الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

جلال الدين الرومي.. سيد العارفين

جلال الدين الرومي
جلال الدين الرومي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحل غدا الثلاثاء ذكرى وفاة الأديب والمفكر جلال الدين الرومي والذي لقبه المستشرقون بالشاعر الصوفي الأعظم في كل الأزمان.
ولد محمد بن محمد بن حسين بهاء الدين البلخي في منطقة بلخ بخراسان "أفغانستان حاليا" في فترة كانت تموج بالعديد من الصراعات بين رجال الدين والإمبراطورية، والصراعات بين الشرق والغرب، والصراع الذي يبدو أزليا بين إيران وطوران، وقد تلقى تعليمه الديني على يدي والده الذي كان أستاذا صوفيا، وعالما دينيا، وواعظا بليغا، التف حوله العديد من المريدين ولقبوه بسلطان العارفين، كما تتلمذ على يد الشيخ "برهان الدين محقق" ونهل من بحر علمه الصوفي والديني الزاخر.
أثرى جلال الدين الرومي المكتبة الإنسانية بالعديد من المؤلفات الشعرية ومنها: ديوان شمس الدين التبريزي، ومثنوية المعاني، والرباعيات، ولم يحرم النثر من بديع بيانه فقد قدم لفن النثر العديد من المؤلفات منها: "الرسائل"، و"المجالس السبعة".
كان الرومي مسلما مؤمنًا بتعاليم الإسلام السمحة لكنه استطاع جذب أشخاص من ديانات وملل أخرى وذلك بسبب تفكيره المرن المتسامح، فطريقته دعت للتساهل مع كل المعتقدات والأفكار، وكان يحث على الخير والإحسان وإدراك الأمور عن طريق المحبة.
كتبت كل أعمال الرومي باللغة الفارسية، وترجمت إلى لغات عديدة ومنها، التركية واللغات الغربية، له تأثير كبير على ثقافة الفرس وثقافات الأوردو والبنغالية والتركية.
كان الرومي يستعمل الموسيقى والشعر والذكر كسبيل أكيد للوصول إلى الله عز وجل فالموسيقى الروحية بالنسبة له، تساعد المريد على التركيز بقوة، لدرجة أن المريد يفنى ثم يعود إلى الواقع بشكل مختلف، ومن هذه المنطلق تطورت فكرة الرقص الدائري الذي وصلت إلى درجة الطقوس.
شجع الرومي على الإصغاء للموسيقى فيما سماه الصوفية "السماع"، فيما يقوم الشخص بالدوران حول نفسه فعند المولويين التنصت للموسيقى هي رحلة روحية تأخذ الإنسان في رحلة تصاعدية من خلال النفس المحبة للوصول إلى الكمال، والرحلة تبدأ بالدوران حيث تكبر المحبة في الإنسان، فتخفت أنانيته ليجد الطريق للوصول إلى الكمال.
أثرت مؤلفات الرومي في الأدب الفارسى والتركى والعربى والأردى، كما غنى نجوم موسيقى بوب غربيون مثل مادونا ترجمات أشعار الرومى لتعظيمه قوة الحب، واعتقاده في الفائدة الروحية للموسيقى والرقص.