الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

سلطان الشر.. «أردوغان» يدعم الإرهابيين في أفريقيا.. الرئيس التركي يلعب بورقة «داعش» لابتزاز أوروبا.. والاستخبارات التركية ترسل مئات الآلاف من الدولارات إلى حركة الشباب

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أكدت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلى على أن المعركة التى تخوضها فرنسا ضد الجهاديين في منطقة الساحل ستستغرق «وقتا طويلا»، في مقابلة نشرتها صحيفة «لو جورنال دو ديمانش» عشية تكريم وطنى لذكرى الجنود الفرنسيين الـ١٣ الذين قُتلوا في عملية في مالى.
وأعلن الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون أنه ينوى إعادة النظر في إستراتيجية قوات مكافحة الإرهاب الفرنسية في منطقة الساحل التى تشهد وضعا أمنيا متفجّرا، مطالبا الدول الأوروبية بمساندة أكبر لفرنسا.
ويشارك في عملية برخان التى تقودها فرنسا في منطقة الساحل ٤٥٠٠ جندى، لكن بعد مرور ست سنوات على الحضور الفرنسى المستمر لا يزال الجهاديون ينشطون في شمال مالي، وتمدّدوا إلى وسط البلاد وإلى بوركينا فاسو والنيجر المجاورتين.
وتدعم فرنسا دول ساحل غرب أفريقيا، مالى وموريتانيا وبوركينا فاسو والنيجر وتشاد، في جهودها لمكافحة الإرهاب.
وفى الوقت نفسه تستخدم الولايات المتحدة قاعدة لها في النيجر في عمليات ضد داعش والقاعدة في المنطقة.
وفى الأسابيع الأخيرة تبنى تنظيم داعش هجومًا على القوات المالية أسفر عن مقتل العشرات، بينما استهدفت المسيرات الأمريكية العشرات من عناصر داعش في جنوب غرب ليبيا.
وتقدر أجهزة الاستخبارات الغربية أن دحر الإرهاب في سوريا والعراق قبل نحو عامين دفع بعناصره نحو أفريقيا.
وقررت الدول الخمس في مجموعة الساحل الأحد الماضى في اجتماع عقد في نيامى تعزيز تعاونها داعية المجتمع الدولى إلى دعمها للقضاء على الخطر الجهادى المتنامى على أراضيها.
وأورد البيان الختامى لقمة ضمت رؤساء النيجر وبوركينا فاسو ومالى وتشاد ومورتيانيا أن «رؤساء الدول كرروا عزمهم على بذل ما في وسعهم لتحسين التنسيق بين القوة المشتركة والقوات الوطنية والقوات الدولية الحليفة».
كذلك، وجه رؤساء الدول نداء إلى البلدان الأخرى في المنطقة من أجل «تعزيز التنسيق بين أجهزة الأمن والاستخبارات في مكافحة الإرهاب والجريمة عبر الحدود»، وفق البيان.


وبناء على دعوة من الرئيس إيمانويل ماكرون، من المقرر أن تنعقد في فرنسا يوم الاثنين ١٣ ينايرالمقبل قمة لقادة دول مجموعة الساحل الخمس بعد أن أجلت بسبب هجوم أوقع عشرات القتلى في النيجر.
وتعد ليبيا قاعدة محتملة لإعادة تجميع القوى الإرهابية لتنشط في المنطقة.
ويرى كثيرون أن تهديد الرئيس التركى رجب طيب أردوغان بإرسال إرهابيى داعش لديه إلى بلدانهم في الغرب مجرد مناورة، وأن الحقيقة أن هؤلاء ربما يرسلون إلى أفريقيا عبر ليبيا التى تنشط فيها تركيا.
وعلى ذكر تركيا، يحذر كثيرون من علاقاتها مع تنظيم الشباب الإرهابى في الصومال، ما يجعل رقعة الإرهاب في أفريقيا تمتد من أقصى الغرب حيث إرهابيى «القاعدة في المغرب الإسلامي» إلى الشرق والقرن الأفريقي تحديدًا مرورًا بليبيا وتجمع داعش من جديد.
وإذا كانت فرنسا ترى أن محاربة الإرهاب في أفريقيا تحمى أمن أوروبا، وكذلك ترى أمريكا، فإن الدول العربية معنية أيضًا بالقضاء على الإرهاب في أفريقيا.
ربما لا تنسق فرنسا وأمريكا جهودهما بعد في محاربة الإرهاب في منطقة الساحل والصحراء. لكن مع تحذيرات انتقال الآلاف من داعش ممن كانوا في سوريا والعراق واحتمال تحالفهم مع بقايا القاعدة وتنظيم الشباب وكذلك بوكو حرام في نيجيريا، يحتاج العالم إلى تحالف مثل الذى تشكل في ٢٠١٤ لهزيمة داعش.
من الضرورى كذلك دعم الجيش الوطنى الليبى الذى يحارب الإرهاب في هذا البلد الممزق، ومواصلة جهود التطور السياسى السلمى في السودان لإبعاده عن تلك الدائرة الجهنمية التى أدخله فيها نظامه المطاح به.
ومؤخرا تبادل الرئيسان الفرنسى والتركى الاتهامات، فيما وجه أردوغان اتهامات لاذعة لماكرون واصفًا إياه بأنه في حالة موت دماغية، ما اعتبره الإليزيه تجاوزًا واستدعت السفير التركى لدى باريس، كما دعا سياسيون فرنسيون إلى اتخاذ إجراءات صارمة ضد أردوغان تتضمن عقوبات على تركيا. وذكرت صحيفة «لوموند» الفرنسية، أن تصريحات أردوغان تعزز التوترات بين تركيا وحلف شمال الأطلسي.
وفى وقت سابق اعتبرت الصحف الفرنسية تهديد الرئيس التركى بترحيل إرهابيى داعش الأجانب إلى بلدانهم الأوروبية مناورة من رجب طيب أردوغان لابتزاز الغرب والحصول على أموال لتمويل بناء مدن اللاجئين في شمالى سوريا التى يعتزم نقل ٣ ملايين سورى إليها، بجانب الانتقام من بعض الدول الأوروبية.
وقالت صحيفة «لوفيجارو»: «بعد تهديدات أردوغان المتكررة بفتح الباب أمام اللاجئين غير الشرعيين للسفر إلى أوروبا، يلعب الرئيس التركى بورقة إرهابيى داعش الأجانب لابتزاز أوروبا».
وأضافت أن «أردوغان يهدد حاليا بترحيل إرهابيى داعش الأجانب الذين وقعوا في يد الجيش التركى بشمالى سوريا إلى بلدانهم في مناورة للضغط على أوروبا، والانتقام من بعض الدول، وبينها فرنسا لانتقادها الدائم سياساته الخاصة بحقوق الإنسان».
مما يجعلنا نفتح ملف حركة الشباب وعلاقاتها بالخليفة العثمانلى أردوغان حيث إن هناك العديد من الأدلة التى تشير إلى علاقة تركيا بالتنظيمات المتطرفة، فقد كشفت معلومات مصدرها وثائق قضائية أن وكالة الاستخبارات التركية أرسلت مئات الآلاف من الدولارات إلى حركة الشباب الصومالية، عبر عميل كان سجينا سابقا في معتقل «جوانتانامو».


