رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

العرب والفرصة الذهبية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يقدم التاريخ منحًا ربانية للأمة العربية، كونها أقدم الحضارات وأكثرها تأثيرًا في التراث الإنسانى لكى تعود إلى سابق عهدها ويستقيم عودها ويقوى جذعها وتنبت أشجارها لتظل العالم بظلالها وتشرق شمسها وتجدد حضارتها جلدها.
فرغم ما تعانيه الأمة العربية في هذه الفترة وما يحاك بها من مؤامرات استعمارية وفتن داخلية، إلا أنه في باطن هذا العناء الكثير من الخير الذى سيعم أمتنا العربية والإسلامية إذا أحسنوا استغلال الفرص وإدارة المعركة بحنكة وصبر وبصيرة نافذة.
صحيح تعيش بعض الدول العربية الكثير من التشرذم ومحاولة التقسيم واستغلال ثرواتها ومحاولة تقطيع نسيجها الوطنى مثل اليمن والعراق وسوريا وليبيا إلا أن الشواهد على الأرض تؤكد أن نصر الله قريب نظرًا للحمة التى يعيشها العرب في تلك الفطرة ورفض كل الدول محاولة تركيا احتلال ليبيا واستنزاف ثرواتها وفى المقابل يقوم الجيش الوطنى الليبى بتحرير ترابه المقدس والقضاء على الجماعات الإرهابية.. فها هى سرت تتحرر واقتربت العاصمة طرابلس من العودة إلى شعبها العظيم ولم يتبق سوى القليل من الأرض الطاهرة حتى تعود ليبيا بكامل ترابها خالية من الإرهاب.
وما ينطبق على ليبيا تعيشه سورية الحبيبة بعد أن أمسك الجيش السورى بزمام الأمور ويقوم بتحرير القرى تباعًا.. ولا يستبعد أن يعلن تحرير البلدين في وقت متزامن.
وعراق الفرات العظيم فطن أهلها إلى المؤامرات التى تحيطهم من كل جانب فاتحد الشيعة والسنة تحت لواء عراق واحد ولامكان للإرهابيين ومصاصى الدماء.. فها هم يحاربون اللعبة القذرة التى تدار على أراضيهم بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران والتى يجنى من ورائها الشعب العراقى خسائر كبيرة وعرف الشعب أن قوته في وحدته ولا سبيل لعودة العراق إلى سابق عهده سوى الوحدة والالتفاف حول العلم العراقى ولا شىء غيره.
وفى اليمن يحقق الجيش اليمنى بالتعاون مع قوات التحالف تقدمًا على جميع محاور القتال مع الحوثيين الذين ينفرط عقدهم يوم بعد الآخر وسوف يعود اليمن السعيد إلى ما كان عليه في الزمن القريب.
ولمصر وشعبها وقيادتها برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي الدور الأكبر والمهم في تحقيق هذه النجاحات على كل الأصعدة بعد أن التحمت الدبلوماسية مع المساندة على الأرض بصورة ربما تكون الأولى منذ زمن بعيد حيث أفشلت مصر بالتعاون مع اليونان خطة أردوغان بإغراق ليبيا بالسلاح والإرهابيين يساندهم في نفس الوقت الجزائر وتونس برفضهما فتح حدودهما واستغلال أراضيهم لاحتلال ليبيا.. كما تقوم مصر بالسيطرة على منافذ البحر الأحمر خاصة باب المندب لمنع إيران من تقديم الدعم المستمر للحوثيين وفى نفس الوقت تحييد القواعد التركية والأجنبية في الجزء الأفريقي من البحر الأحمر عبر الأسطول البحرى الذى يفرض إرادته في هذه المنطقة الملتهبة.
وتعمل مصر بالتحرك على كافة الأصعدة في وقت واحد حيث تقوم بأكبر مناورة ربما في تاريخها بعد أن أصبحت كل الاتجاهات تحاول العبث بالأمن القومى المصرى.. فالجانب الشرقى تجد إسرائيل تسعى لزعزعة الاستقرار وتلعب دورا سلبيا في المفاوضات الثلاثية التى تجمع مصر بالسودان وإثيوبيا حول سد النهضة حيث تحرض إسرائيل إثيوبيا على الوقوف ضد الحلول التى تحمى حقوق دولتى المصب مصر والسودان ولم تدرك إثيوبيا وسياسيوها أنهم يلعبون بالنار حيث لا مجال لمصر في التفريط بنقطة مياه وفى نفس الوقت تريد أن تستفيد الدول الثلاث من التنمية دون الإضرار بالمصالح المشتركة.
وتلعب دول الخليج خاصة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة دورًا كبيرًا ومهمًا في مساندة الدور المصرى وتعزيز عودة الأمة العربية إلى الوحدة والتى تعد كلمة السر في الوقوف بوجه الطغاة وكل أشكال الاستعمار الجديد تساندهم كل الدول الحرة التى ترفض حروب الجيل الرابع والهيمنة على مقدرات الشرق الأوسط وذلك حفاظا على السلم العالمى الذى أصبح مهددًا بحرب عالمية ثالثة بفعل السياسة الحمقاء التى تديرها بعض الدول مثل تركيا وإيران وقطر والولايات المتحدة وإنجلترا.. لكن الوعى الذى تعيشه الشعوب العربية وقادتها في هذه المرحلة الحساسة من عمر الأمة سوف تأخذ بأيدينا إلى انتصار جديد كنا نبحث عنه من عدة عقود.
والله من وراء القصد.