الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

متحف الفن الإسلامي .. أيقونة تاريخية في أحضان القاهرة

متحف الفن الإسلامي
متحف الفن الإسلامي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عالم من الفن والجمال وإحساس أعمق بالكون، يجتاح وجدانك، وكأنك سافرت في رحلة عبر الزمن، لتجد نفسك أمام قطع فنية صنعت بإتقان وحرفية بالغة، دمجت ما بين الإيمان والعقيدة والفن التشكيلي، تجسد أعظم ما قدمت الحضارة الإسلامية، داخل متحف الفن الإسلامي" بأحضان القاهرة التاريخية.
وتمر اليوم الذكري الـ ١١٦ لافتتاح متحف الفن الإسلامي بباب الخلق، والذي يُعد أيقونة المتاحف الإسلامية حول العالم، ومن أكبرها، حيث يحتوى على أكثر من مائة ألف تحفة تشمل جميع فروع الفن الإسلامى في مختلف العصور، كما تميزت مجموعاته الفنية بثرائها من حيث الكم والكيف، مما جعله منارة للفنون والحضارة الإسلامية على مر تاريخه. 
وكان المتحف على مر تاريخه قبلة لكبار الزوار من ملوك وعظماء العالم، ولكل الباحثين والمؤرخين في مجال الحضارة الإسلامية، بل والزائرين على مختلف فئاتهم؛ وقد تميزت مقتنياته بالشمولية لجميع فروع الفن الإسلامى على امتداد العصور، ما جعله منارة للفنون والحضارة الإسلامية على مر العصور، برهانًا حيًّا على ما وصل إليه الفنان من ذوق رفيع ودقة فائقة في الصناعة. 
نظرة تاريخية 
بدأت فكرة إنشاء المتحف في عصر الخديوي إسماعيل سنة ١٨٦٩، وتم تنفيذ الفكرة في عصر الخديو توفيق سنة ١٨٨٠، وقام فرانتز باشا بجمع التحف الأثرية التى ترجع إلى العصر الإسلامى في الإيوان الشرقى لجامع الحاكم بأمر الله، ووصل عدد التحف التى تم جمعها إلى ١١١ تحفة حتى عام ١٨٨٢، وتم بناء مبنى صغير في صحن جامع الحاكم أطلق عليه اسم "المتحف العربى"، وفى ٢٨ ديسمبر ١٩٠٣، تم افتتاح مبنى المتحف الحالى في عهد الخديو عباس حلمى الثانى باسم "دار الآثار العربية"، وفى عام ١٩٥١ تم تغيير الاسم إلى "متحف الفن الإسلامى".
وشهد المتحف فترة مهمة في تاريخه بين عامى ١٩٨٣ و١٩٨٤ وتم توسيع مساحة المتحف، وفى عام ٢٠٠٣ بدأت عمليات التطوير الشامل للمتحف وتغيير نظام العرض المتحفى حسب الحقبة الزمنية، وتم افتتاح المتحف بعد عملية التطوير في ٢٨ أكتوبر ٢٠١٠، إلى أن حدث التفجير الإرهابى الذى استهدف مديرية أمن القاهرة في ٢٤ يناير ٢٠١٤، والذى نتج عنه دمار كبير بالمتحف، وقام العاملون بدور بطولى في حماية المبنى والمقتنيات الأثرية وتخزينها مباشرة بعد إنقاذها من بين الأنقاض، وظل المتحف قرابة العام بعد تفجيره حتى تم البدء في إعادة تأهيله مع أوائل عام ٢٠١٥، وبدأت الخطوات الجادة في إعادة الحياة للمتحف في ٢٠١٦؛ حيث تتميز واجهة المتحف المطلة على شارع بورسعيد بزخارفها الإسلامية المستوحاة من العمارة الإسلامية في مصر بعصورها المختلفة، وله مدخلان أحدهما في الناحية الشمالية الشرقية والآخر في الجهة الجنوبية الشرقية، ويتكون المتحف من طابقين؛ الأول به قاعات العرض والثانى به المخازن وبدروم يستخدم كمخزن لقسم ترميم الآثار.
وتشتمل مجموعات المتحف على مخطوطات وتحف في الطب والجراحة والأعشاب، وأدوات الفلك من الإسطرلابات والبوصلات والكرات الفلكية، كما تُمثل مستلزمات الحياة اليومية من الأوانى المعدنية والزجاجية والخزفية، والحلى والأسلحة والأخشاب والعاج والمنسوجات والسجاد، والتى يتم عرضها في شكل محاكاة للفترات التاريخية المتعاقبة، ويشمل المتحف عددا من القاعات مثل: قاعة العملة والسلاح، وقاعة الحياة اليومية، كما تم تخصيص فتارين جديدة للعصر العثمانى وعصر أسرة محمد على، وتعتبر قاعة العرض الرئيسية بمدخل المتحف هي رؤية ورسالة المتحف في إبراز عالمية الحضارة الإسلامية، وما قدمته من إسهامات للبشرية في مختلف المجالات، كما يحوى المتحف الشاشات التفاعلية ووجود مسارات لذوي الإعاقة البصرية.