الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

تحصين الماشية ضد الأمراض الوبائية.. خبراء: غياب الإمكانيات واعتماد أساليب قديمة يضعف النتائج.. والبيانات الرقمية لا زالت غائبة.. وعدم مجانية الحملات عبء على المربين

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كشفت الإدارة المركزية للطب الوقائي بوزارة الزراعة، عن نتائج حملة تحصين الماشية ضد الأمراض الوبائية، موضحة أن الحملات خلال الشهر الماضي أسفرت عن تحصين 750.559 رأسًا من الماشية ضد مرض الحمى القلاعية المحلية و707.803 رأسًا ضد مرض حمى الوادى المتصدع، و38.712 رأسًا ضد مرض جدرى الضأن والجلد العقدى، و104.273 رأسًا ضد مرض التسمم الدموى، و12.668 رأسًا ضد مرض طاعون المجترات الصغيرة.


وأكد التقرير أن أعمال تحصينات الحيوانات مستمرة بجميع المحافظات في حالة اشتباه أي مرض وبائي يؤثر على تنمية ونهوض الثروة الحيوانية والداجنة وتنميتها عن طريق مكافحة الأمراض المتوطنة والتصدي للأمراض الوافدة.
وفي هذا السياق، قال المهندس المحمدى البدرى الخبير الزراعى ورئيس لجنة صحة وسلامة الغذاء بنقابة الزراعيين، إنه يجب أن تكون عمليات التحصين التى تجرى لدى الفلاحين مجانية وبدون مقابل وأن تكون عمليات التحصين مكتملة لعدم انتشار الأمراض الوبائية مثل مرض الحمى القلاعية وحمى الوادى المتصدع.
وطالب بضرورة اتخاذ عدد من الإجراءات للتصدي للبؤر المرضية مثل سرعة الكشف عن البؤرة وسرعة احتوائها لمنع انتشار المرض، وذلك من خلال التحصين الحلقى والتقصي في نطاق البؤرة وعلاج الحيوانات المريضة ومخاطبة السلطات الصحية والمحلية لتكثيف برامج مقاومة الحشرات، وكذلك القيام بحملة للتوعية والإرشاد كل هذا جهد مشكور للهيئة والقائمين عليها ولكن لم يتضمن التقرير عدد الماشية في مصر رغم انطلاق حملة الترقيم منذ فترة كبيرة. 
وتابع أن البيانات الرقمية هى أساس نجاح عملية التحصين، مشيرا إلى ضرورة أن يكون لدى الطب الوقائي البيانات الصحيحة والكافية عن عدد الحيوانات في مصر، ولن نصل إلى ذلك إلا إذا أطلقنا مبادرة مجانية للتحصين لتشجيع الفلاح وصغار المزارعين على تحصين كل الحيوانات، وبذلك ستكون عملية الترقيم والبيانات سهلة وميسرة ويمكن متابعة إعداد النفوق ليتم خصمها من البيانات مع منع الذبح خارج المجازر نهائيا لعدم ذبح حيوانات مريضة. وأضاف أن الذبح داخل المجازر الحكومية، يمكن الوزارة من متابعة الأعداد الصحيحة.
وعلق الدكتور محمد يوسف، الخبير البيطري، أن الكثير من الفلاحين لديهم عدم ثقة في حملات التحصين، خاصة وأنه ليس مجانيا.
وتابع أن الإجراءات المتخذة للوقاية غير كاملة فإصابة حيوان واحد يعني إصابة ماشية مصر بالكامل ونسبة التحصين لا تتعدى الـ50%، وكلما كان الفيروس شديدا فإن عملية التحصين غير مجدية، معتبرا أنه "لا توجد ثروة حيوانية في الوقت الحالي فهي أشلاء ثروة حيوانية".

وانتقدت الدكتورة شيرين زكي رئيس لجنة سلامة الغذاء بنقابة البيطريين، حملات التحصين، قائلة "نعاني مثلما نعاني من قبل من آليات وأسلوب حملات التحصين وعدم الإمكانيات التي دائما نطالب بها، فحملات التحصين أصبحت ربحية وسد خانة"، مشيرة إلى أن الهدف من الحملة القومية للتحصين إعطاء صد مناعي للفيروسات للماشية وفي كثير من الأحوال لا يعطي المصل الصد المناعي، كما أنه لا يوجد معايير للتحصين لمعرفة قدرة وقوة التحصين على الصد المناعي للحيوان.
وطالبت بعمل تحصينات مجانية للمربين لأنها تحمي مصر من أمراض وبائية وتعفي الدولة من شرور أوبئة تعصف بالثروة الحيوانية، مشيرة إلى أن المربي يعاني من ارتفاع أسعار الأعلاف والأدوية والتحصينات، فملاحقة المربين بتكلفة أخرى يجعلهم يتهربون من التحصين لأنه لا يعطي الصد المناعي لعدم كفاءته مع عدم وجود آليات للتحصين.
وقالت "الأطباء يعملون من بداية ضوء الشمس بالإضافة إلى عدم وجود مواصلات للتنقل للتحصين، وحملات التحصين في صندوق يحتوي على قطع ثلج لا يكفي ولا يجدي نفعا ولا يتفاعل بجسم الحيوان، وذلك مع وجود وحدات متهدمة تماما لا يوجد بها أي وسائل للحفاظ على الأمصال".
وتابعت "لا يوجد تعداد سليم للمواشي التي تتمثل في حملات التسجيل والترقيم بوزارة الزراعة متزامنة مع الحملات القومية للتحصين".
وقالت إن الأمراض السائدة والمنتشرة كالحمى القلاعية وحمى وادي الوادي المتصدع، والجلد القعدي، وانفلونزا الطيور، وطاعون المجترات الصغيرة ليست جديدة ولكنها موجودة وتتفاقم وتقضي على الثروة الحيوانية دون رادع لها، كما أن كثرة الحملات القومية للتحصين تنهك الجهاز المناعي للحيوان ومن ثم يعرض للكثير من الأمراض وارتفاع نسبة النفوق".