لم يتوقع المهندس الشاب سيد والذي لم يتعد ربيعه الـ 26 ما سيحدث له خلال عمله بأحد المصانع بعدما ابتلعته إحدى ماكينات الدرفلة بالمصنع التي كان يقوم بصيانتها والذي توفى على إصرها بعد أن ابتلعت الماكينة يده وجسده قبل انتهاء وردية عمله بعد أن كان قد التحق بالمصنع منذ 20 يوما فحسب بعمله بأحد مصانع شركات الأسمدة التابعة للقطاع الخاص.
ما أثار الضجة عبر مواقع التواصل الاجتماعي حول الواقعة أن وفاة الشاب وقعت بسبب افتقار الأمن الصناعي بالمصنع حيث كان هناك أوامر من مدير المصنع تقضي بصيانة المهندسين للماكينات المتهالكة خلال عملها والذي يعد مخالف لأساسيات الأمن الصناعي وهو ما جاء على لسان خال الضحية خلال تصريحاته على برامج التوك شو، وأكدته لجنة الصناعة بالبرلمان المصري لتفتح الواقعة الباب للحديث عن حوادث المصانع ومعايير الأمن الصناعي وتطبيقه خاصة أن تلك الواقعة ليست الأولى من نوعها التي تقع للعمال خلال تأدية مهامهم.
وبين الحين والآخر نسمع عن وقوع كوارث بسبب غياب أو إهمال معايير الأمن الصناعي ولسنا عن حادثة قطار محطة مصر ببعيد والتي وقعت في ظل الإهمال وغياب اعتبارات الأمان وهناك كذلك الحرائق التي تقع بالمصانع وانتشارها بصورة كبيرة ما يسبب خسائر مادية كبيرة وربما تعدى الأمر ذلك لخسائر في الأرواح كذلك.
واعتبر المهندس محمد فرج عامر، رئيس لجنة الصناعة بمجلس النواب ما حدث بمصنع العين السخنة جريمة شنيعة، مؤكدا تبني المجلس لقضية المهندس، ومضيفا خلال بيان له أنه سيتم تقديم استجواب وطلب إحاطة واستدعاء كافة المسئولين واتخاذ كافة الإجراءات الضامنة لحق المتوفي شهيد الصناعة على حد تعبيره، مضيفا أنه سيتم استجواب وزير الصناعة واتخاذ إجراءات ضد الشركة بعد الواقعة.
وأضاف أن السلامة والصحة المهنية تعرف بأنها العلم الذي يهتم بالحفاظ على سلامة وصحة الإنسان بتوفير بيئات عمل آمنة خالية من مسببات الحوادث أو الإصابات أو الأمراض المهنية أو بعبارة أخرى هي مجموعة من الإجراءات والقواعد والنظم في إطار تشريعي تهدف إلى الحفاظ على الإنسان من خطر الإصابة والحفاظ على الممتلكات من خطر التلف والضياع.
وفي هذا الصدد قال محمد سعد، خبير السلامة المهنية إنه لا بد من تطبيق إجراءات السلامة المهنية باعتبار أنها ليست رفاهية داخل المصنع أو جهة العمل لاسيما داخل بيئات العمل الخطرة التي تتطلب التعامل مع آلات حادة وهو ما يجب التأكد من أن تطبقه كل المصانع والشركات على حد سواء في وجود إشراف ومتابعة من وزارة الصناعة والجهات المختصة بحسب نشاط المصنع.
ولفت إلى ضرورة تدخل السلامة والصحة المهنية في كل مجالات الحياة ففي داخل المصانع وأماكن العمل المختلفة وفي المنشآت التعليمية، مشيرأ إلى أنه نحتاج إلى قواعد السلامة خاصة عند التعامل مع الآلات والأجهزة التي يمكن أن تضر بالإنسان أو تؤثر على حياته.
وتابع أن الأهداف العامة التي تسعى السلامة والصحة المهنية إلى تحقيقها تتمثل في حماية العنصر البشري داخل المصانع المختلفة من الإصابات الناجمة عن مخاطر بيئة العمل بالعمل على حمايتهم من التعرض لإخطار العمل داخل بيئات العمل المختلفة كالحوادث والإصابات والأمراض المهنية والتي يمكن أن تقع لهم بجانب العمل على الحفاظ على مقـومات العنصر المادي المتمثل في المنشآت وما تحتويه من أجهزة ومعدات من التلف والضياع في الوقت نفسه نتيجة للحوادث وبجانب هذا فلا بد من تنفيذ كافة اشتراطات السلامة والصحة المهنية التي تكفل توفير بيئة آمنة تحقق الوقاية من المخاطر.
وأضاف الدكتور محمود البغدادلي، خبير السلامة المهنية ومستشار إدارة الكوارث، إن السلامة المهنية جزء من التنظيم القانوني والإداري لأي مصنع أو شركة ما، خاصة الشركات كبيرة الحجم التي من المفترض وجود إشراف من وزارة الصناعة عليها إضافة إلى وجود رقابة على مدى تطبيق السلامة المهنية داخلها من قبل هيئة الأمن الصناعي.
ولفت إلى أنه خلال الأعوام الماضية وصلت الخسائر إلى نحو 1.6 مليار جنيه بسبب حوادث العمل والحرائق التي تقع بالمصانع بمعدل وصل إلى 20 ألف حريق سنويا وهو الأمر الذي أرجعه لعدم وجود إدارة أزمات وغياب إدارة العنصر البشري لمعايير السلامة المهنية، مشيرا إلى ضرورة الاهتمام بالسلامة المهنية داخل المصانع وبالنسبة للعاملين بالوقت نفسه خاصة أنه خلال الفترة الماضية كانت مصر من بين 10 أسوأ دول في العالم في غياب معايير الصحة والسلامة المهنية.
