الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"ختان الإناث".. موروث يحاربه القانون.. جرمته مصر رسميًا في 2008 و"السيسي" غلظ العقوبة للسجن والغرامة في 2016.. أستاذ علم اجتماع: بعض أساتذة الجامعات يشجعون على الختان.. والحل في التوعية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عادت أزمة ختان الإناث إلى الأضواء مرة أخرى بعد وفاة الطفلة ندى حسن عبدالمقصود حافظ، 14 عاما، بقرية الحواتكة التابعة لمركز منفلوط بمحافظة أسيوط، بعد أن أصرت أسرتها على إخضاعها لموروث يحاربه القانون، غير أن "ندى" تعرضت لصدمة عصبية أثناء عملية الختان تحت يد طبيب نساء وتوليد بعيادته الخاصة ما أودى بحياتها، وبعد أن تلقى خط نجدة الطفل بالمجلس القومي للطفولة 16000 بلاغًا، قبل يومين، رقم 10187 الخاص بهذه الواقعة، تم القبض على الطبيب ووالدي الضحية وخالتها.
أثارت واقعة "ندى" غضب جهات عديدة، فتحت قبة البرلمان، تقدمت النائبة منى منير ببيان عاجل إلى رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة بشأن الحادث، مطالبة بالتعامل بحسم مع أي طبيب يثبت إجرائه مثل هذه العمليات، مشيرة إلى أن استمرار عمليات ختان الإناث مؤشر على عدم فاعلية المبادرات الحكومية وحملات التوعية خاصة في المناطق الريفية والصعيد، فيما طالب المجلس القومي للمرأة بتوقيع أقصى عقوبة على كل من شارك في هذه "الجريمة البشعة" حتى يكون عبرة لكل من تسول له نفسه ارتكاب هذا النوع.
ختان الإناث في مصر
بحسب إحصائيات الأمم المتحدة فنحو 200 مليون سيدة على مستوى العالم تعرضت لتشويه في أعضائهن الجنسية، من بينهم 44 مليون فتاة أعمارهن أقل من 14 سنة، وبالرغم من أن "ختان الإناث" مشكلة عالمية تمارسها بعض البلدان في آسيا وأمريكا اللاتينية، إلا أنها منتشرة أكتر في 29 دولة في أفريقيا والشرق الأوسط، ولأنها تتسبب في نزيف حاد ومشكلات عند التبول والإصابة بالعقم وبمضاعفات ووفاة المواليد، طالبت كثير من المنظمات الحكومية الدولية بالقضاء على ممارسة ختان الإناث ومنها؛ منظمات الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي ومنظمة التعاون الإسلامي، فضلًا عن قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وفي مصر، عدد كبير من النساء مصابات بتشويه الأعضاء التناسلية، فبحسب تقرير لليونيسيف فجمهورية مصر العربية تأتي في المراكز الرابع عالميًا في نسب انتشار الختان؛ بـ91%، وتسبقها في القائمة الصومال وغينيا وجيبوتي، وتعدت نسبة انتشار ختان الإناث في مصر سنة 2000 الـ97%، وهي النسبة التي انخفضت سنة 2015 إلى 92%، ثم إلى 87% سنة 2016، لكن انتشار تلك الممارسة عاد في الصعود إلى 91% سنة 2017، رغم تبني الحكومة المصرية منذ عام 2008 تشريعات عقابية لمن يقوم بالختان للإناث، بعد أن أقر مجلس الشعب رسميًا قانون يجرم ختان الإناث إلا للضرورة.
وتضمن تجريم الختان في مصر معاقبة من يقوم بالختان بالسجن لمدة تتراوح بين 3 أشهر وعامين، وغرامة تبدأ من 1000 جنيه إلى 5000 آلاف جنيه. وفي سبتمبر 2016، أصدر الرئيس عبدالفتاح السيسي، قرارا جمهوريا؛ بتعديل أحكام قانون العقوبات لتغليظ العقوبة ضد كل من قام بختان أنثى، وتضمن التعديل؛ ارتفاع عقوبة مرتكب الجريمة من الحبس مدة لا تقل عن 3 أشهر ولا تتجاوز سنتين إلى السجن مدة لا تقل عن 5 سنوات ولا تتجاوز 7 سنوات، كما عُرف الختان، وفقُا للتعديل الأخير، بأنه "إزالة أيا من الأعضاء التناسلية الخارجية بشكل جزئي أو تام أو إلحاق إصابات بتلك الأعضاء دون مبرر طبى".

التوعية أولى خطوات السيطرة

من جانبها، تقول الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، إن ظاهرة ختان الإناث تراث موروث لدى المصريين، ورغم خطورتها على المجتمع إلا أنه حتى اللحظة الراهنة لم نر خطوات جدية تم اتخاذها في هذا الشأن، مُشيرة إلى أن الظاهرة ليست مرتبطة بالجهل أو الأمية فقط وإنما بعض أساتذة الجامعات يشجعون على إجراء عملية الختان، لذا لا بد من اتباع وسائل تنموية جديدة للعمل على تنمية الوعي لدى المصريين إلى جانب الارتقاء بالعقول، لاسيما وأنها مرتبطة ارتباطًا مباشر بمشكلة الكثافة السكانية.
وأضافت خضر لـ"البوابة نيوز": "لا بد من الاهتمام بالبرامج القصيرة التي تبث عبر المحطات الاذاعية والتليفزيونية، بالشكل الذي يخدم احتواء ظاهرة انتشار ختان الإناث، باعتبارها أحد القضايا الاجتماعية المهمة، إضافة إلى التوعية بمخاطر الختان من خلال الإعلانات الثرية والبسيطة والعمل على تجديدها باستمرار، خاصة وأن التليفزيون أحد أقرب الوسائل الإعلامية للمصريين ويتواجد بكافة بيوت الأسر المصرية، فالأغنية المصرية وبرامج المرأة كانوا أحد أهم الأسلحة لمواجهة القضايا وتقويم السلوكيات فأين هم الآن؟".
وطالبت أستاذ علم الاجتماع بضرورة الاهتمام بنشر التوعية عن خطورة ختان الإناث على الفتيات بين المعلمين والمعلمات في المدارس، من خلال تنظيم دورات تدريبية لهم حول حقيقة الختان لتكون أولى خطوات التغيير، إضافة إلى العمل على تأهيل الطالبات في المدارس والجامعات وتنظيم رحلات وأنشطة لهم للنزول إلى القرى لتوعية ربات البيوت في الأسر المصرية كنوع من أنواع الأنشطة المدرسية والطلابية، مناشدة الجمعيات النسائية والمجلس القومي للمرأة بضرورة تبنى برامج توعية للأسرة، وخصوصًا الموجهة منها إلى المرأة والأم، حول حقيقة الختان وخطورته على صحة الفتيات والأسرة المصرية.