وتترافق هذه المعلومات التى كشفها مركز أبحاث في السويد، مع تقارير أمنية أمريكية سابقة، أشارت إلى تمويل من قطر، حليفة تركيا الأولى في المنطقة، للمنظمات المتطرفة، ليكتمل المشهد الإرهابى في الصومال، البلد الأفريقي الغارق في الفوضى بسبب ممارسات أنقرة والدوحة المتحالفتين أيضا مع النظام الإيراني، في دعم المتطرفين.
وأسفرت العمليات الإرهابية لحركة «الشباب» التى تأسست عام ٢٠٠٤ داخل الصومال إلى مقتل عشرات الآلاف، وقد وسعت من أنشطتها الإرهابية عبر الحدود لتستهدف كينيا على وجه الخصوص بالإضافة إلى عدد من دول الجوار.
وذكر موقع «نورديك مونيتور»، التابع لشبكة الشمال للأبحاث والرصد المتخصصة في تتبع الحركات المتطرفة، أن الحكومة الأمريكية اكتشفت عملية تحويل الأموال من الاستخبارات التركية إلى «الشباب»، وأبلغت أنقرة بالأمر، وطالبتها بتحقيق لكشف الشبكة الإرهابية التى تعمل على تمويل الحركة المتطرفة.
وقال تقرير «نورديك مونيتور» إنه كان من الواضح سعى الحكومة التركية إلى إغلاق التحقيق في قضية سين، الذى عمل لصالح المخابرات التركية في نقل المقاتلين من وإلى سوريا، بحسب ملف التحقيقات الذى رفعت عنه السرية في يناير عام ٢٠١٤.
وكان سين قد اعتقل في باكستان لصلته بتنظيم القاعدة واحتجز في سجن «غوانتانامو» الأمريكى، قبل أن يقرر مسئولون أمريكيون تسليمه إلى تركيا، وبحسب ملف التحقيقات، فقد عمل سين مع وكالة الاستخبارات التركية منذ اندلاع الأزمة السورية عام ٢٠١١.
وكشفت سجلات التنصت على المكالمات الهاتفية التى حصل عليها المدعون العامون بموجب أمر من المحكمة، صلات سين مع وكالة الاستخبارات التركية.
ويعتقد المحققون أن سين استخدم العديد من المنظمات غير الحكومية، بما في ذلك منظمة الإغاثة الإنسانية التركية (آى إتش إتش)، لإخفاء الشحنات غير القانونية إلى المتطرفين في سوريا.
وأظهرت سجلات التنصت على المكالمات الهاتفية بين سين وشركائه، كيف خططوا لاستخدام سيارات الإسعاف لنقل الإمدادات إلى المتطرفين، للتحايل على منع الشاحنات الصغيرة من العبور إلى سوريا.
كما جرى إدراج عبد القادر شقيق سين، كمشتبه به لصلاته بالقاعدة، قبل أن يطلق سراحه أيضا، رغم أنه يعد واحدا من المنظرين الذين دفعت كتبهم العديد من الشباب في تركيا إلى التطرف.
ويقول موقع «نورديك مونيتور» إن أردوغان أبدى اهتماما كبيرا بالصومال منذ عام ٢٠١١، وأمر بتشييد مجمع ضخم للسفارة التركية في مقديشو، رغم الانفلات الأمني وانتشار الجماعات الإرهابية في هذا البلد، كما حصلت شركات تركية على حقوق تشغيل مطار مقديشو ومرافق في الميناء البحرى. وقد عيّن الرئيس التركى الطبيب المتشدد جمال الدين كانى تورون سفيرا غير مهنى في العاصمة عام ٢٠١١.
ووفقا للمدون مراد أفنى، الذى نشر العديد من التسريبات من داخل الحكومة التركية بناء على مصادره الخاصة، فقد التقى السفير التركى سرا قادة من حركة «الشباب» وباع لهم أسلحة، وكمكافأة له، قرر أردوغان تعيين تورون مستشارا رئاسيا ودعمه ليصبح نائبا برلمانيا بعد ذلك.