السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

نادية لطفي والسويس والمواقف الوطنية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فوجئت باندهاش كبير حين وجدت الفنانة نادية لطفى في السويس وحضورها من أجل التعاطف الإنسانى مع مرضى الفشل الكلوى في ندوة بمركز الإعلام مع لفيف من الأطباء والإخصائيين من أجل تثقيف المرضى بمعلومات طبية وصحية ومساعدتهم بالأدوية للتعامل مع المرض.
وذلك بالتعاون مع جمعية رعاية مرضى الفشل الكلوى بالسويس برئاسة الإنسانة « منى مصطفى» والدكتور زكريا الباز وكان لحضور نادية لطفى دور متعاظم وراق إنسانيًا وله تأثير إيجابى على المرضى والحضور.
وكان هذا دورا مؤثرا لى وللجميع وتذكرت وأنا أتحاور معها في قاعة الاستقبال بمركز الإعلام عن دورها في السويس أيام حرب الاستنزاف حيث كانت تحضر مع فنانين آخريين لرفع الروح المعنوية للجنود على المواقع الأمامية في الجبهة بعد هزيمة 67 وأثناء حرب الاستنزاف.
وقد شكرتها في اللقاء على موقفها الصادق لإهدائنا نسخة فيلم فيديو عن حصار بيروت والمقاومة الفلسطينية وأحداث مذبحة صبرا وشتيلا 1982 وهو الفيلم الذى قامت بتصويره من كاميرتها وقد قمت بعرض الفيلم على أصدقاء وأعضاء حزب التجمع بمقره القديم أمام مبنى محافظة السويس بحضور حشد من أبناء السويس المتعاطفين مع القضية الفلسطينية ومناصرة الشعب اللبنانى في ندوة عامة من ندوات الحزب.
وقد فرحت جدا لتذكيرى لها بهذا الفيلم وتحاورنا عن السويس وهموم الوطن في بساطة منها وحوار كان راقيًا.
وحينما توفيت شعرت بالحزن مثل أغلبية الشعب المصرى.. والحقيقة من يرصد أو يتأمل مسيرة أعمال الفنانة نادية لطفى يجدها من وجهت نظرى ثلاثية الأبعاد «فنى – وطنى – إنسانى» فعلى البعد الفنى نجد الأعمال السينمائية والفنية التى قدمتها من خلال الأفلام التى تزيد على 76 فيلما ومسرحية واحدة ومسلسل تليفزيونى كلها أعمال راقية بالتعاون مع عدد كبير من المخرجين المحترمين نذكر منهم «حسام الدين مصطفى – حسين كمال – حسن الإمام – حسن رضا» وكلا من «صلاح أبوسيف – شادى عبدالسلام» الرائعين.
ومن هنا لا ينسى المشاهدون شخصيات نادية لطفى في ريرى في فيلمه الرائع «السمان والخريف» «وزوبه» العالمة في «قصر الشوق» وهما من تأليف نجيب محفوظ كذلك لويزا في «الناصر صلاح الدين» و«نانى» في فيلم المستحيل وسهير الرومنسية في فيلم «الخطايا» ومادى في «النظارة السوداء» و»زينة» في رائعة شادى عبدالسلام «المومياء» الذى اختير كأفضل فيلم عربى حيث ظهرت نادية لطفى في دور صامت دون إلقاء كلمة واحدة في الفيلم غير لغة العيون المعبرة العميقة والتى غنى لها عبدالحليم حافظ في فيلم الخطايا «الحلوة.. الحلوة.. رموشها السودة الحلوة شغلتنى نادتنى ودتنى بعيد وجبتنى والشوق غلبنى الحلوة عينيك» من كلمات مرسى جميل غزيز وألحان كمال الطويل هذا البعد الفنى في أعمالها.
أما البعد الوطنى عن نادية لطفى حدث وحرج فمواقفها كثيرة ومتعددة عبر التطوع في المستشفيات العسكرية وتحويلها إلى ثكنة إنسانية للجنود المصابين بعد هزيمة 1967 فضلا عن قيامها بالتبرع بإيرادات فيلمها «ابى فوق الشجرة» لمساندة القوات المسلحة كذلك موقفها الواضح على الخطوط الأمامية للجبهة أثناء حرب الاستنزاف ومشاركتها بعد ذلك باحتفالات نصر أكتوبر وفى الأيام الأخيرة قد حضرت بعد الندوات ضد الإرهاب والتطرف رغم ظروفها المرضية.
وكان انحياز نادية لطفى الوطنى للقضية الفلسطينية واضحًا حيث سافرت أثناء حصار بيروت والمقاومة إلى لبنان وقامت بتصوير فيلم خاص عن مذابح صبرا وشتيلا وتدمير بيروت من قبل الصهاينة.
وقامت بتوزيع الفيلم هدية إلى وكلات الأنباء والإعلام ومقابلة الزعيم الفلسطينى ياسر عرفات وأبطال المقاومة بحضور ممثلى القوى السياسية الوطنية المصرية.
وكان ردها واضحا حين سئلت مرة هل حاولت الأجهزة في الدولة استقطابها كان ردها واضحا وقاطعا «لم يحدث أن طلب منى شىء أتحدث عن نفسى وأفعل..».
أما عن دورها الإنسانى لدعم مرضى الفشل الكلوى في السويس ومحافظات أخرى والسؤال عن زميلاتها وزملائها الفنانين ومواقفها الإنسانية مع كل ما تعرفه حولها ولعل شهادات الفنانة «سميحة أيوب.. سعاد حسنى.. ودلال عبدالعزيز.. يسرا.. وسمير صبرى وغيرهم يكفى فضلا عن انحيازها للبسطاء والفقراء.
عموما الأبعاد الثلاثة في شخصية الفنانة نادية لطفى في أعمالها وسلوكها كان وراء تكريمها خلال السنوات الأخيرة حيث حصلت على تقدير جائزة رئيس الجمهورية المحترم الإنسان عدلى منصور في عيد الفن كما منحها مهرجان القاهرة درع التميز والإبداع وكذلك مهرجان الإسكندرية فضلا عن حصولها على الدكتوراة الفخرية من أكاديمية الفنون وجائزة الدولة التقديرية وغيرها من الشهادات والتقدير وأما عن دورها الوطنى فقام بتكريمها الزعيم الفلسطينى ياسر عرفات حيث منحها الكوفية الفلسطينية كأعلى هدية رمزية وقام بوضعها على كتفها ورأسها تكريما لها.
كما قدم لها الرئيس الفلسطينى محمود عباس شهادة تقدير لها لمواقفها من القضية الفلسطينية كما وصفها الشاعر الفلسطينى عز الدين المنصرة بـ«المرأة الشجاعة» عندما زارت حصار بيروت 1982.
وتبقى الملاحظة الأجمل والأرقى أن الفنانة نادية لطفى المصرية الأصيلة تتجلى عندها وحدة الأفعال والأقوال لا انفصال بينهما في السلوك وهى سبيكة النجاح والتفوق.
وستبقى نادية لطفى في نظرنا فيضا جميلا من أعمال وإنتاج رائع في مسيرة قواتنا الناعمة والمجد دائما للشرفاء.