب رئيس أركان حرب القوات الجوية، ثم قائدًا للقوات الجوية في أبريل 1972م، وقاد القوات الجوية أثناء حرب أكتوبر 1973، وفي عام 1975 اختاره محمد أنور السادات نائبًا لرئيس الجمهورية، ثم تقلد رئاسة الجمهورية بعد استفتاء شعبي.
وعانى الرئيس الأسبق، من أزمات صحية خلال السنوات الماضية، وأجرى عمليات جراحية في عدد من المستشفيات آخرها كانت منذ نحو شهر، وأعلن نجله علاء حينها أن حالته مستقرة وبخير، لكنه وعقب إجرائها أُصيب بمضاعفات صحية، ما أدى إلى إيداعه غرفة العناية المركزة.